في مراحل مختلفة , جرى التلاعب بأعصاب الناس , نقصد الطيبين , الذين يسابقون الطيور صحواً بحثاً عن عمل !!! ولا يزالون يعانون من البطالة, فكل مرة تراهم وقد هبوا الى باب هذه السفارة او تلك , بعد أن يسمعوا بأن البلاد الفلانية أو العلانية فتحت ابواب سفاراتها لمنح العمال اليمنيين تأشيرات للذهاب , ولأن صاحب الحاجة أعمى ,- وفقد كثيرون الامل – ترى الكل يجري لا يسأل , لا يتأكد , يلهث , وتكثر الشائعات , ويظهر نصابون , يأخذون ما تبقى في جيوب هؤلاء , ويخدعونهم بالتسهيلات !! ثم يكتشف من يكون قد استدان ما يحمله اعباء جديدة ان الأمر من أوله الى آخره مجرد لعبة , وهناك من له مصلحة للتلاعب بمشاعر الناس واشغالهم لبعض الوقت عن همومهم, وينهب آخرون ما تبقى في قاع الجيوب ... لأن صاحب الحاجة اعمى فتجد هؤلاء يظلون يخدعون –بضم الياء - ,ولأن لا جهة رسمية تكلف نفسها ان توضح لهم حقيقة الامر؟؟,آخر ما تنامى الى مسامعنا أن ليبيا تريد ملايين اليمنيين للعمل في اراضيها , هكذا بدون مقدمات وعبر جهة رسمية !! لتظهر الخارجية وعلى استحياء تقول: لا علم لنا , ولم تزد على ذلك حرفاً واحداً , ولذلك لا يزال المحتاج نهباً للشائعات !! وزارة العمل هي من يفترض ان تجزم وتوضح للناس حقيقة الامر , للاسف لم نسمع شيئاً ولن يكون ...حين اعلنت الخطة الخمسية الاولى رافق إعلانها نزول دراسة تقول ان دول الخليج استكملت بنيتها التحتية , وخلال السنوات القادمة ستكون بحاجة لليد العاملة الماهرة والمؤهلة , البعض ادرك انه لو تم ذلك فستفرغ البلاد من اليد التي تحتاجها, ولن يبقى الا من لا حاجة له , لا هذه ولا تلك عمل بها اوتم التنبه لها , فقط كالعميان ظللنا نهرول, حتى حنبنا !! اليوم كمن يتابع مسابقات الصحف لعله يحقق ثروة !! نتابع الشائعات لعلها توفر لنا لقمة عيش !! ما رأيناه فيما بعد أن لاعمال ذهبوا ولا مؤهلين طلبوا , وحدها كندا , ظلت ولاتزال تغري الجاهزين من اصحاب المؤهلات العالية والخبرات المتراكمة , بأن فتحت لهم كل الابواب , فذهب اطباء , ومهندسون , ومدرسون جامعيون , فكيف لا ترحب بهم وقد صرفنا على تعليمهم ولم نستفد منهم لأننا نبتعث الطلاب بعد الثانوية لا ندري لماذا ؟؟ وهي ما ستصرفه لهم من اجور كأنه ما يصرف لتأهيلهم !! هي المستفيدة في كل الاحوال .وفي كل الاحوال لو اردنا فنحن لسنا بحاجة لأن نكون طاردين للانسان، فهذه البلاد لا تزال بكراً, واذا وجدت الخطط والبرامج والرؤى والارادة والادارة , فسنجد اننا بحاجة لعمال من دول اخرى , هذه البلاد بها من الخيرات ما يكفي ابناءها وتكفيهم ذل السؤال على ابواب السفارات, او في شوارع تلك المدن البعيدة , فالهجرة على ما تبدو مغرية هي حقيقة الامر ضياع!!. إن اصحاب العقول الذين يأتون الى هذه البلاد يتحسرون على الامكانات المهدرة, والثروات التي تنهب وخذ مثلاً نتباهى بتصدير 80 الف طن من الاسماك سنوياً , بينما المملكة المغربية تصدر يومياً 200 الف طن !!!! وانظر الى الشواطىء هنا وهناك , مزارع الاسماك تدمر ونحن نتفرج , وبعضنا يأخذ عمولات !! ولن نتحدث عن السياحة فالجميع يعرف انها الصناعة التي يمكن ان تنقذ انسان هذه البلاد من الفاقة ومد اليد, والاستثمار في مجال الانسان. لم يقترب منه احد , وبلد كالاردن , ليس له موارد , مورده الاساسي السياحة والانسان الماهر, فقط نحن بحاجة لبرامج وخطط وعقول تعرف كيف تفكر بعقلية التاجر الشاطر , فهل نبدأ؟؟ [email protected]