للمساجد أهمية كبيرة في حياة المسلمين حيث كانت المساجد في صدر الإسلام الجامعة والمدرسة والزاد الذي يتزود به العلماء والفقهاء بل هي منارة ثقافية وفكرية وتوعوية. وقديماً كما يروي المؤرخون أن المساجد كانت تحتضن المؤتمرات لمناقشة شئون الأمة وقضايا في شئون الحرب والسياسة علاوة على دورها التنويري والتوعوي والإرشادي للجماهير. لهذا فإن رسالة المسجد تجسد واقعاً ثابتاً لدور المسجد وخطباء المساجد وأئمتها في السير وفق ما حددته رسالة المسجد في الوعظ والإرشاد والارتقاء بدور لجان المساجد لسير مهمات المسجد والحفاظ على الممتلكات العامة وتطويعها لخدمة المصلين والمصلحة العامة إلا أن ماهو موجود أن كثيراً من المساجد لا توجد بها لجان للمساجد وتسخير المسجد للمصلحة الذاتية والتصرف بالإيرادات العامة وأوجه الدعم المحلي والحكومي المقدم للمساجد دون أن تلمس أي جوانب تطويرية. لهذا فإن المهمة الرئيسية تكمن في الإشراف الدوري والمباشر من قبل مكاتب الأوقاف والإرشاد في المحافظات على اعتبار أن الارتقاء بدور لجان المساجد هو الأداة الرئيسية المحركة للمسجد والإشراف الدوري على نشاط المساجد بل هناك ما يتجاوز مهام لجان المساجد من قبل بعض خطباء وأئمة المساجد في العمل العبثي والعشوائي والبناء وإقامة مشاريع وهمية مثل روضة للأطفال دون قرار من لجنة المسجد وبالتالي ذهاب العائدات ومن الأمور المتداخلة في نشاط لجان المساجد النشاط الشبابي والرياضي وإقامة المحاضرات للشباب دون الاهتمام بنظافة المساجد وعدم الغياب المتكرر والعمل على تطوير حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمعلمين أكفاء. والشيء اللافت أن الكثير من خطب الجمعة مجرد خطب تحريضية تغرس في نفوس المصلين السموم بينما كانت المساجد في حياة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسخر في جوانب الخير والبناء لا الهدم والدعوات التحريضية وكلمات السب والشتم. ما يمكن قوله: أن تهتم مكاتب الأوقاف والإرشاد بالمساجد عبر النزول الدوري والوقوف على خطط لجان المساجد والخطباء والأئمة وتقييم الأداء وتقديم العون والمساعدة لإنجاز مهام المسجد على الوجه المطلوب.