إن من المؤسف والمحزن معاً أن يكون الوطن عند بعض المواطنين أهون مايجد،فيتخلى عنه لأتفه الأسباب،ويبيعه بأبخس الأثمان،ولايكون له في نفسه مكانة،ولا في وجدانه محبة. وهذه الصفات إنما تنطبق على المستوطن الذي دخل هذا الوطن أو ذاك عن طريق الاحتلال ومن باب الاستعمار،فهو لا يأبه بهذا الوطن لأنه ليس موطنه الأصلي الذي ولد فيه ونشأ وترعرع على ترابه الطاهر،وصعيده الطيب.. أما المواطن الشهم الغيور،فالوطن عنده أعز مايملك وأنفس مايجد،فيعتز به،ويدافع عنه ويفاخر به أمام الشعوب والأمم،ولايمكن أن يتخلى عن شبر من أرضه،حتى لو أدى به ذلك إلى الموت،لأنه يعلم أن الموت في سبيل الدفاع عن الوطن من شيم الرجال وسمات الأبطال، وفي ذلك يقول الشاعر: ولي وطن آليت الا أبيعه وليس له غيري مدى الدهر مالكا فالأوطان لاتُباع والأوطان لاتُهان عند من كان في قلبه مثقال ذرة من شهامة أو رجولة،فالشبر الواحد من أرضه يساوي الدنيا بأكملها. ولو لم يكن للأوطان مكانة عظيمة،لما قدم الأحرار أرواحهم رخيصة فداءً لها،ولما جادوا بدمائهم دفاعاً عنها وإرواءً لكرامتها وشرفها. بيد أنه وللأسف يوجد مواطنون أو قل مستوطنون عاقون لأوطانهم، عملاء لغيرهم،لايهمهم أوطانهم وسمعتها وعزها وازدهارها بقدر ما تهمهم الأموال والمصالح الشخصية ولأجل ذلك يعيثون في أوطانهم فساداً،تنفيذاً لأغراض خارجية وأطماع أجنبية. ومثل هذا الصنف الذي فقد الوطنية،وزالت عنه الغيرة والحمية لايجوز أن يُسكت عنهم ويهملوا في أمرهم،بل يجب أن يُحاربوا ويُقاتلوا ويُشردوا من الوطن،حتى لايستشري أمرهم،ويتفشى شرهم،فيكون الوطن والمواطنون ضحية مكرهم،وفريسة خيانتهم وها هو وطننا اليمني الحبيب لم يسلم من هذه الشرذمة المستوطنة،ممن يسمون بالحوثيين والحراك وإلى جانبهم اللقاء المشترك،ممن يريدون انتهاك حرمة هذا الوطن وإتلاف مصالحه وتخريب منشآته إرضاءً لأيادٍ خارجية،ومصالح ذاتية. ولكن نقول لهم: هيهات فإن وطننا يزخر بالأحرار من رجاله والشرفاء من أبنائه الذين لم ولن يسمحوا لأي كان أن يتطاول عليه،وينتهك حرمته،وأن نهاية هؤلاء البغاة قد قربت وآمالهم متدنية والحسرة والندامة بهم قد حلت،وسيكونون عبرة لكل عاق لوطنه،خائن لبلده،حاقد على شعبه.