من المؤسف أن العلم إلى اليوم لم يكتشف دواءً أو عقاراً لعلاج مرض شلل الأطفال هذا الداء المخيف الذي جعل الكثير من أطفال العالم يعيشون مع الشلل ويفقدون نعمة الحركة واللعب منذ صغرهم إلى بقية حياتهم والى سنوات قريبة كان هذا الداء اللعين يصيب عدداً من الأطفال في بلادنا لكن بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود الكوادر الصحية وحملات التطعيم ضد شلل الأطفال استطاعت اليمن القضاء على هذا الفيروس ومنذ عام 2006م إلى العام 2009 إلى اليوم لم تسجل وزارة الصحة العامة والسكان وجهازها الترصدي أي حالات جديدة لهذا المرض وتم في 2006 إعلان اليمن خالية من فيروس شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية ومع هذا النجاح الذي تحقق لصحة الطفل في اليمن إلا أن خلو اليمن من شلل الأطفال لا يعني انها بمنأى عن مخاطر انتشاره وتعرض أطفال دون سن الخامسة للشلل لاسيما وان هناك ظروفاً مواتية في المنطقة قد تساعد على عودة هذا الفيروس من خلال العدوى من دول أخرى مازالت تعاني من انتشار فيروس شلل الأطفال كما هو الحال في أفغانستان وباكستان والهند وبلدان افريقية أخرى كنيجيريا ولعل العدوى تنتقل غالباً في موسم الحج عند اختلاط الحجاج مع بعضهم البعض وعودتهم إلى بلدانهم وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة تهدد مستقبل أطفالنا دون سن الخامسة ولأن الوقاية خير من العلاج فقد حرصت اليمن ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان وبتعاون منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى على تلافي هذه الاحتمالات الخطيرة لعودة هذا الفيروس الخطير إلى بلادنا من خلال تبني اكبر حملة وقائية تستهدف تحصين قرابة الأربعة ملايين ونصف المليون طفل في مختلف محافظات الجمهورية ومن منزل إلى منزل دون ترك أي احتمالات لإصابة أي طفل بهذا المرض الخبيث خلال الفترة من 14إلى 16 من نوفمبر الجاري وسيشارك في حملة التطعيم أكثر من خمسين ألف كادر صحي ينتقلون من منزل إلى منزل لضمان تلقيح جميع الأطفال ضد هذا الفيروس الخطير وتكتسب هذه الحملة أهمية كبيرة باعتبارها حملة وقائية تمنع مخاطر ظهور هذا الفيروس مرة أخرى لأن خلو اليمن من شلل الأطفال لا يعني إنها في منأى من انتقال العدوى من بلدان أخرى وبالتالي يجب الحفاظ على بقاء اليمن خالية من هذا المرض وحماية أطفالنا من مخاطر شلل الأطفال لأنهم معرضون للإصابة بهذا الفيروس ما دامت هناك حالات مصابة في بلدان أخرى لهذا على الآباء والأمهات أن لا يحرموا أطفالهم دون سن الخامسة من التحصين والتعاون مع الفرق الميدانية التي ستزورهم في منازلهم خلال هذا اليوم الذي هو آخر أيام التحصين ويجب أن ندرك أن لقاح شلل الأطفال فموي يعطى عن طريق الفم (قطرات )تحت اللسان ومعها تعطى في الحملة جرعة من فيتامين (أ) المفيد لجهاز المناعة في الجسم ولبناء وتحسين مناعة الأطفال ضد مختلف الأمراض ويجب ان يعرف الآباء والأمهات أن التحصين الروتيني للأطفال دون العام من العمر بالمرافق الصحية هو الأساس لوقايتهم من أمراض الطفولة التسعة القاتلة ومن بينها شلل الأطفال لكن التحصين ضد داء الشلل في الحملات للأطفال دون سن الخامسة مهم للغاية لدعم وتعزيز وقايتهم الكاملة من هذا المرض الخطير، أما إذا كان الطفل مريضاً أو لدية حمى أو إسهال أو نزلة برد فلا يحرم من التحصين ضد شلل الأطفال ولكن تعاد الجرعة مرة أخرى فتعطى للطفل الذي يعاني من الإسهال بعد شفائه لاحتمال أنة فقد الجرعة السابقة بسب الإسهال وأخيراً على كل أم وأب أن يحرص على تطعيم اطفاله دون سن الخامسة لأن الوقاية خير من العلاج أو كما يقال: قنطار وقاية خير من دينار علاج وأيضاً لا ينفع الندم بعد فوات الأوان وأطفالنا مسئوليتنا وحمايتهم واجب شرعي واخلاقي فلا تحرموا أطفالكم من التحصين في هذا الحملة المهمة جداً.