- انعقاد مؤتمر لندن لا يعني تدويل التحديات الأمنية والاقتصادية في اليمن.. والأصدقاء لا يمكن أن يتورطوا في هذا المسعى أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن اليمن لن تكون ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة. وأوضح في حوار مع صحيفة "أخبار اليوم" المصرية نشرته في عددها الصادر أمس أن اليمن لديها خطة بدأت تنفيذها لمواجهة تنظيم القاعدة منذ وقت مبكر بصورة حثيثة وحسب الأولويات المرسومة لها بجانب مصادقة اليمن على كل الاتفاقيات العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب. وأفاد أن الحكومة أقرّت مشروع قانون خاصاً بمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة وينظر حالياً أمام السلطة التشريعية. مبيناً أن هناك تشاوراً للتعجيل بسرعة استكمال الإجراءات الدستورية لإصداره باعتباره من الأولويات التشريعية التي يتطلبها هذا التحدي.. وأشار إلى أن السلطات المختصة تحفظت منذ وقت مبكر على كل من ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ممن عادوا من أفغانستان وقامت بتعقب وضبط المشتبه بتورطهم في التخطيط أو ارتكاب أعمال إرهابية وتم تقديمهم إلى العدالة، وصدرت في حق العديدين منهم أحكام وصلت العقوبات في بعضها إلى الحكم بالإعدام إلى جانب ترحيل المشتبه فيهم من العرب والأجانب ممن كانوا يقيمون في اليمن بطرق غير مشروعة. وبيّن أن من أبرز الإجراءات المؤسسية التي اتخذتها اليمن إنشاء جهاز الأمن القومي عام 2002م؛ ومن مهامه تعزيز الدور المؤسسي في مكافحة الإرهاب والأنشطة المتصلة به إلى جانب استحداث وحدات خاصة لمكافحة الإرهاب في الحرس الجمهوري وفي الجهاز الأمني تحت مسمى "الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة" في وزارة الداخلية. فضلاً عن تنفيذ حملة شاملة لإغلاق كافة محلات بيع الأسلحة والمفرقعات وكل ما يتصل بحيازة الأسلحة، بالإضافة إلى إقرار الحكومة مشروع قانون خاص بتنظيم حيازة الأسلحة بما يحقق الوصول إلى تنظيم أمثل لحيازتها وتنظيم الإتجار فيها تحت مظلة القانون ورقابة الدولة ومنع الإتجار بكل أنواع الأسلحة التي يحرمها القانون ولا يحق حيازتها إلا للدولة بنص الدستور ومشروع القانون المشار إليه. وتطرق إلى الشراكة القائمة بين اليمن وشقيقتها المملكة العربية السعودية وكذا الدول الصديقة وفي المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وغيرهما في إطار الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب. لافتاً إلى أن كثيراً من عناصر القاعدة يتواجدون في مناطق وعرة ولا تتوافر السبل الاعتيادية للوصول إليهم. واعتبر اللوزي "أن الظهور العلني لبعض القيادات إنما يعتبر نوعاً من التضخيم الذاتي والتعبير عن الوجود رغم ما تلقوه من ضربة أتت على معسكراتهم بالكامل". مؤكداً أن الأجهزة الأمنية على أعلى مستويات اليقظة والتربص والمتابعة تحسباً لأي ردود أفعال انتقامية غادرة من تلك العناصر التي تعتمد الخديعة والغدر. وقال: "إن الرئيس الأمريكي في حديثه الأخير مع فخامة الأخ رئيس الجمهورية؛ بارك نجاح العمليات العسكرية الاستباقية والنوعية ضد القاعدة". وأكد في ذات السياق أن محاربة الإرهاب هي قرار يمني ناتج عن إرادة وطنية رسمية قيادية حكومية، وهو أيضاً التزام يمني دولي بتعهدات الشراكة الدولية في محاربة الإرهاب والقضاء عليه. وحول قبول اليمن وترحيبه بدعوة رئيس الوزراء البريطاني لعقد مؤتمر لندن في نهاية الشهر الجاري لدعم اليمن؛ أوضح الوزير اللوزي أن الترحيب بهذه الدعوة ينبع من صلات التفاهم الجيدة التي تسود العلاقات بين حكومتي البلدين والتي تتعزز كل عام. مشيرا إلى أن هناك امتناناً كبيراً لما قامت به الحكومة البريطانية من جهود مشهودة لإنجاح مؤتمر لندن لشركاء التنمية في اليمن قبل ثلاثة أعوام. وأوضح أنه تم خلال اليومين الماضيين تواصل رسمي عالي المستوى حول المؤتمر بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية ودولة جوردن براون، رئيس الحكومة البريطانية، وكرس للتشاور حول التحضيرات الأولية للمؤتمر، وتنسيق جهود البلدين في هذا المجال، وبما يكفل نجاح المؤتمر والخروج منه بالنتائج المنشودة وهي دعم اليمن تنموياً وأمنياً وبما يعزز قدراته على مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الاقتصادية. وأشار إلى أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وجّه رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور بضرورة الإعداد الدقيق والمتكامل لمشاركة اليمن الفاعلة والمثمرة والهادفة إلى إنجاح المؤتمر. مبيناً أن دولة الإمارات العربية المتحدة سعت إلى انعقاد مثل هذا المؤتمر بمبادرة مبكرة من خلال ما أسمي حينذاك بتكوين جماعة "أصدقاء اليمن". وأكد وزير الإعلام في ذات الوقت أن انعقاد هذا المؤتمر "لا يعني تدويل التحديات الأمنية والاقتصادية في اليمن". لافتاً إلى أن "أصدقاء اليمن" لا يمكن أن يتورطوا في مثل هذا المسعى، وهم أحرص دائماً على دعم الجمهورية اليمنية وصيانة سيادتها ووحدتها كما هو معلن في مواقف كثير من الدول وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة. وحول موافقة عناصر التخريب والإرهاب والتمرد في محافظة صعدة وحرف سفيان على الحوار بشروط الحكومة المعلن عنها، قال الوزير اللوزي: "إن هذه العناصر لم تقدم حتى الآن إجابة واضحة وملتزمة بالعناصر التي ضمّنها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في دعوته لحقن الدماء، ولأن ذلك لم يتم فإن العمليات العسكرية والأمنية في مواجهة المتمردين ومرتكبي جرائم العصيان المسلح مستمرة وستتواصل كل عمليات الترصد والملاحقة والمتابعة إلى جانب استقبال كل من يلقي السلاح ويعود إلى جادة الصواب ويسلم نفسه للسلطات المحلية في المديريات والمحافظة ولقادة المحاور العسكرية الثلاثة". وكشف وزير الإعلام مجدداً أن جهات إيرانية آثمة تتدخل في الشئون اليمنية ولها دور خطير في إشعال فتنة التمرد وإقلاق الأمن في محافظة صعدة وحرف سفيان، في حين أن الحكومة الإيرانية لم تقم حتى اليوم بإدانة أعمال التمرد والخروج عن الشرعية الدستورية في الجمهورية اليمنية، فضلاً عن الدور العدائي السافر ضد اليمن من قبل كل الوسائل الإعلامية الإيرانية بما في ذلك قناة «العالم». وعما إذا كانت الأعمال الخارجة عن النظام والقانون التي تتبناها عناصر حاقدة ومأجورة في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية تمثل تهديداً حقيقياً للاستقرار في اليمن؛ أكد اللوزي أنه لا يمكن أن يمثل ذلك تهديداً حقيقياً برغم أن هناك أيادي خارجية تدعم وتشجع على ذلك لتحويل بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية إلى بؤر للإقلاق الأمني والعدوان على المواطنين والسلطات المحلية وقطع الطرق ونهب الأموال والسيارات، موضحاً ان هذا الأمر يعالج بصورة عقلانية من قبل السلطات المحلية والأجهزة الأمنية. وعن ما إذا كانت اليمن راضية عن الدعم الخليجيى الذي ظهر مؤخراً؛ أفاد وزير الإعلام أن هناك مستويات بيانية عالية المستوى من الدعم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تتصدرها المملكة العربية السعودية سواء في التعاون والتكامل الأمني والسياسي أم الدعم الاقتصادي والمالي. وأكد وزير الإعلام متانة ورسوخ العلاقات اليمنية - المصرية كعلاقات أخوية مبدئية ومصيرية كانت دائماً مثالاً مشرقاً وإيجابياً في طريق التعاون والتكامل العربي. وقال: "لابد لنا أن نتحدث باعتزاز على علاقات الثقة القيادية العالية المستوى التي تربط بين الزعيمين العربيين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، وأن الاتصالات المتكررة بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين هي تعبير صادق عما نتحدث عنه". وتطرق إلى مكانة مصر التاريخية وتمتعها بقدرات كبيرة جعلتها بمثابة مركز الاستشعار العربي اليقظ لمؤشرات واحتمالات المخاطر التي يمكن أن تهدد الأمن القومي العربي. مبيناً أن ذلك يجعل مصر في مسؤولية الريادة في المتابعة والمواجهة ليس فقط فيما يتعلق بالشأن اليمني والشأن المصري؛ وإنما بكل شئون السيادة القومية في الأقطار العربية. وفي مايلي نص المقابلة: كيف تقيّمون الدور المصري في دعم اليمن في الآونة الأخيرة من خلال الاتصالات التي تمّت عبر القيادة السياسية في البلدين والزيارات المتبادلة لكبار المسئولين!؟. - وزير الإعلام: أولاً لابد أن نؤكد هنا متانة ورسوخ وتطور العلاقات اليمنية - المصرية كعلاقات أخوية مبدئية ومصيرية كانت دائماً مثالاً مشرقاً وإيجابياً في طريق التعاون والتكامل العربي، كما لابد لنا أن نتحدث باعتزاز عن علاقات الثقة القيادية العالية المستوى التي تربط الزعيمين العربيين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية.. وأن الاتصالات المتكررة التي تتم بينهما وعلى كل المستويات هي تعبير صادق عما نتحدث عنه. ولاشك أيضاً فإن مصر تبقى لمكانتها ولكل ما لها من قدرات بمثابة مركز الاستشعار العربي اليقظ لمؤشرات واحتمالات المخاطر التي يمكن أن تهدد الأمن القومي العربي؛ وذلك يجعلها في مسئولية الريادة في المتابعة والمواجهة؛ ليس فقط فيما يتعلق بالشأن اليمني والشأن المصري؛ وإنما بكل شئون السيادة القومية في الأقطار العربية، وهو ما تحرص مصر عليه كما هو واضح من أجل أن تتحمل مسئوليتها فيه، وذلك اهتمام واضح لدى القيادة المصرية والحكومة وكشعب يتمتع بأعلى درجات اليقظة القومية وإمكانيات الاستعداد لبذل كل ما هو مستطاع من أجل حماية ورعاية المصلحة العربية العليا. هل يعني قبول اليمن وترحيبه بفكرة عقد مؤتمر لندن في نهاية هذا الشهر انتهاء التحفّظ اليمني على رفض تدويل الأزمة اليمنية؟. - وزير الإعلام: الذي يريد تدويل التحديات الأمنية والاقتصادية في بلادنا يعتبر عدواً لدوداً لليمن، وهو قصد أو لم يقصد إنما يخدم أعداء الجمهورية اليمنية والوحدة اليمنية، وهذا لا وجود له اليوم على الكرة الأرضية. وبالنسبة لأصدقاء اليمن كما نثق فيهم لا يمكن أن يتورطوا في مثل هذا المسعى؛ لأنهم أحرص دائماً على دعم الجمهورية اليمنية وصيانة سيادتها ووحدتها كما هو مُعلن في مواقف كثير من الدول وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة. أما الترحيب بدعوة دولة رئيس وزراء الحكومة البريطانية؛ فهو نابعٌ من إملاء صلات التفاهم الجيدة التي تسود العلاقات بين الحكومتين اليمنية والبريطانية والتي تتعزز في كل عام، وهناك امتنان كبير لما قامت به الحكومة البريطانية من جهودٍ مشهودة في مؤتمر لندن لشركاء التنمية في بلادنا قبل ثلاثة أعوام. ونحن في اليمن في انتظار الخطاب الرسمي الواضح حول دعوة دولة رئيس الوزراء البريطاني للمؤتمر القادم، ونرجو أن نحصل قريباً على تفصيلات واضحة بشأن كل المعلومات المتعلقة به؛ لأن الذي لدينا تم الحصول عليه من موقع رئيس الوزراء البريطاني على الشبكة العنكبوتية وما جاء في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية. وقبل ذلك كانت هناك وعود من قبل الرئيس الأمريكي فخامة الرئيس باراك أوباما في حديثه الأخير مع فخامة الأخ رئيس الجمهورية والذي بارك فيه نجاح العمليات العسكرية الاستباقية والنوعية ضد القاعدة.. وعد بأن تعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية على تنظيم مؤتمرٍ دولي بالتعاون مع المملكة المتحدة ودولٍ أخرى لدعم الجمهورية اليمنية في مواجهة الإرهاب وتعزيز قدراته في حربه الوطنية والدولية ضد الإرهاب، ذلك أن محاربة الإرهاب هو قرارٌ يمني ناتج عن إرادة وطنية رسمية قيادية حكومية، وهو أيضاً التزامٌ يمني دولي بتعهدات الشراكة الدولية في محاربة الإرهاب والقضاء عليه. ولابد أن أشير هنا بأنه جرى مساء أمس أول تواصل رسمي عالي المستوى حول هذا المؤتمر بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية ودولة جوردن براون، رئيس الحكومة البريطانية، تم خلاله التشاور حول التحضيرات الأولية للمؤتمر المذكور وتنسيق جهود البلدين في هذا المجال وبما يكفل نجاح المؤتمر والخروج منه بالنتائج المنشودة، وهي دعم اليمن تنموياً وأمنياً وبما يعزز قدراته على مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الاقتصادية. وقد أكد رئيس الوزراء البريطاني وقوف بريطانيا والمجتمع الدولي إلى جانب اليمن لمواجهة التحديات الماثلة أمامها في الظروف الراهنة وفي مقدمتها ما يتصل بمكافحة الإرهاب. كما وجّه فخامة الأخ الرئيس قبل ذلك رئيس الحكومة، دولة الدكتور علي محمد مجور بضرورة الإعداد الدقيق والمتكامل لمشاركة اليمن الفاعلة والمثمرة والهادفة إلى إنجاح أعمال المؤتمر. وماذا تطلب اليمن تحديداً من هذه الاهتمامات المفاجئة من كل الولاياتالمتحدةوبريطانيا بقضايا اليمن ومشكلاته؟!. - وزير الإعلام: هذه الاهتمامات ليست مفاجئة وإنما سبق الحديث حولها وبحثها على مستوى قيادي عالٍ بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس باراك أوباما، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي وعد - كما أشرت سابقاً - بقيام الولاياتالمتحدة وعدد من الدول وفي مقدمتها بريطانيا بتبنّي إقامة مؤتمر دولي من أجل دعم اليمن في مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب وكذلك دعم خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتغلب على مشكلات البطالة وشحة التمويلات لمشاريع التنمية البشرية وتعزيز إمكانيات وقدرات القوات المسلحة والأمن وبشكل أساسي القوات الخاصة والوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وأيضاً مواصلة تنفيذ أجندة الإصلاحات والحكم الرشيد، وتحقيق أهداف الألفية. وكما بيّنا في الإجابة السابقة أن هذا الاهتمام إلى تبنّي مثل هذا المؤتمر سعت إليه أيضاً بمبادرة مُبكرة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال ما أسمي حينذاك بتكوين جماعة "أصدقاء اليمن". تحدثتم عن خطة محكمة لمواجهة تنظيم القاعدة في تصريحات أخيرة، ما هي ملامح الخطة، وهل بدأ تنفيذها بالغارات التي استهدفت قواعدها للبعض في محافظات أبين وشبوة وصنعاء؟!. - وزير الإعلام: نعم هناك خطة وبدىء بتنفيذها من وقت مبكر بصورة حثيثة وحسب الأولويات المرسومة لها، ولابد أن أشير إلى ما يسمح لي المقام بتناوله هنا بدايةً من مصادقة اليمن لكافة الاتفاقيات العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وأيضاً منع تمويل الإرهاب. كما أقرّت الحكومة مشروع قانون خاص بمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة، وهو الآن في السلطة التشريعية وهناك تشاور للتعجيل بسرعة استكمال الإجراءات الدستورية بشأن إصداره باعتباره من الأولويات التشريعية التي يتطلبها هذا التحدّي. وكما قامت السلطات المختصة منذ وقت مبكر بالتحفظ على كل من ينتمون إلى تنظيم القاعدة ممن عادوا من افغانستان والمشتبه بهم وتم تقديمهم إلى العدالة وصدرت بحق البعض منهم أحكام في بعض القضايا وصلت إلى الحكم بالإعدام إلى جانب ترحيل المشتبه فيهم من العرب والأجانب ممن كانوا يقيمون في اليمن بطرق غير مشروعة. ومن أهم الإجراءات المؤسسية إنشاء جهاز الأمن القومي في عام 2002م، ومن مهامه الأساسية تعزيز الدور المؤسسي في مكافحة الإرهاب والأنشطة المتصلة به، إلى جانب إقامة وحدات خاصة لمكافحة الإرهاب في الحرس الجمهوري، وفي الجهاز الأمني تحت مسمى "الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة" في وزارة الداخلية. ومن الأساسيات في الخطة المنفذة إغلاق كافة محلات بيع الأسلحة والمفرقعات وكل ما يتصل بحيازة الأسلحة، حيث أقرّت الحكومة مشروع القانون الخاص بتنظيم حيازة السلاح في الجمهورية اليمنية بما يحقق الوصول إلى تنظيم أمثل لحيازة الأسلحة في اليمن، وتنظيم الإتجار فيها تحت مظلة القانون ورقابة الدولة، ومنع الإتجار بكل أنواع السلاح التي يحرمها القانون، ولا يحق حيازتها إلاّ للدولة بنص الدستور ومشروع القانون المشار إليه. إلى جانب أن هناك أيضاً شراكة ثنائية بين بلادنا والمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها في أعمال مكافحة الإرهاب. كما أنه في ضوء هذه الخطة تم تنفيذ العمليات الاستباقية النوعية لضرب أوكار ومراكز الإرهاب في الشهر الماضي في المناطق التي أشرتم إليها في سؤالكم، وتنفيذ حملات للقبض على عشرات العناصر منهم. بما تردّون على اتهام واشنطن عبر بعض مسئوليها عن تحول اليمن إلى ملاذ آمن للقاعدة، وماذا يعني الظهور العلني لقيادات القاعدة في اليمن، هل هو نوع من التحدي للحكومة؟!. - وزير الإعلام: ليست تلك اتهامات كما يجب أن نفهمها؛ لأن الأصدقاء في واشنطنولندن وغيرهما يعلمون علم اليقين بوضع تنظيم القاعدة في اليمن، وأنه لا يمكن أن تكون اليمن ملاذاً آمناً وإن كانت بعض جماعتهم تتحصّن في بعض المناطق التي تبدو شديدة الوعورة ولا تتوفر السُبل الاعتيادية للوصول إليها. أما الظهور العلني لبعض القيادات إنما يعتبر نوعاً من تضخيم الذات والقول بأننا مازلنا هنا رغم ما تلقوه من ضربة أتت على معسكرهم بالكامل، ولكن الوسائل الإعلامية التي تتاح لها في بلادنا الحرية الفوضوية المطلقة التي لا تراعي المهنية للأسف الشديد ساعدت على ذلك وخاصةً الصورة بالتلفزيون صارت اليوم وسيلة من وسائل المواجهة ولو بالاستعراض الأجوف. ولكن الدولة والحكومة تجري حسابات دقيقة لردود الأفعال الانتقامية الغادرة التي تعتمد على الخديعة، ولذلك فإن كافة الأجهزة المختصة على أعلى مستويات اليقظة والتربص والمتابعة بما يعني إبطال تلك الاتهامات التي كانت ستجد لها ما يبررها لو لم تتم عمليات ديسمبر الهجومية الناجحة على القاعدة خاصةً بعد العملية الفاشلة للمدعو عمر الفاروق النيجري الجنسية. هل يعني موافقة متمردي صعدة على شروط الرئيس علي عبدالله صالح بدء حوار بين الحكومة وقادة التمرد.. وماذا عن شروط وقف العمليات العسكرية؟!. - وزير الإعلام: لم يقدم المتمردون في صعدة وحرف سفيان إجابة واضحة وملتزمة بالعناصر التي ضمّنها فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في دعوته القيادية الحكيمة لحقن الدماء؛ ذلك أن المطلوب منهم عاجلاً هو البدء بالتنفيذ لتلك النقاط والتي تتمثل في: - الالتزام بوقف إطلاق النار، وفتح الطرقات، وإزالة الألغام، والنزول من المرتفعات، وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق. - الانسحاب من المديريات، وعدم التدخل في شئون السلطة المحلية. - إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية. - إطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين. - الالتزام بالدستور والنظام والقانون. - الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية. ولأن ذلك لم يتم؛ فإن العمليات العسكرية والأمنية في مواجهة المتمردين ومرتكبي جرائم العصيان المسلح مستمرة وستتواصل كل عمليات الترصد والملاحقة والمتابعة إلى جانب تقبل كل من يلقي السلاح ويعود إلى جادة الصواب ويسلم نفسه للسلطات المحلية في المديريات والمحافظة ولقادة المحاور العسكرية الثلاثة، وهناك العشرات من وجدوا أن خلاصهم وسلامة أرواحهم ومناطقهم في اتخاذ هذا السبيل. في تصريح مهم للأمير خالد بن سلطان تحدث عن أسلحة المتسللين إلى الحدود السعودية من اليمن، وكمياتها تؤكد أنها تأتي من دول، وبدعم من عواصم لم يسمها، هل يصب ذلك في اتهام إيران بدعم التمرد في صعدة. - وزير الإعلام: نعم هناك جهات إيرانية آثمة في التدخل في الشئون الداخلية اليمنية، ولها دور خطير في إشعال فتنة التمرد وإقلاق الأمن في محافظة صعدة وحرف سفيان، وإلى اليوم لم تُقدم الحكومة الإيرانية على إدانة أعمال التمرد والخروج على الشرعية الدستورية في الجمهورية اليمنية، وهناك دور عدائي سافر لكافة الوسائل الإعلامية الإيرانية بما في ذلك قناة «العالم» التي أسفرت عن وجهها العدائي القبيح للجمهورية اليمنية وللمملكة العربية السعودية ولعدد من الأقطار العربية، وافتضح دورها المشبوه الذي يجب أن يواجه بموقفٍ قوميٍ واضح ومحدد. وإلى أين وصل مستوى التنسيق الأمني مع السعودية والولاياتالمتحدة؟. - وزير الإعلام: إنه في مستوى ممتاز ويتعزز كل يوم. هل تمثل الأعمال الخارجة عن القانون للساعين لانفصال جنوبي اليمن تهديداً حقيقياً للاستقرار في اليمن، وهل هناك معالجات لهذه الأزمة لوضع نهاية لها؟. - وزير الإعلام: لا يمكن أن يمثل ذلك برغم أن هناك أيادي خارجية تدعم وتشجع على ذلك لتحويل بعض مديريات المحافظات الجنوبية إلى بؤر للإقلاق الأمني وللعدوان على المواطنين وعلى السلطات المحلية وقطع الطريق ونهب الأموال والسيارات، ولكن هذا الأمر يعالج بصورة عقلانية من قبل السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، وتتم ملاحقة مرتكبي تلك الجرائم وتم القبض على العديد منهم ويجري التحقيق معهم في النيابة العامة تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء ليقول حكمه العادل في شأنهم، وكذلك يتم العمل على فضح العلاقة الخطيرة التي تكشفت وتشير إلى ترابط الأعمال العدائية التي يمارسها هؤلاء بالتنسيق مع عصابات الإرهاب الأخرى. هل أنتم راضون عن الدعم الخليجي الذي ظهر مؤخراً لليمن واتخذ عدة أشكال سياسية واقتصادية؟. - وزير الإعلام: حقيقةً هناك مستويات بيانية عالية المستوى من الدعم من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتتصدر ذلك المملكة العربية السعودية سواء في التعاون والتكامل الأمني والسياسي أم الدعم الاقتصادي والمالي.