خلال أربعة أشهر سقط 230 قتيلاً وأصيب أكثر من 300 آخرين بجراح في معارك بمحافظة الجوف بين جماعات تابعة لحزب الإصلاح (تيار الإخوان المسلمين) وجماعات تابعة للحوثيين وسط تعتيم إعلامي شديد فرضته الوسائل الإعلامية الرسمية والمعارضة والمحسوبة على المعارضة بل إن قناة الجزيرة بثت خبراً يقول (مقتل 23 شخصاً في محافظة الجوف شمال اليمن في معارك بين فصائل متناحرة) ولم تسمِ هذه الفصائل في محاولة مكشوفة للتعتيم على أطراف الصراع وهو عمل يتنافى مع أخلاق العمل الصحفي وميثاق الشرف الذي تتغنى به هذه القناة. لقد تعاملت الوسائل الإعلامية مع هذه الأحداث بسوء نية وبأجندة سياسية في محاولة منها للتغطية على هذه الأعمال وتضليل الرأي العام حتى لا تؤثر على الرأي العام الذي سعى لتكوينه متجاهلة أن من يقتلون بشراً يجب أن ينتبه إليهم الرأي العام ويمارس ضغطاً على أطراف الصراع لوقف القتال أما الإعلام الرسمي فهو بعيد عن منطقة الفعل والتأثير ولا يوجد ما يبرر تجاهله لمثل هذه الأحداث. دخول الجماعات الإسلامية في دوامة صراع وقتال يزيد من حالة التخوف والقلق أن تتحول إلى حرب مذهبية وهو ما سعت إليه هاتان المجموعتان المتقاتلتان إبان الحروب الستة في صعدة ووقفت الدولة حائلة دون ذلك وجعلتها محصورة في إطار خروج هذه الجماعات عن النظام والقانون وتحديد جماعة الحوثي. القتال بين هذه الجماعات كان قد بدأ خلال الحرب السادسة وتوقف مع انتهاء الحرب إلا أنه تجدد في محاولة من الطرفين للسيطرة على مركز المحافظة حيث يتركز القتال في منطقة (السدبا) الاستراتيجية المطلة على مركز المحافظة في محاولة للسيطرة على مديرية “خب الشعف” للسيطرة على الشريط الحدودي الممتد من حضرموت إلى البقع إذ ترتبط «خب الشعف» بحظرموت وصعدة من جهة البقع وتربطها حدود مع نجران والشرورة السعوديتين ويوم أمس شنت جماعات الإصلاح هجوماً على الحوثيين في منطقة الزاهر وهو ما ينذر بمواجهات شاملة بين الطرفين تفتح الباب أمام مخاطر حقيقية تحمل أجندة إقليمية لتصفية حساباتها في اليمن. محاولة أحزاب اللقاء المشترك لنزع فتيل الحرب باءت بالفشل لأنها لم تلامس أصل المشكلة وحاولت التهدئة فقط حتى لا تؤثر على مواقفها من الأحداث الحالية، قيادي في أحزاب اللقاء المشترك شارك في جهود الوساطة قال: إن المشكلة أكبر من قدرة أحزاب المشترك وأن أبعاد وخلفيات الصراع تنذر بمواجهة شاملة ربما تنتقل إلى محافظات أخرى على نفس الخلفية. الجديد في القتال الدائر في الجوف أن الجماعات المتقاتلة تمتلك أسلحة ثقيلة حيث يمتلك الحوثيون 8 دبابات وعدداً من المدافع وصواريخ الكاتيوشا بينما يمتلك الإصلاحيون 24 دبابة عسكرية وعشرات المدافع وقذائف الكاتيوشا وكلا الطرفين استولوا على هذه الأسلحة من اللواء (115) هذه الأسلحة تمنح الطرفين مزيداً من الإصرار على القتال وكان الأحرى بالوسطاء أن يدفعوا باتجاه إعادة هذه الأسلحة إلى الدولة وتسليم المواقع العسكرية إلى الوحدات العسكرية ومنح المجلس المحلي للمحافظة صلاحياته في إدارة شئون المحافظة بعيداً عن أي حسابات أخرى لأن انفجار الوضع بصورة شاملة في هذه المحافظة سيفتح النار على مصراعيه لمواجهات في محافظات أخرى.