ليس في مصلحة اليمن ولا في مصلحة اليمنيين أن يتعالى صوت الرصاص والمدافع على صوت العقل والحكمة والحوار.. وليس في مصلحة أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح هذا التصعيد المسلح الذي تقوده الأجنحة المتطرفة فيه.. كون النتيجة في النهاية دماراً وخراباً وثارات تنمو وعداوة تستفحل بين أبناء الشعب.. هل التصعيد المسلح وإعلاء أصوات الرصاص والمدافع سيقود إلى الحسم؟.. وهل العداوات التي تتنامى اليوم بين أبناء الشعب بعناوين الحقد والكراهية ستقود إلى التغيير للأفضل أم إلى نمو الصراعات واستمراريتها وديمومتها؟!.. التغيير سيتحقق وستنجح هذه الأحزاب والشباب المستقلون المناصرون والمؤيدون لتوجهاتها في الوصول إليه، ولكن ليس عبر العنف والاقتتال وسقوط المزيد من الدماء وجر الوطن بأكمله إلى ساحة دامية من المواجهات التي لن تهدأ مطلقاً.. جميعنا مع التغيير ونطالب به، حتى الرئيس علي عبدالله صالح مع هذا التغيير ولكن ليس عبر الحروب والاقتتال وتدمير كل شيء في الوطن.. نحن هنا نخاطب العقلاء في هذا الوطن لا سيما من أحزاب اللقاء المشترك، نخاطب كل ضمير وطني حي يسكنه الوطن كقضية أولى لا ثاني لها..، نخاطب الشباب قادة المستقبل وصناع التغيير.. نخاطبهم جميعاً أن أوقفوا أصوات الرصاص واجنحوا للسلم ودعوا التغيير يتحقق بالطرق السلمية ووفقاً للمبادرة الخليجية التي حددت النقاط بوضوح بعيداً عن لغة العداوة والحقد والكراهية..، وبعيداً عن لغة الرصاص والسلاح.. كفى تهوراً وكفى جنوناً وكفى دماءً.. فالوطن قضيتنا الأولى.. والوطن كل شيء بالنسبة لنا جميعاً.. لا ندع العناد والمكابرة والمغامرة الزائفة تقودنا إلى تدمير حياتنا، وتدمير كل شيء في الوطن..لا ندع الرصاص وأصوات المدافع تعلو على صوت العقل والحكمة، ولا نرمِ بأنفسنا إلى مغبة الصراعات التي لا تحمد عقباها..، ولنعد جميعاً إلى العقل وندع صوته يتغلب على ما عداه من أصوات تدميرية.. من أجل التغيير وإعادة الحب الذي افتقدناه والسلام الذي يقوده البعض منا إلى المقصلة..، من أجل الفقراء الذين سيزدادون فقراً وعناءً إن توسعت أعمال العنف واشتد سعار السلاح والرصاص..، من أجل أطفالنا الذين يحلمون بالعيش بأمن وحرية وكرامة وفي وطن تسود فيه راية الحب وتعلو مشاعل السلام والإخاء والتسامح..، ومن أجل الوطن الغالي الذي نتباهى بالانتماء إليه بين الشعوب والأمم.. من أجلنا جميعاً لنعد إلى العقل ونحقق التغيير الذي نريده ونتمناه بالطرق السلمية، التي تجعلنا نعيش بعزة وكرامة.. يا قومنا.. يا أهلنا.. يا حبنا الدائم والمستمر.. لنقف جميعاً في صف الإخاء والمحبة والتسامح ونصرخ: لا للعنف.. لا للتخريب.. لا للاقتتال.. نعم للحوار.. نعم للسلام.. ليعلُ صوت التغيير الآمن وتنتصر الحكمة اليمانية ويتوقف هذا النزيف الدامي، وهذا العبث وهذا الجنون والتهور الذي لن يؤدي إلى شيء غير الضياع ومن ثم البكاء على الأطلال..ليعلُ صوت السلام عالياً ولتذهب ما عداه من أصوات إلى الجحيم.