الفريق الركن عبدربه منصور هادي، عرفه الشعب اليمني رجلاً حكيماً عاقلاً وقائداً محنكاً وعسكرياً مقتدراً، كان له الفضل في استقرار الأوضاع وعدم ارتماء جزء من الشعب اليمني في الجنوب قبل الوحدة, واستطاع أن يعيد الأمور إلى نصابها عند إعلان بعض المغامرين الانفصال عام 94م. وأنا أذهب إلى أن الرجل لم يكن حسمه العسكري عائداً إلى التكتيك الحربي حينذاك وحسب, وإنما لما يحظى به من احترام وتقدير داخل الوحدات العسكرية أيضاً, ثم إلى شرفه ونزاهته ووطنيته مما جعل القيادة السياسية ترشّحه نائباً لرئيس الجمهورية. عبدربه منصور هادي يعمل الآن بصمت, واستطاع من خلال حنكته وعقله أن يقضي على فتيل أزمة كادت أن تدخل اليمن جميعها في حرب أهلية مدمّرة. فهو يحظى بصدق واحترام جميع الأطراف, ويعمل بصبر دؤوب وفق رؤية ترضي جميع الأطراف, وهو يعالج الآن قضية خطيرة جداً هي بوادر أزمات وانشقاقات متوقعة بعد انتقال السلطة. فقط هو يعاني من مشكل ما بعده مشكل وهو تماماً هذا الجهل المطبق الذي يسيطر لا على الأميين الذي يطغى على معظم الشعب اليمني وإنما على النخبة من الحزبيين خاصة أولئك الذين يحصرون الشعب اليمني في (عيبتهم) وأنهم الصفوة المختارة الجديرة بالأمر والنهي, افعل ولا تفعل. هذا الرجل هو الدليل الوحيد الآن, ومن خلال الممارسة أن في اليمن حكماء وعقلاء, ولكن هذا لا يكفي, فالواجب هو الالتفاف حوله والسماع لما يقول, والتخلّي عن الإنانية التي تحول دون مسيرته الحكيمة لإخراج اليمن من هذه الفوضى العابثة. الأخ الفريق الركن عبدربه منصور هادي, ثق أن الشعب اليمني, هذا الذي ليس له في عير الأحزاب ولا نفيرها يقدّر إخلاصك وحكمتك وجهودك, فامض على بركة الله, ونسأل الله لك حسن الأجر والثواب.