دائماً ما نسمع من الإدارة الأمريكية ممثلة برئيسها تصريحات (على هذا الرئيس ان يتنحى) و«على ذاك الرئيس أن يستقيل» و(على ذياك الرئيس أن يرحل).. طبعاً بعد أن يصنعوا ويلفقوا أخباراً وتقارير يستخدمونها في حملة إعلامية محمومة ضد هذا وذاك من الرؤساء الذين لم يستطيعوا إسقاطهم بانقلابات تديرها المخابرات الأمريكية وبعد أن يفشلوا في استمالتهم للقبول بالتبعية للإدارة الأمريكية وتنفيذ سياساتها والقبول بمشاريعها الامبريالية الاستبدادية الابتزازية. فطوال أكثر من ستين عاماً وهم يتآمرون على (فيدل كاسترو) الرئيس الكوبي، إما بالاغتيال أو بإحداث ثورة عليه من الداخل، وكم صرحوا بوجوب استقالته ورحيله من أجل شعب كوبا بكل وقاحة ودون اعتبار لتمسك الشعب الكوبي بزعيمه وقناعتهم بالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلدهم. وهكذا فعلوا مع الرئيس الفنزويلي (شافيز) حاولوا إبعاده عن الانقلاب فأعاده الشعب إلى الحكم، حاولو أن يثيروا عليه جماعات غوغاء من خلال تظاهرات دعوه خلالها للرحيل.. لكنه أي شافيز دعا لانتخابات مبكرة فأعاده الشعب بأغلبية ساحقة. إن أي رئيس لا يروق الإدارة الأمريكية ولا يخضع لسياساتها الاستعمارية يخططون له من خلال مجموعة من العملاء لإثارة شغب على إثر ذلك يدعونه للتنحي والتنازل.. كما فعلوا في ليبيا مع (معمر القذافي) وهاهم يكررون ما فعلوه مع ليبيا مع سوريا وأسدها.. لكن الشعب السوري فهم الدرس والتفّ حول قيادته وجيشه وأمنه ومع ذلك يدعو (أوباما) الأسد للتنحي.. لكن ما يثير الغثيان أن يقوم بمثل هذه الدعوة استقالة (الأسد) من أحذية الإدارة الأمريكية ويسمون أنفسهم حكاماً. على أي حال مثل هذه الدعوات هي انتهاك وتدخل في شؤون بلدان وشعوب مستقلة ذات سيادة وعضوة في الهيئة الدولية التي يحرم ميثاقها التدخل والانتهاك لسيادة لدول الأعضاء. ومع ذلك الإدارة الأمريكية وأحذيتها في العالم لا يتوقفون عن مثل هذه الانتهاكات ولا تحترم نفسها وتحترم المجتمع الدولي وتلتزم بقوانينه وميثاقه.. ولكن في النهاية مآل هذا الشيطان العالمي الكبير وأحذية السقوط والذهاب في مزبلة التاريخ تحت وطأة الشعوب الثائرة.