من ضمن الفوضى الشاملة، يأتي الإعلام، فالمايكروفون والقلم أصبحا بيد من يريد ووفق ما يريد لمن يريد. كان الإعلام – كعرف – إما أن يكون شمولياً وفق رؤية ديكتاتورية للحزب الحاكم أو أن يكون حكراً لأسرة حاكمة، وفي كلا الحالتين كان هذا الإعلام محصوراً على وجهة نظر هذا الفريق أو ذاك، أي أن هناك مسؤولية محددة تقع على جهة ما، وكان الرأي بغض النظر عن وجهته وصوابه منضبطاً.. أما الآن فالإعلام يحدث بلبلة مخيفة؛ بسبب هذا الزخم غير المنضبط لمسؤولية غير محددة. لقد كان على العالم المتحضر أن يحدد مسؤولياته في شتى المجالات، فوجد في نظامه ما يسمى ب(المتحدث الرسمي) أو على الأصح (المتحدث المسؤول) سواء أكان باسم الحكومة أم الجيش أم المصنع أم عمال النظافة!. أما الآن فخبط عشواء، من خبط خبط، بل تصبح الجهة - أي جهة - تواجه موقفاً محرجاً أو مواقف محرجة؛ بسبب تصاريح غير مسؤولة لأحد منتميها أو المحسوبين عليها. ********* يواجه محافظ تعز – وفقه الله – ثلاثة تحديات مختلفة المعطى: - تحدٍ استراتيجي، يتمثل في إنقاذ تعز من العطش ودعم القطاع الزراعي، ليكون بإمكان المحافظة كلها الاعتماد الذاتي على ما تنتجه من حبوب، ويمكن توسيع الرقعة الزراعية، خاصة في الهضاب، التي كان معظمها مدرجات زراعية قد انطمرت. - تحدٍ روتيني، يتمثل في عادة سيئة، فمعظم المعنيين في دوائر حكومية يتوارثون المنصب عبر سنوات، ثم هذا النفوذ الحربي (المتكلس) غير المتجدد، والذي أصبح متوازياً مع الوراثة، ثم أمر آخر وهو (عقلية المشارعة) ومحاولة (قلع) الآخر، ليس في المحاكم والنيابات وحسب ولكن على المستويات الأخرى، فالمثقف مشارع والتاجر مشارع والقاضي مشارع وعاقل الحارة مشارع ومدراء المكاتب والمدارس مشارعون.. ويعين الله شوقي!! - قلت لصديقي في مجالس رمضانية - وهو صاحب سوق قات - بالله عليك كم دفعت للأخ... الذي نزل من صنعاء ليدعم استمرار سوق الضجيج وقطع الطريق وتلوث بيئة تعز..؟ وسألته وكم دفعت لمعالي الأخ.... الذي قال المطلعون إنه أخذ مليوناً مقابل أن يستمر السوق متحركاً؟. صمت ولم يجب.. وقلت لبعض أصحاب المفارش: إنكم أغلقتم الشوارع أمام السيارات.. قال مفرش: أخي نحن اشترينا الشارع.