قبل أشهر كتبت إلى الاستاذ محمد شاهر محمد الذي كان قائماً بأعمال رئيس مجلس الإدارة الاستاذ سمير اليوسفي، بتكليف من وزير الاعلام السابق الاستاذ حسن اللوزي .. كتبت حينها إليه بأنني سأتوقف مؤقتاً عن الكتابة اليومية في الجمهورية لانصرافي لتنفيذ أعمال تشكيلية ضمن سلسلة من المعارض الافتراضية التي لم أُنجزها حتى الآن .. اعتذرت للقراء الكرام أيضاً على التوقف. والحقيقة إن العودة إلى الألوان كانت دوماً بمثابة ملاذي للخلاص الشخصي من أثقال الوجود الاجتماعي. يومها نقلت كلامي إلى الفضائيات، ممسكاً قدر الطاقة بجمرة الحقيقة ومتوالياتها الصعبة، باحثاً كغيري من أسوياء الوطن عن مخارج للمحنة. اليوم أشعر بتفاؤل كبير، وأرى بعين اليقين وروح المتوثِّب أن زمناً جديداً يشق طريقه في اليمن، وأن التوافقية العاقلة وغير المُخاتلة تضعنا أمام عتبة انطلاق أكثر رسوخاً، وأكثر قدرة على تمثل الرسالة الملحمية العظيمة التي سطرها ملايين اليمانيين من خلال ثورتهم السلمية الحضارية التي أذهلت القاصي والداني، وعصفت بالصورة النمطية الظالمة التي لاحقتنا سنين طوال. لم تأت الثورة الشبابية السلمية من فراغ، وليس لها أن تصبح هشيماً يذروه الرياح كما يستوهم البعض.. ذلك مايقوله التاريخ، وسنراه ساطعاً كبارق يزلزل سيئات الماضي القريب. أعود مجدداً إلى ذات المربع السحري المحفوف بصداقة المعاني التي جمعتني بالعزيز الاستاذ سمير اليوسفي، والدلالات التي ترافقت مع جغرافيا الكلمة الصادقة المتواشجة مع أحلامنا الألفية التي كانت ومازالت تُعيد انتاج نفسها. يقيني أن الجمهورية ستعود بذات الوهج الذي يستعيد قوة الدفع الأولى، فيما يتحرك قدماً نحو فضاءات جديدة ومتجددة، ويكفيني شرفاً أن أكون مع الزخم القادم .. رائياً .. ناظراً ، ومجتهداً. [email protected]