أصبح المواطن اليمني يدعو الله صباح مساء بأن يجلي عن البلد هذه الغمة وهذا الكرب الذي هو فيه الآن حيث أن مايعيشه اليوم من همّ وخوف لم يعهد أن عاشه من قبل على الإطلاق، فالمواطن اليمني قد مرّت عليه مشاكل وأزمات منذ قيام الثورة وحتى اليوم لكنه تجاوزها بسلام عندما كانت الحكمة اليمانية حاضرة،لكن اليوم أصبحت الحكمة اليمانية غير حاضرة نظراً لما نعيشه ونلمسه ونشاهده اليوم مع ذلك مازلنا متمسكين بحبل الله وفي قول رسول الله بأن اليمنيين هم أهل الحكمة والإيمان وثقتنا بأن بلادنا مهما عصفت بها المحن واشتدت بها الأزمات فإنها حتماً ستتجاوزها لأن اليمن مازالت مليئة بالعقلاء من أبنائها الذين ينظرون إلى مصالح اليمن بعيداً عن المصالح الأخرى والضيقة. إن اليمن اليوم تعاني من أزمات كثيرة جعلت المواطن عاجزاً عن مواجهتها لأنها أزمات أكبر من قدراته وطاقاته في الوقوف أمامها،من أهمها الأزمة الاقتصادية التي طالت كل بيت ولم تستثن أحداً، فأسعار المواد الغذائية تتصاعد باستمرار بينما دخول الناس ثابتة ولم تتحرك لمواجهة الغلاء المتصاعد هذا بالنسبة لأصحاب الدخول الثابتة مابالنا بأولئك الذين ليس لهم دخول ثابتة كعمال الأجر اليومي أو العاطلين عن العمل وهم كثيرون وقد أفرزت الأزمة الاقتصادية أزمة اجتماعية وأصبحت ظاهرة للعيان فهناك ظواهر طفت على السطح كظاهرة السرقة وتوسعت ظاهرة التسول فأصبحت المدن الرئيسية تمتلئ بالمتسولين، وظاهرة الفوضى المرورية وتكدس القمامة في زوايا وأركان المدن الرئيسية وأخص بالذكر مدينة تعز. أما الظاهرة التي زادت الطين بلة فهي انضمام الآلاف من العمال والموظفين الذين انضموا إلى قوافل العاطلين جراء إغلاق الكثير من المنشآت أو العمل الجزئي فيها إن الأزمة التي تعاني منها البلاد قد كوت بنارها السواد الأعظم من أبناء الشعب فتوسعت دائرة الفقر لتشمل حتى الطبقة المتوسطة التي هبطت إلى مستوى خط الفقر مما أصاب الكثير منهم اليأس والإحباط ومانسمعه من تقارير المنظمات الدولية والإنسانية عن اليمن يجعلنا نخاف من المستقبل القريب، فالتقارير تقول بأن أكثر من “50 %” يعانون من الفقر وغير قادرين على إشباع بطونهم بماهو ضروري وهناك نسبة كبيرة من اليمنيين غير قادرين على الذهاب إلى المشافي للتداوي لعدم قدرتهم على شراء العلاج وهناك الكثير من الأسر تسحب أبناءها من المدارس ليذهبوا للعمل من أجل مساعدة أسرهم والخوف كل الخوف أن تصل البلاد إلى ماوصلت إليه الصومال وهذا ما نستبعده إن شاء الله بفضل حكمة شعبنا والعقلاء منهم ندعو الله أن يجنب شعبنا وبلادنا كل مكروه إنه سميع مجيب