تطل مدينة المكلا حاضرة حضرموت وعروس بحر العرب من جديد لتلفت أنظار العالم إليها بعد الافتتاح الناجح لمهرجان موسم البلدة السياحي الثامن, فتظهر هذا العام متفردة بما وهبها الله من خصال ومزايا سياحية وطبيعة بكر وهي تحتفل بموسم نجم البلدة بكل ما يمثله من موروث شعبي، يتسم به من عادات وتقاليد ارتبطت بوجدان أبنائها وتوارثوها, جيلاً بعد جيل. ولعل ما تتميز به مدينة المكلا حب وشغف أهلها بالبحر, وهي التي تتكئ على خاصرة الجبل وتلامس قدميها مياه بحر العرب ليلاً ونهاراً ولهذا فالاغتسال الجماعي للرجال والشباب والأطفال قبل شروق شمس صباح كل يوم من أيام نجم البلدة من أبرز سمات مهرجان موسم البلدة السياحي كل عام,والاغتسال هنا لا يقتصر على الرجال والشباب والأطفال, فالنساء أيضاً تم تحديد مواقع خاصة لهن لإدراكهن أن الاغتسال في موسم البلدة له فوائد صحية كثيرة, لذلك لابد من أن تقوم السلطات المحلية وإدارة المهرجان بتهيئة الشواطئ التي سيرتادها المصيفون, وتوفير وسائل الإنقاذ لحماية أرواحهم, وبالتالي الترويج للسباحة والاغتسال في مياه بحر العرب وأهميتها العلاجية في هذا الموسم. يوفر نجم البلدة أفضل موسم سياحي لمدينة المكلاوحضرموت عموماً, ففي هذه الفترة يسود مدينة المكلا جو بارد جميل ومنعش, ويرتفع الضباب على جبل المدينة وسمائها, بسبب انخفاض برودة البحر ولذلك فالاحتفال بنجم البلدة سنوياً سيعمل على التعريف بفوائد الاغتسال بمياه البحر, وسيخدم عملية الترويج السياحي ليس لمدينة المكلا فحسب بل لحضرموت عموماً؛ فحضرموت تزخر بالعديد من المواقع التاريخية الأثرية الجديرة بالاهتمام كمدينة شبام , وتريم ومستوطنة ريبون التاريخية الأثرية, والعديد من المواقع التاريخية بمديرية دوعن ووادي العين وحورة وشرمه, والشحر والديس الشرقية وغيرها من المناطق السياحية الحضرمية التي لم تلق حتى الآن نصيبها من الترويج الإعلامي الرسمي عبر القنوات التلفزيونية الرسمية. فالقنوات الفضائية الرسمية والخاصة ومختلف الصحف بما فيها الصحف الصادرة في حضرموت كعادتها لا تهتم بما يُعتمل في هكذا مهرجانات, رغم مساحات الإرسال الواسعة لها. مهرجان البلدة السياحي هو المهرجان الوحيد في حضرموت الذي ظل صامداً عاماً إثر عام، واختفت مهرجانات عديدة كمهرجان النخيل والسدر الذي نظم في مديرية دوعن ومهرجان سباق الهجن بمديرية ثمود ومهرجان الأغنية الحضرمية الذي نظم بالمكلا، وقد حققت هذه المهرجانات جميعها تواصلاً ونجاحاً منقطع النظير ولعل من أبرز عوامل اختفائها التمويل المالي, ولهذا فإن مسألة نجاح مهرجان البلدة واستمراريته في تزامن مع الإجازة الصيفية وزيارة المغتربين اليمنيين لوطنهم الأم لا تقع فقط على اللجنة المنظمة للمهرجان والسلطات المحلية بالمحافظة, بل على كل مواطن في محافظة حضرموت ورجال الأعمال والتجار, فمهرجان نجم البلدة السياحي يعد أحد أهم المحفزات لزيارة محافظة حضرموت وحاضرتها المكلا وهو بحاجة إلى رعاية واهتمام تجار حضرموت في الداخل والخارج والى استضافة فرق فنية خليجية وعربية وإنشاء قرية تراثية خاصة بالمهرجان يتم فيها تنظيم فعاليات المهرجان المختلفة. فكل المهرجانات الكبيرة بدأت صغيرة لا تتجاوز الموقع الذي تقام فيه في حين مهرجان البلدة يتكئ على مخزون ثقافي وتراثي وفني تزخر به حضرموت فهل نحن قادرون على تحويله إلى مهرجان إقليمي؟ [email protected]