إن هناك مسئوليات على درجة من الأهمية يتحملها أئمة المساجد ولجانها العامة والمعلمون في حلقات تحفيظ القرآن الكريم للوعظ والإرشاد والوعي للمشاركين في هذه الحلقات من الطلاب والأطفال بهدف التقيد بصورة كاملة ويومية بكافة الإرشادات المنظمة والمؤدية لحفظ النظام وتأدية الصلوات بكل خشوع وطمأنينة وهي مهمة موصولة للآباء والأمهات لإعطاء أطفالهم الإرشادات والنصائح بهدف احترام قدسية المساجد وأداء الصلوات بكل هدوء، ودون عمل الفوضى والعبث بمحتويات المساجد من المصاحف. والشيء الذي يجب أن نفهمه أن الصغير كائن ديناميكي تخضع خصاله النفسية وعلاقاته الاجتماعية للبيئة حتى يصل بناؤه النفسي إلى مستوى مرض من الارتقاء الخلقي الذي يجعله قادراً على تمييز أنماط السلوك المقبولة والمرفوضة فكم نحن بحاجة ماسة إلى تفهم حقيقة تعاملنا بصورة جادة وفعالة مع الأطفال والأبناء الذين يرتادون المساجد وجعلها الإطار المرجعي والارتباط الروحي لهم فالذي تنقله كتب السيرة والسنة خلاف ما هو حاصل في كثير من المساجد فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد سيرة الأطفال في مسجد وسمع صراخهم وبكاءهم ولم يعترض على فكرة إدخالهم المسجد ولم يطالبهم أن يبقوا بعيدين عن مواضع الصلاة أو يلتزموا الهدوء والصمت والدهشة تأخذك وتتملى عليك وأنت تتأمل في بعض مواقفه وتسأل نفسك أين نحن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا يقبل هذا التصرف بالضرب أو الطرد أو الزجر ولكن بالهدوء بعيدا عن التذمر والكلمات الصاخبة مانسمعه ونراه في مساجدنا والكلمات التي يطلقها أئمة المساجد منددة ومتوعدة تارة أخرى بالوعد والوعيد وهذا ليس صحيحاً أن تملأ نفسيات أطفالنا بالهيبة والرعب في المساجد ونشعرهم إذا أرادوا الدخول للمساجد فعليهم الالتزام بمجموعة من الشروط منها أن يظلوا صامتين ولا يحركوا أياديهم ولا حتى أقدامهم ويبقوا إذا فضلوا البقاء أو يكونوا بعيداً إذا لم يلتزموا بالشروط والضوابط. الشيء الذي نقف أمامه أن هناك قصورا في المهام التي يؤديها أئمة المساجد والمعلمون في الحلقات الذين لا يصلون إلى المستوى المطلوب في تعاملهم مع الأطفال فعملية العقاب البدني الذي نشاهده في كثير من المساجد ضد أطفالنا الصغار يؤدي إلى تذمر الأطفال ومعارضتهم أو لا يصل إلى المستوى الأبوي والإنساني، ناهيك عن قصور المعلمين تأهيلياً ومعرفياً بل بعضهم طلاب المدارس وهذا نوع من التناقض في أداء هذه المهمة والتعامل السليم مع المهنة ذاتها. نبقى في المساجد لندعو أئمة المساجد بضرورة التجسيد العملي لرسالة المسجد.. وهذا ما أكده اللقاء التشاوري لخطباء وأئمة المساجد الذي عقد في المكلاحضرموت في وقت سابق قبل الأزمة الراهنة.