هل الشعب فعلاً يتوق للتغيير؟ إذا كان الجواب نعم فمامقدار إسهامه في هذا التغيير؟.. ثم كيف يستطيع الشعب أن يغير؟، إن الشعب هو هذا الخليط من الناس - المختلفون في طبائعهم وأخلاقهم وعاداتهم وثقافاتهم -هو هذا الإنسان الصالح الصادق الوطني المخلص النزيه الزاهد.. وهذا الشرير الخؤون الفاسد الكاذب الجاحد الحاقد.. هو هذا الأمي الجاهل البليد وهو هذا العالم النبيه الرشيد ذو الرأي السديد. الشعب هو الفرد الذي يغامر بمصالحه الخاصة من أجل مستقبل الأمة ويفدي الوطن بروحه إن وجب الخطر.. وهو هذا الفرد الذي يبيع وطنه وكل مقدساته ويضرب بدينه وضميره عرض الحائط من أجل تحقيق غايات دنيا وأطماع حقيرة. قلت في (ظلال) سابقة إن ماحدث في اليمن كشف عن سوءات كثيرة.. وكشف مستورات أكثر، كشف عن معادن كريمة من الرجال هم أغلى من كل غالٍ، كما كشف عن أبطال وأنذال، كشف عن عبّاد للحق يؤثرون هذا الحق ويكفرون بالباطل والطاغوت جميعاً وعن عبّاد الدرهم والدينار، فتعساً لهم. وكما أفسد كل من موقعه في فترة من فترات التاريخ، فلابد أن يصلح كل من موقعه في هذه الفترة الحاسمة لابد من إصلاح النوايا لتصلح الأعمال، والأعمال بالنيات فهل ننوي التغيير؟