يتحمل المسجد دوراً مهماً في تربية المواطنين وتوعيتهم وإرشادهم بما يسهم في توظيف هذه الطاقات والمجاميع والإسهام الفاعل في تكوين الرؤية والأداة في تحمل أعباء الحياة ونشر الفضيلة والإرشاد في صفوف العامة من الشباب وإبعادهم عن الانحراف والمظاهر الشاذة المضرة بالسلوك العام، والإسهام في خطط التنمية والدفاع عن حياض الوطن ضد المخططات العدوانية وأشكال التخريب والتمرد الخارجي. فقد كان المسجد في عصور الإسلام الزاهية هو المدرسة والجامعة والبرلمان، وكان مكاناً لمناقشة العديد من القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية من خلال مايتناوله الخطباء وأئمة المساجد بنوع من التروي والحكمة والمرونة والفهم الواسع وبعيداً عن التطرف والغلو، إضافة إلى ما يمكن أن يقدمه المسجد من جهود في تقديم النصائح والوصايا والأحاديث النبوية لتقويم السلوك العام وتعميم الفائدة، والاهتمام والتطرق إلى قضايا التعليم العام والتحصيل العلمي، ودور المدرسة في التربية ومهام الأسرة والآباء في الاهتمام بأبنائهم ورفع مستواهم التعليمي والثقافي والفكري واستيعاب الواجبات الدينية والصلوات والسير وفق ماحدده القرآن الكريم، والرفع من أداء الإدارات المدرسية ومجالس الآباء لتحقيق نجاحات مثمرة في مجال التربية والتعليم. ولم يقتصر دور المسجد على هذا الحد، وإنما في الحديث في خطبة الجمعة الحدث الأهم بالنسبة للمواطنين المصلين حتى تؤتي الخطبة أُكلها وتؤدي دورها بحيث تتطرق إلى أهم القضايا المتعلقة بالتنمية ومحاربة الفساد والظواهر الاجتماعية السيئة، وهذا يستدعي بصورة جدية التأهيل المستمر والمخطط لخطباء المساجد وتأهيلهم دينياً وثقافياً وقانونياً للإسهام في النهوض بأعباء التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي وبث الوعي الوطني في نفوس المواطنين للتصدي للنزعات المنحرفة والمتطرفة .. إضافة إلى الدور الإرشادي المنوط بوزارة الأوقاف والإرشاد ومكاتبها في المحافظات من دور إرشادي وتوجيهي وإشراف على نشاط المساجد والمهام التي تضطلع بها لجان المساجد لتحسين الأداء العام من قبل أئمة المساجد وهي المهام التي يجب أن يعطيها الأئمة الاهتمام الأكبر كشرط رئيس وجوهري في غرس وتعميق أسس ومبادئ التربية الدينية الصحيحة والنافعة، وتقويم الممارسات الخاطئة والحث على الاعتدال والوسطية، وسير حلقات تحفيظ القرآن الكريم بصورة جيدة، وتعيين المعلمين الأكفاء حتى تحقق الحلقات أهدافها، والقضاء على فوضى الأطفال .