لقد كانت المساجد ولازالت وستظل المدرسة والجامعة والبرلمان والدور القيادي لخطباء وأئمة المساجد وكبار أساطين العلم والفكر والثقافة والعمالقة الجحاجحة من ارباب السيف والقلم والفكر والرأي والرأي الآخر . فقديماً كما يرويها التاريخ كانت المساجد تحتضن المؤتمرات وتناقش شئون الأمة والدولة وفي المساجد يتم البت في شئون الحرب والسياسة وكل القضايا الرئيسية بالإضافة ما تمثله المساجد من دور تنويري وتوعوي وارشادي لجماهير المصلين. وبلادنا تتجه على نفس المنوال في الاهتمام بالمساجد وإنجاح مهامها التنويرية والفكرية والتربوية للمصلين وربطهم ديناميكياً بما تشهده اليمن من نهضة اقتصادية وتنموية وثقافية , ومثل هذا الدور المهم مناط بأئمة المساجد وتربيتهم وتأهيلهم دينياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً لمواكبة التطورات والمستجدات بالوعظ والتربية والإرشاد والارتقاء بدور خطبة الجمعة كأساس للمدرسة الحديثة والمعاصرة والتوجيه والإرشاد وتهذيب النفس بالقيم الروحية والمبادئ الإسلامية لديننا الإسلامي الحنين والولاء الوطني. وهنا لابد من تواصل بين وزارة الاوقاف والارشاد ومكاتبها في المحافظات والمديريات وأئمة المساجد لأنها الاداة الرئيسية المحركة لديناميكية نشاط المساجد أي بمعنى ضرورة الاشراف الدوري المبرمج على نشاط المساجد والأدوار التي تؤديها ومهمات لجانها العامة وما تنفذه من مهام وواجبات تعمق أواصر الصلة بين المسجد والمصلين وعقد اللقاءات لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بتطوير أداء المساجد وتوفير الإمكانات لعمارة المساجد وتوفير الإمكانات اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية والمركزية والجمعيات الداعمة للمساجد وهذا ما يؤمّن سير أداء المساجد لدورها بصورة جيدة ودائمة وتشكل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد الحلقة الرئيسية والمركزية لفهم واستيعاب أطفالنا وطلابنا لقيم الدين وماورد في هذا القاموس السماوي الرباني من عظات وعبر ونصائح وقيم تربوية للنفس والروح .. وهي المهمة الموكولة للمعلمين في هذه الحلقات الذين يجب اختيارهم اختباراً يوازي المهمة بعيداً من الاختيار العشوائي بل من المدارس ومن معلمي التربية الإسلامية المؤهلين لهذه المهمة بيد أن ما نلاحظه أن من يقومون بمهمة التدريس في حلقات التخفيظ في المساجد من غير المدرسين المؤهلين بل من صغار السن من الطلاب وهذه ظاهرة لا تقدم لأطفالنا وطلابنا الدارسين الشيء المطلوب ناهيك ما نلاحظه من العقاب البدني وبصورة لا تنسجم مع هذه المهمة. والشيء بالشيء يذكر كما يقولون .. لجان المساجد عليها مهام عديدة منها الارتقاء بالدور التنويري والديني للمسجد بيد أن الكثير من المساجد لا توجد بها لجان وإن وجدت لا تمارس دورها الاشرافي على سير عمل المساجد والارتقاء بدور الأئمة والتزامهم وتواجدهم بصورة دائمة والأهم من كل ذلك ان يقدموا الصورة الطيبة في أداء مهامهم اليومية وحفظهم القرآن الكريم كاملاً وعدم تكرار الغياب الموسمي المتكرر كما يحدث في كثير من المساجد والانشغال بمهام أسرية..من أجل ذلك نؤكد على ضرورة الاشراف الدوري على نشاط المساجد من قبل مكاتب الاوقاف والارشاد والالتقاء بلجان المساجد وأئمتها والمصلين لمعرفة العديد من القضايا والصعوبات وحلها .. بما في ذلك الاشراف على مستوى ما نفذ في الخطط العامة للجان العامة .. ما نحن بصدده وما نلاحظه الدور الضعيف والباهت للجان المساجد دون الاشراف والمتابعة وإبلاغ المصلين على ما نفذ وما يمكن تنفيذه من مشاريع تطويرية مع الاهتمام بتجديد ارشادات وزارة الاوقاف تجديداً حقاً والاهتمام بتنفيذ افطار الصائم لاسيما ونحن في أيام شهر رمضان الفضيل .