ما يحدث في اليمن الآن أمر جد محزن، والمشكل ان بعض أبناء المجتمع بوعي أو بدون وعي يذهب معتقداً أن الشعب اليمني في مواجهة شعب آخر وأن هذه الدماء التي تسفك وهذه الأجساد التي تمزق، وهذا الرعب والخوف الذي يدهم المنازل والشوارع، وهذا الخراب والدمار لا يصيب إلا شعباً آخر هو الشعب العدو الذي يستحق التصفية والموت. كل يوم والمقابر فاغرة أفواهها تستقبل المزيد من أبناء هذا الشعب الذي تطحنه رحى الموت على مدار الساعة، ولا يكاد يهدأ الجو من ركام غبار الحرائق التي لا تفرق بين معسكر وكوخ ومنزل.. ولم يكد الأطفال والشيوخ والنساء يهنأون لحظات سعادة، فالسعادة يخطفها الآر بي جي وصواريخ اللو وازيز الدانات يتسلى بها أناس فطرتهم الأطماع على الارتزاق ولو بتجارة الموت.. فإلى أين يهاجر هذا الشعب هرباً من هذه الكارثة الحمقى .. والمصير الأسود المتشنج البئيس؟ إن ما بقي من عقل أصبح مشدوهاً بهذه الأهوال المتلاحقة العنيفة، فلم تعد هذه البقية قادرة على التفكير وهي ان التقطت أنفاسها وفكرت فإن أحداً من المغامرين مشغول عنها بالمصالح التي أضحت تعبد صباح مساء من دون الله .. ما المخرج في هذا الحصار الذي يتابع الشد على تضييق حياة اليمنيين ليلفظوا أنفاسهم الأخيرة.. لم يعد الشعب البائس يطيق رؤية هذه المسرحية المأساة يعرضها الشارع بهمجية غير مسبوقة، ويتاجر بفصولها المرعبة إعلام كاذب رخيص.. إن هذا الشعب مؤهل الآن أن ينفجر بعنف وبطاقة ذرية (ستكنس) بدخانها، الذين يقامرون بحياة أبناء الشعب الذي له ذاكرة يحسبها الغافلون مركومة بالغباء والبلادة، بينما هي تحتفظ بلون بشرة أعدائها وتفصيلات معلوماتية دقيقة عن اطماعهم وأمنياتهم الشريرة.. إن هذا الشعب يملي للظالمين العتاة حتى إذا أخذهم لن يفلتهم .. هكذا كان الشعب اليمني على مر العصور!! إن اليمن أصبح يعيش فاجعة مروعة صباح مساء، هذه الفاجعة التى تخلقت عبر (جينات) الشر الذي لا يعيش إلا على صهوات الأنانية القذرة، وإذا كان لابد من فرج فلن يكون الإ بالرجوع إلى الله ومد أكف الضراعة بأن يفرج الله عن الأمة كروبها ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، وحسبنا الله ونعم الوكيل.