أكد الأخ الأستاذ حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام أن الحوار اليمني سوف ينطلق قريبا لاحتواء المشكلات والتحديات التي يتعرض لها اليمن، وقال في مقابلة أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بالقاهرة ونشرته في عددها الصادر اليوم إن المرجعيات الإيرانية تخطط وتمول الحوثيين وغيرهم، لجعل دول المنطقة كيانات هشة تابعة لها، موضحا أن المرجعيات الدينية في إيران تتفهم خطورة الحرب لأنها تحلم بمآرب مذهبية خاصة، للأسف الشديد، وهم أسرى أفكار ورؤى تتعلق بظهور المهدي المنتظر، وخلق فتن وتمويل فتن في الجزيرة العربية ومصر، وهذه هي التي تجعل من المرجعيات في إيران خطرا على الأمن والاستقرار في العالم العربي , كما تحدث اللوزي عن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في اليمن ومؤتمر لندن الذي اعتبره دعما لقدرات مؤسسات الأمن والقوات المسلحة في اليمن , مشيرا إلى أن مؤتمرا آخر سيعقب مؤتمر لندن يعقد في الرياض لدعم الخطة الاقتصادية في اليمن، وتحدث عن التنسيق الكامل مع السعودية في مواجهة خطر الإرهاب، كما تحدث عن نتائج اجتماعات وزراء الإعلام العرب، والحاجة إلى إنشاء مفوضية للإعلام العربي، ومواقف الدول من العمل العربي المشترك تحت هذه المظلة وحول المواجهات مع عناصر الإرهاب والتخريب في محافظة صعدة وسفيان , أوضح الوزير اللوزي أن أعمال المواجهة الأمنية والعسكرية تسير على قدم وساق، وفي المحاور كافة، وقال :" كل يوم تحقق نتائج إيجابية، وقد أصابت العمليات أضعاف الحوثيين وشلت قواهم ودمرت معداتهم، حتى في المخازن التي يتم اكتشافها، والمتابع لمجريات الأحداث، يتضح بشكل جلي أن ما كان يمثله المتمردون من خطورة كبيرة انتهت وانتهت، ويجري حاليا عمليات التطهير والتمشيط لبعض أوكارهم في الجبال والوديان وداخل مدينة حرف سفيان ومدينة صعدة وبعض القرى، وهذه تحتاج إلى وقت لمراعاة المدنيين، كما تم الحصار وتجفيف منابع التمويل، إضافة إلى الضربات الموجعة للمتمردين , وتعيد 26سبتمبرنت نشر نص الحوار : حوار : سوسن ابو حسين:
* ما موقف اليمن من إنشاء مفوضية الإعلام العربي ولماذا تم التأجيل وما المهام المطلوبة منها؟ - اليمن مع فكرة ومشروع إنشاء مفوضية الإعلام العربي منذ البداية، وكان ذلك واضحا في الاجتماعات السابقة لوزراء الإعلام العرب والدورة التي أعقبت إقرار الوثيقة الخاصة بتنظيم الإعلام الفضائي والإذاعي والمعايير الأخلاقية المتصلة بهذا العمل الهام، وكذلك بالنسبة للعمل الإعلامي المستقبلي فيما يتعلق بتنسيق الجهود الإعلامية في مؤسساتها المختلفة لخدمة وثائق أساسية، خاصة فيما يتعلق بإستراتيجية العمل الإعلامي العربي، وكذلك الإستراتيجية الثقافية وحتى قرارات مكة، كل هذا يحتاج إلى آلية، لأن لدينا وثائق مهمة، ولكنها تظل حبرا على ورق، إذا لم يكن وراءها آلية عمل تترجم كل القرارات إلى واقع عملي في الميدان، وتقود العمل العربي المشترك، وتبرمج أعمالها على مختلف القضايا سواء في قضايا مواجهة الإعلام المعادي للأمة العربية أو توضيح الصورة الحقيقية للإنسان العربي وللسياسات العربية ورسالة الأمة العربية، ونحن لا نروج لفكرنا العربي السلمي والمنفتح على الحضارات الأخرى والفكر الهادف إلى تحقيق الشراكة مع الغير (الغرب والأمم التي نعيش معها) وبالتالي الجهود التي تبذل قطريا على مستوى وزارات الإعلام مشتتة، وأحيانا يغلب عليها الطابع الخاص الذاتي، وبالتالي طموحنا في أن يتحقق للعمل العربي آلية جادة، لأن تعمل كل هذا، وأن تترجم ما في الوثائق، وما في استراتيجيات العمل الإعلامي العربي يرتكز بالفعل على امتلاك هذه الأداة (مفوضية إعلامية)، لأن الأدوات القائمة نطاق نشاطها محدود، ولذلك نرى أن إقرار موضوع المفوضية نابع من فهمنا، ما هو موضوع في الاتحاد الأوروبي (المفوضية الإعلامية الأوروبية) هي تقوم بدور كبير وخاصة في حماية المصالح الأوروبية وتوضيح رؤيتها وقيمها، ونحن لنا أيضا المعايير الأخلاقية، ونحتكم مع الآخرين لمعايير مهنية في العمل الإعلامي، وبالتالي وجود هذه المفوضية نعتبره أساسيا وجوهريا لتحقيق نقلة تطورية هامة للعمل العربي المشترك، ولدور إعلامي فاعل للجامعة العربية، من خلال رؤية واضحة وقدرات إعلامية متوفرة من الدول العربية كافة، ولأن اللائحة والنظام يحددان شروطا معينة لمن يعمل في المفوضية، وليس كما هو في الوقت الراهن، نظرا لضعف الإمكانيات التي لا تملك قدرات فاعلة قادرة على العمل ودراسة رد الفعل، والتخطيط للخطوات المستقبلية، وأهم نقطة في هذا الجانب أنه من خلال المرصد الإعلامي الذي سيكون ضمن مكونات المفوضية، نحصر ونرصد كل ما ينشر ويبث ويذاع عن الوطن العربي للرد عليه، من خلال خطة متكاملة مع مكونات المجتمع، والمواجهة الإعلامية هي اليوم قلب المعركة الحضارية، أن نكون أو لا نكون، أو أن نصل إلى مواقع من الشراكة مع الغير أو نتخلف، ونحن في واقع متخلف مريض سلبي، لا بد من الحدود، حتى في قضية مثل قضية الانتصار للقدس وحمايتها، وكشف ما تتعرض له القدس من مخاطر وتهديد وتهويد، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، هذا العمل متروك لوسائل الإعلام العربية، كل منا يجتهد، ونحن طلبنا في ورقة العمل التي تقدمنا بها إلى الجامعة، كرد منا على مشروع إنشاء المفوضية، أهمية وجود سياسة إعلامية موحدة متواصلة على تحقيق كل المصالح العربية، وقلنا لو أن هناك مفوضية تستطيع أن تعمل بقدراتها الذاتية وبالدول العربية وبالتنسيق مع كل مؤسسات العمل العربية الرسمية والخاصة. * إذن إنشاء المفوضية لا يعني تقييد العمل الإعلامي العربي كما ورد في بعض التقارير التي ترفض الفكرة؟ - هذه المفوضية الإعلامية تأتي لتحمي حرية العمل الإعلامي داخل العالم العربي، وهي مكلفة، ويجب أن تعمل على تطوير المهنة من أجواء تسيء إليها، ونؤكد في الوقت نفسه أن حرية الإعلام والتعبير حرية مقدسة، ولكن التطوير وأهمية الرسالة أمر مهم، والذين يزايدون ويتخوفون من أي خطوة تقدم عليها الجامعة العربية، فهؤلاء هم أعداء أنفسهم قبل أن يكونوا أعداء لأي مشروع تطوري في العالم العربي. * إذن لماذا تقرر تأجيل إنشاء المفوضية على الرغم من الأهمية التي تحدثت عنها؟ - إننا تأخرنا كثيرا في إنشاء المفوضية، وبحث التمويل والكوادر وتحديد الأولويات والمهام كثيرة، كما تأخرنا كثيرا فيما يتعلق بحسم مشروع إقامة الاتحاد العربي، الذي دعت إليه اليمن، وهو مشروع قدمه الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إلى القمة العربية، وبالتالي سوف نتباكى ذات يوم قريب، بل من اليوم، على تأجيل النظر في موضوع قيام الاتحاد العربي، لأنه يحقق بالفعل نقلة في تطوير نظام الجامعة العربية إلى نظام أمثل، وكذلك إنشاء المفوضية نظام أمثل، ولو كان هناك اتحاد عربي اليوم لما احتجنا لكل هذا النقاش الطويل، لنقرّ فكرة المفوضية للعمل الإعلامي العربي، أما بالنسبة لمن يقود هذه المفوضية، لا شك أنه سيكون قيادة مستقلة من كفاءات وقدرات عربية، لكن هذه القيادة سوف يوجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولن نأتي بقيادة أخرى تدخلنا في مشكلات أخرى بين أمين الجامعة ورئيس المفوضية، وبالتالي نحن نقترح بأن تكون المفوضية تحت قيادة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والثقة الممنوحة للأمين سوف تمنح لهذه المفوضية. * هل سيتم إنشاء مفوضية للإعلام العربي في نهاية المطاف أم إن التأجيل حجة للتخلص منها قبل ولادتها؟ - نحن متفائلون في اليمن لأبعد الحدود بجدوى وأهمية وخطورة المفوضية، ونحن كنا نرى التعجيل للأخذ بالفكرة وبالمشروع بعد تعديله وتنقيحه في أسرع وقت، وكان اليمن قد اقترح في الاجتماع بأن تعقد دورة خاصة في نهاية شهر مارس (آذار) للنظر بإمعان من خلال اللجنة الدائمة وخبراء وإعلاميين وقانونيين من العالم العربي ومن المؤسسات الإعلامية، لتناقش الأمور كلها وتصل بنا إلى صيغة مثلى للمفوضية، من أجل الدفاع عن الشخصية والهوية العربية والقومية، ولن يكون ذلك إلا من خلال هذا المشروع الحضاري. * من خلال مشاركتكم في اجتماع وزراء الإعلام العرب هل لمست حرص كل الدول العربية على إنشاء هذه المفوضية؟ - الذي يثلج الصدر ويجعلنا نتفاءل، أن هناك إجماعا عربيا على أهمية المفوضية وضرورة قيامها، ولكن ثمة مخاوف أيضا لدى البعض، وهذه مخاوف لا أساس لها في الواقع، والمؤلم اليوم في العالم العربي، أن أي فكرة تأتي بها السلطة العربية مشكوك فيه، وأنا أعتقد أن هذه الحالة تنطلق من العداء للذات وللسلطات العربية في تخيل كل ما نقدم عليه بأنه مؤامرة أو إحباط، والحقيقة أن هذا بعيد عن الواقع. * ماذا عن الوضع الراهن، وماذا يحدث حاليا، هل اقتربتم من الحسم في ملفات «(القاعدة) - الحوثيين - الانفصاليين»؟ - حقيقة، هناك تحديات يصعب معالجتها بجرة قلم أو بعصا سحرية، لأنها تحتاج إلى وقت وإمكانيات وقدرات مالية، والتحديات الاقتصادية في اليمن ليست وليدة اليوم، وهي مستمرة ومتواصلة، وعانينا منها قبل الوحدة وفي ظل الوحدة، وهذه التحديات ناتجة عن مواجهتنا للتخلف الاستعماري وإرث ما قبل دولة الوحدة، من نظامين كانا يسيران في خطين مختلفين ثم اجتمعا وامتزجا في ظل دولة الوحدة، التي جاءت إلينا بتحديات جديدة، وهي الديمقراطية، ونحن في اليمن ندفع ثمن اختيارنا للممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والعمل السياسي والتعددية السياسية، وهذا التحدي تعاملت معه مجموعات بأن الحرية السياسية هي قول ما تشاء، وإن كان هذا القول يؤدي إلى تخريب وتشويش، وإلى محاولات تزييف وعي المواطن، وإضافة إلى التحديات الاقتصادية، وكل ذلك لعب دورا معطلا في سير مشاريع التنمية (الخطة الخمسية الأولى والثانية والثالثة)، ومع ذلك نجد إيجابيات أثمرها العمل الجاد ديمقراطيا واقتصاديا لا يمكن قياسها بأي حال بقدرات دولة محدودة الإمكانيات، ولا بد أن نعترف بأن هناك إنجازات وانتصارات كبيرة على صعيد التنمية والعمل الديمقراطي على مدار العشرين عاما الماضية، بقيت لدينا التحديات الأمنية، وهي خطيرة بالفعل، وناتجة عن ضعف الإمكانيات والتمويل لموضوع الانتشار الأمني في اليمن، وواحدة من المشكلات الأمنية أننا لم نستطع أن نحقق حتى الآن أجندة الإصلاحات، وفي مقدمتها الإصلاحات المتعلقة بالانتشار الأمني وبإيجاد السلطات المحلية على نطاق أوسع مما هي عليه اليوم، بما في ذلك إقامة المحاكم وأجهزة السلطة القضائية في كثير من المحافظات النائية والبعيدة، وهذه تتطلب أموالا وإمكانيات طائلة، ومع ذلك هناك إنجازات تحققت بصورة كبيرة، وخاصة في أجندة الإصلاح، ومسألة التمرد الحوثي في وجه منها هي نتاج إرث متخلف لدى البعض، أي من يعتقدون أنهم قادرون على الوصول إلى السلطة بهذا الأسلوب (العصيان المسلح) والاعتداء على مراكز الدولة والمواطنين واستقبال الفكر الدستوري والشرعية الدستورية بفكرهم وبشكل إرهابي، والتمرد في صعدة له خلفياته الفكرية الإمامية، وله خلفياته المحرضة التي تنصاع لمخطط تآمري إيراني من المرجعيات الإيرانية، خاصة في منطقة صعدة بظروفها الجغرافية جعلت الأطماع من جماعات ومرجعيات إيرانية، التي ما زالت تتبنى فكرة تصدير الثورة الخمينية، تنزع بثقلها في هذه المحافظة، وتحاول استقطاب الشباب بالأموال والإغراءات الفكرية والتمويل، كما أن الدور الإيراني ليس مرتبطا باليمن فقط، وإنما يستهدف العالم العربي وتطويقه بكيانات هشة وتابعة لها تؤذي وتغذي أعمال الفتنة والانقلاب، ومثل ذلك يقال عن تنظيم القاعدة الذي نشط في أفغانستان، وعادت هذه القوى لتلعب دورا ما زال مشبوها في داخل العالم العربي، وتحاول هذه القوى أن تعمل لها كيانا أو أرضية أو منطلقات من الأرض اليمنية، ومع ذلك فإن الدولة اتخذت الكثير من الإجراءات والخطوات العملية في مواجهة هذا التهديد والعناصر الإرهابية تشريعيا ومؤسسيا وتكوين وحدات أمنية، ولذلك نحن نتحدث عن الإمكانيات المالية لمواجهة كل هذا، وأن نقوي القوات المسلحة ووحدات مكافحة الإرهاب، ومن ثم فإن حسم هذا الأمر سوف يكون، طالما تيسرت الإمكانيات، لأنه لدينا في اليمن حقيقة قوات مسلحة وأمن قادر على التعامل مع هذه التحديات والمخاطر، وجرائم التمرد والعصيان المسلح في محافظة صعدة تحديدا. * ماذا عن الحوار الذي طرحه الرئيس علي عبد الله صالح؟ - هي مبادرة وطنية، والدعوة إليه موجهة إلى القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية كافة في الوطن اليمني، وبالنسبة للمتمردين في صعدة طرحت عليهم 6 نقاط للالتزام بها والعمل على تنفيذها، ومن ثم يمكن إيقاف عمليات المواجهة والملاحقة لهم، أما الحوار بشكل عام، فإن الهدف الجوهري والمبدأ هو الامتثال للثوابت الوطنية، وخاصة الدستور والوحدة والديمقراطية، أي لا حوار خارج النظام الجمهوري والدستوري، ولا حوار خارج مظلة الوحدة والشرعية الدستورية، واليوم أستطيع القول إن قطاعا كبيرا من السياسيين والمنظمات التابعة للمجتمع المدني والأحزاب ورجال الفكر والثقافة والأعيان في اليمن، أصبحوا يلتقون حول هذه الفكرة، ويقوم اليوم مجلس الشورى في اليمن على الإعداد والترتيب من خلال اللجنة التحضيرية لبدء عملية الحوار، ومناقشة كل القضايا من دون استثناء، تحت المظلة الفكرية التي أشرت إليها، وسوف نطرح في الحوار كذلك العناوين التالية: ما المطلوب بالنسبة للتعديلات الدستورية وتنقيح الدستور؟ وما المطلوب بالنسبة للانتخابات وقانونها؟ وما التعديلات المقترحة؟ وما الرؤية الأنسب لليمن فيما يتعلق بنظام الحكم المحلي؟ والحوار سوف يكفل إنهاء الحرب وسيحقق خطوة جبارة في مواجهة الإرهاب. * ماذا تتوقعون من مؤتمر لندن لمكافحة «القاعدة» والإرهاب؟ أولا، لا يمكن السماح بتدخل عربي أو أجنبي في الشأن اليمني، هو من اختصاص الشعب اليمني والمؤسسات الدستورية في الجمهورية اليمنية، وهذا الكلام تفهمه الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية مجتمعة، وموضوع الوحدة اليمنية جوهري ويتفهمه الجميع، وهم مع الوحدة اليمنية، ولا يمكن أن يتورطوا في أي عمل ضد الوحدة، ومؤتمر لندن جاء ليعزز الموقف من مناصرة ودعم الوحدة اليمنية ودعم قدرات الدولة وبناء مؤسساتها، وبخاصة القوات المسلحة والأمن ووحدات مكافحة الإرهاب، وأيضا دعم عملية التنمية، والنظر بموضوعية في أجندة الإصلاحات التي تعمل اليمن على تنفيذها، وعليها أن تواصلها، ونحن نثق في كل من يشارك في مؤتمر لندن، ونثق في أنه مؤتمر يخدم الغايات والأهداف الوطنية اليمنية بالإمكانيات المتاحة، في أفق واضح من التعاون والشراكة في التنمية، وتعاون في دعم وقدرات مؤسسات الدولة خاصة العسكرية والأمنية، وسوف يعقب مؤتمر لندن مؤتمر آخر يعقد في الرياض، وسيكون للمانحين، أي الدول المانحة، وسوف ينظر في الخطة الخمسية الرابعة لليمن، وكذلك مواجهة التحديات الاقتصادية والإنمائية والأمنية، أما اجتماع لندن، نؤكد أنه اجتماع من أصدقاء بادروا، وهم حريصون، وهم معنا في خط المواجهة للإرهاب، وبناء قدرات الوحدات المسلحة والأمن، وكل متطلبات نجاح مؤتمر لندن أصبحت واضحة، والنتائج سوف ترد بإجابات صريحة على ما تردد من أوهام ومن مبالغات في المخيلات وفي الاستنتاجات والتصورات. * وماذا عن النضال الذي أعلنه الشيخ عبد المجيد الزنداني ضد قدوم وجود أجنبي إلى اليمن بعد مؤتمر لندن؟ - لو تريث الناس لوجدوا أن اجتماع لندن فيه كل الخير لليمن، وكثيرون لديهم نتائج مسبقة وأفكار معادية للنظام، ومن يتخذ من هذا المؤتمر أي ذريعة، هم لديهم سيناريو واضح ومفضوح، يرون فيه الجميع أعداءهم، و«القاعدة» خطر على اليمن والإقليم والعالم العربي، ومواجهة «القاعدة» ليس قرارا خاصا باليمن، وإنما للعالم، لمواجهة خطر يستهدف السلام والاستقرار. * كيف ترون سير العمليات العسكرية مع الحوثيين؟ - أعمال المواجهة الأمنية والعسكرية تسير على قدم وساق، وفي المحاور كافة، وكل يوم تحقق نتائج إيجابية، وقد أصابت العمليات أضعاف الحوثيين وشلت قواهم ودمرت معداتهم، حتى في المخازن التي يتم اكتشافها، والمتابع لمجريات الأحداث، يتضح بشكل جلي أن ما كان يمثله المتمردون من خطورة كبيرة انتهت وانتهت، ويجري حاليا عمليات التطهير والتمشيط لبعض أوكارهم في الجبال والوديان وداخل مدينة حرف سفيان ومدينة صعدة وبعض القرى، وهذه تحتاج إلى وقت لمراعاة المدنيين، كما تم الحصار وتجفيف منابع التمويل، إضافة إلى الضربات الموجعة للمتمردين. * هل انحسر المد الإيراني والدعم والتمويل بعد الحصار القائم حاليا، أم إن إيران بدأت تراجع مواقفها من دعم هذه الجماعات؟ - أشك أن المرجعيات الدينية في إيران تتفهم خطورة الحرب، لأنها تحلم بمآرب مذهبية خاصة، للأسف الشديد، وهم أسرى أفكار ورؤى تتعلق بظهور المهدي المنتظر، وخلق فتن وتمويل فتن في الجزيرة العربية ومصر، وهذه هي التي تجعل من المرجعيات في إيران خطرا على الأمن والاستقرار في العالم العربي. * ماذا عن التنسيق مع السعودية؟ - التنسيق هو كامل وشامل، ولا يتوقف عند حدود التنسيق العسكري والأمني، وإنما هناك تنسيق سياسي وأمني، وكان هناك لقاء هام عقد في الرياض لقيادات العمل اليمني والسعودي، وتم الاتفاق على خطة عمل مشتركة، يجري الآن تنفيذها، وهناك عمليات مشتركة تتم على صعيد العمل الأمني، واتفاق كامل يتيح للقوات المسلحة اليمنية متابعة وملاحقة المتمردين داخل الأرض السعودية، وكذلك على الجانب اليمني، وبشفافية كاملة وواضحة، خاصة بعد تصعيد خطر المتمردين الذين يستهدفون أمن واستقرار البلدين معا