إن قيادة الأوطان والمجتمعات للنهوض والتغيير ليست بالأمر السهل أو الهين خاصة إذا ما كان الولوج في غمار معارك متعددة داخل المجتمع، ذات أبعاد ومحاور واستحقاقات أولها تغيير وعي الإنسان وبناء قدراته اللازمة للتحديث والتنمية. تأتي معركة إثبات الذات وتحقيق الوجود والمحافظة على المسار التحديثي والتنموي في خط تصاعدي متوازن، قادر على استثمار الواقع وتوظيف امكانيات وقدرات وبيئة المجتمع لتحقيق التميز المطلوب في عالم متغير. نجاح التغيير لوعي الفرد والمجتمع والمؤسسات والخطاب، بما يوازي البرامج والخطط والمشاريع الطموحة التي حملتها وسهرت عليها قيادة الإمارات بمسئولية وحكمة ومراقبة ومحاسبة واقتدار، جعل الإمارات السبع القيادة والحكام والمجتمع يتجهون صوب التنمية والبناء وعدم الالتفات أو الانشغال بخطابات أو شعارات أو مشاريع تفقدهم ذلك النجاح أو تعيق روح الاتحاد. ولدت الإمارات العربية المتحدة كياناً جوهرياً وموضوعياً ومصيرياً ونهضوياً لا يقبل التجزئة نجوم سبعة صنعت ملحمة رائعة نموذجاً يحترم ويقتدى به في الشراكة والاتحاد والتكامل والتعاون. رجال عظماء حكماء وقفوا ومازالوا خلف تلك اللوحة الجميلة والولادة الطبيعية والمشوار الصعب، إنهم كبار بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد إنسانية وأخلاقية ومسئولية اختزلوا من خلالها عظمة المواقف والأدوار والمنجز والريادة.. أربعون عاماً من بناء الإمارات الأرض والإنسان قصة نجاح حفرها الإنسان الإماراتي القيادة والشعب، إنها تجربة ناجحة بامتياز ظاهرة فريدة للشراكة والتكامل والعمل الجاد والسبق تاريخياً وجغرافياً. سلطان المحبة الراحل النبيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حمل أمانة قيادة هذا الاتحاد بحكمة ونبوغ ومعه وإلى جانبه إخوانه حكام الإمارات ومشايخها، رجال صدقوا وانجزوا، برهنوا أن القيادة محبة ووفاء وتفانٍ وإخلاص وعمل صالح. قصة نجاح مازالت تحفر في جدار الزمن وعاديات العصر. إنها اتساق وتكامل وإبداع مستمر ترسمه الإمارات القيادة والحكام والشعب، الشيخ الرشيد خليفة بن زايد قاد هذا الاتحاد ومعه حكام ومشايخ الإمارات السبع بخطى تطويرية تخطت المتوقع لدى بعض المراقبين، تألق طبيعي لرجال أرادوا أن يكونوا نجوماً في صفحات التاريخ العربي المعاصر وقد تحقق لهم ذلك. اليمنيون صنعوا – ومازالوا - مع الإمارات الشعب والقائد لوحات محبة لا تنسى، مواقف والتزامات الإمارات الشعب والقيادة مع اليمن الأرض والإنسان على مدار العقود الماضية نموذجية وأخلاقية لا تترك مجالاً لجاحد. ارتبطت الإمارات بالتاريخ والحضارة اليمنية من خلال مشروع سلطان المحبة الراحل النبيل الشيخ زايد رحمه الله في إعادة بناء سد مأرب، أراد - رحمه الله - أن يطرق ذاكرة الإنسان اليمني الحضارية والإنسانية كي يستيقظ ليعيد الأمجاد والنهوض المطلوب، كان وعيه وحكمته قصة نجاح لشعب ووطن وقيم ومواقف ومشوار. [email protected]