إنهم أناس متميزون، لا يعلمهم إلا الله، وهم ممن لا تدري يسارهم ما تقدمه أيمانهم، وهم ولله الحمد موجودون، ويقومون بأعمال خيرية وإحسانية لا يعلمها إلا الله، وهم لأنهم لا يقومون بذلك جهاراً نهاراً، ولا علانية ولكن خفية وبسرية تامة. أهل الله...هؤلاء يتحسسون، ويبحثون عن المحتاج والمسكين المتعفف، الملازم لبيته، ولا يخرج للسؤال ولا يسأل الناس إلحافاً...هؤلاء يسعى إليهم أهل الله وهم يعرفونهم تماماً، ويعرفون حاجتهم واستحقاقهم للخير والإحسان والصدقات.. فيقدمون لهم ما يغطي الحاجة أو يخفف من تلك الحاجة، وبطرق وأساليب ليس فيها منة أو أذى، ولا إحراج ولا إراقة لماء الوجه. أهل الله: هم محسنون خيرون سخيون يخرجون في أحيائهم في رمضان، وغير رمضان، ويمتد خيرهم وإحسانهم إلى أبعد من حيهم.. وحين يخرجون لا يخرجون نهاراً، ولكن يخرجون ليلاً حتى لا يراهم أحد، ولمزيد من الحرص لا يخرجون بهيئتهم النهارية، ولمزيد من الحيطة يضع كثير منهم لثاماً على وجهه بجزء من ردائه أو يضع عمامة على رأسه ليزيد في التنكر.. ويسعون إلى أولئك الذين يستهدفونهم بالخير والإحسان.. فيرمون لهم بمظاريف تحوي نقوداً إلى داخل الأحواش، أو من تحت الأبواب، ثم ينصرفون بعد دق الأبواب دون أن يدركهم أحد. وآخرون يحملون المواد الغذائية ويوصلونها إلى باب المستهدف فيضعونها، ويدقون الباب وينصرفون دون أن يدركهم أحد.. أليس هؤلاء من أهل الله؟ وسيجزيهم الله خيراً في دنياهم وآخرتهم.