يُقرأ الموضوع الأدبي, شعراً أو نثراً قراءات مختلفة.. ويقول النقاد: إن الأديب يبدع والناقد يقرأ.. وقد يكون الناقد مختصاً فيقرأ النص وفق ثقافته النقدية, وقد يكون القارىء عادياً.. وهناك مقولة للمتنبي شاعر العروبة العظيم الذي قال شعراً: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرّاها ويختصم وقال نثراً: ابن جني أعلم بشعري مني.. ومعنى البيت الشعري: إنني أقول القصيدة, وعلى من يريد أن ينقد فلينقد.. فمهمتي ليست إرضاء الناس فرضاهم غاية لاتدرك. ومعنى قوله الآخر إن ابن جني العالم اللغوي الكبير صاحب (الخصائص) هو قادر على التفسير والإفهام والتفهم وإصدار الأحكام وقد صدر شرح لابن جني على ديوان المتنبي اسمه(الفسر)..طبعة دائرة الإعلام والشؤون الثقافية, بغداد اقتنيته أيام عز بغداد وقبل تدنيس الاحتلال لها في عهد الراحل صدام حسين. هذه المقدمة رغم طولها تريد تبيان قضية مهمة وهي أن النص الأدبي حمّال أوجه كثيرة, وقابل لتأويلات عديدة.. أما النص غير الأدبي فليس له إلا قراءة واحدة. يُلاحظ أن الأزمات أحياناً تصنع(سياقات) مقلوبة, ومن ضمن هذه السياقات أن يصبح الكلام الأكثر وضوحاً إلى وضوح.. إن ماتبثه المقايل والجلسات, بما في ذلك جلسات الأعراس والجلسات الخاصة, وماتبثه وسائل الإعلام التي انحازت معظمها لغير الحقيقة ولم تلتزم بالحياد الايجابي وعدم الانحياز هو أمر يغير من الحقائق محاولاً تزييف الوعي العام لمصلحة الأنانية التي تقوم الآن بتدمير حياة اليمنيين على مستوى الأرواح ومستوى الاقتصاد ومستوى القيم والأخلاق.. وبقية المستويات الأخرى.. إن العصبية لطرف تقتضي الآن تزوير الأقوال الواضحة التي لاعلاقة لها بالأدب شعراً أو نثراً.. مما يجعل التأويل مرفوضاً بحكم منطق الحقيقة والمجاز.