يمثل المسجد نافذة ثقافية وفكرية لإثراء وعي الجماهير من المسلمين وإلهاب حماسهم والدفع بهم نحو القيام بمهماتهم الدينية بروح وطنية صادقة بروح الاعتدال والوسطية والابتعاد عن الغلو والتطرف والاتجاه إلى المساجد تسيطر عليهم روحانية المسجد وتأخذ بمجامع عقولهم وقلوبهم قدسية الإسلام والارتقاء بالدور المناط برسالة المسجد فيكونون أقرب إلى التأثير وعلى أساس من معاني الحرية والكرامة والعدل والمساواة التي دعا إليها الإسلام هذه المزايا والدوافع لا يمكن أن تمجد في أي مجتمع من المجتمعات إلا في ظل ما يوليه خطباء وأئمة المساجد من تطوير للخطاب الإسلامي في صلاة الجمعة الذي يعمل على إلهاب حماس المصلين والدفع بهم إلى أقصى ما تتطلبه مهام العمل الوطني والإسلامي واستلهام ما أكده القرآن الكريم والرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتجسيد قيم ومبادئ الإسلام وديننا الحنيف ومجابهة التيارات المنحرفة التي تسيء لمسيرة الإسلام العظيمة وتمكين جماهير المصلين من النضال لإعلاء راية الإسلام والاستعداد وبدون هوادة لكشف كل ما يسيء إلى رسالة الإسلام السمحاء والسير بخطى ثابتة على هدي رسولنا الكريم ورسالته السمحاء الهادفة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والسلم الاجتماعي..ولعله من المهم التأكيد على الدور المطلوب والمؤثر والفاعل الإيجابي الذي يجب أن ينهض به أئمة المساجد والخطباء لمناهضة الفكر المتطرف وكذا أساليب العنف والعمل على نشر روح الوفاق والتسامح والوحدة في أوساط المسلمين بحيث يكون الخطاب الإسلامي يؤسس قاعدة فكرية ناضجة بعيدة عن الإرهاب الفكري والغلو والتطرف ونبذ الحقد وثقافة الكراهية وأن يرتفع إسهام الخطباء والأئمة إلى مستوى التأثير الفعلي في نفوس ووجدان المصلين وبروح الوفاء والانتماء الوطني والدفاع عنه وصيانة المكتسبات والانجازات العظيمة وما تحقق في السنوات الماضية اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً وثقافياً وسياسياً والتصدي لكافة المخاطر والتحديات والأجندة الخارجية المستهدفة مسيرة التنمية والبناء الاقتصادي إضافة إلى النضال وبلا هوادة ضد مخاطر الفساد والفاسدين وعمليات التخريب التي تستهدف الوطن والمواطنين. فأمام خطباء المساجد والأئمة العديد من المهام وفي المقدمة تحسين أسلوب الخطاب الإسلامي المجسد للفن الخطابي دون الانزلاق إلى التطرف والمجسد لروح التسامح والتوافق والوفاق الإسلامي على اعتبار الدور الكبير الذي كان يناط به المسجد في عصور الإسلام الزاهية فكان المدرسة والجامعة والبرلمان والخطباء والأئمة هم رؤساء الدولة وزعماء الأمة وقادتها وكبار أساطين العلم والثقافة من أرباب السيف والقلم وأصحاب الرأي والفكر والشورى فالمسجد الذي مكن للمسلمين في الأرض وجعلهم أعزة في الخلق واستقامة في السلوك وديمقراطية في الحكم وعدالة في القضاء ومساواة تامة وحقيقية بين أبناء الملة الواحدة وكلمتنا هنا إلى وزارة الأوقاف والإرشاد وفروعها في المحافظات أن تعمل على التواصل مع المساجد التي تعاني من صعوبات تقف حجر عثره أمام تأدية مهمة المساجد من بينها تطوير فاعلية لجان المساجد وتقييم أدائها عبر النزول الدوري واللقاء بالمصلين وتنشيط لجان المساجد ومتابعة التنفيذ العملي لكافة القرارات المتخذة والتي من شأنها تطوير أدائها الأئمة والخطباء لرسالة المسجد.. وتطوير أداء حلقات تحفيظ القرآن الكريم والتدقيق في اختيار المعلمين لهذه الحلقات والابتعاد عن ظاهرة العنف التربوي.