أحبوا أعداءكم.. فهذه لبنة الحياة ومدماكها بصراحة.. ضاقت علينا الدنيا، ونفد صبرنا، ولم نعد نقدر على التحمل والمعاناة.. فقد صارت المدينة “مدينة عدن” مثل غيرها من المدن، ساحة للمشكلات والمفرقعات، وبلغ بنا الحال إلى أن يدوس على موروثاتنا الواطي والهيّن من الناس، وصارت الحياة بهم وبسببهم جحيماً لا يطاق، إلا من قليلين هم العقلاء.. ولكن البعض يُرجع ذلك للثورة وتغيير النظام، والبعض الآخر يقول: إن النظام نفسه يدفع بالشباب من أجل إثبات أنه يعول عليه، والكل يضرب بآرائه خبط عشواء، وما ندري من هو الصحيح في قوله ومن هو المخطئ.. اللهم أرنا الحق والحقيقة يارب العالمين.. وأحبط كيد الكائدين أياً كانوا يارب! نحن الآن في أبواب الحج وزيارة البيت العتيق وقبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، واليوم هو العيد، فكيف يكون العيد ونحن في حالة من القلق والخوف وتنضح شوارعنا بأكوام القمامة التي لم يعد أحد من موظفي البلديات يقوم بنقلها إلى أماكنها “المقالب” المحددة وكأن سلطات عدن قد نامت نوم أهل الكهف.. وأهل الكهف منهم براء فلقد صارت مدينة المعلا بشارعها الجميل أشبه بصحراء قاحلة لم تحرك كوامن الناس الساكنين لحمايتها. نحن لا نعترض على المطالبة بالتغيير السلمي، كما لا نعترض على حفظ الأمن والاستقرار من قبل الدولة التي مازالت تمسك بالزمام، كما أننا لا نوافق على إراقة الدماء أي كان طرفها، لأن الدم اليماني غالٍ علينا، والوطن لا يبنى إلا بأبنائه. فما الذي جرى .. يا ترى؟! لقد كبرت فاتورة الأزمة، ولابد من أن يتبنى الطرفان مقولة السيد المسيح عليه السلام التي يقول فيها:«أحبوا أعداءكم» والمعنى واضح وجلي ولا يحتاج لترجمة أو توضيح، فالكل يجب أن يترجمه من منظور حب الوطن الذي صرنا نفتقد إليه اليوم فكيف بالغد القريب؟! عيد مبارك ياوطني.. وعسى أن يفرجها أرحم الراحمين في هذه الأيام التي يحبها الله ورسوله والمؤمنون كافة. وعلى العقلاء أن يفهموا النتائج مسبقاً والكلام ليس كالفعل وكل عام وأنتم ونحن بألف خير.. آمين يارب العالمين.