في السابق أي قبل وقوع اليمن في براثين الأحداث الدامية كان الكثير من اليمنيين يتبادلون الهواجس من تزايد عدد النازحين من القرن الأفريقي إلى اليمن رغم أن أعداداً هائلة من أبناء صعدة وحرف سفيان قد أصبحوا في عداد النازحين الذين تتحدث عنهم الأممالمتحدة والمنظمات المتخصصة بحقوق الإنسان في جوانب الإيواء والغذاء والدواء والتعليم .. بلغت أكثر من ثلاثمائة ألف بسبب الحروب الحوثية الست. وكثرت النداءات والمناشدات اليمنية الرسمية للمنظمات الدولية والدول المانحة التي وعدت اليمن بالمساعدات الطارئة في كل اتجاه لاحتواء الكارثة المزدوجة كارثة النازحين والمشردين اليمنيين وكارثة القادمين من القرن الأفريقي هرباً من الحروب التي تجاوز عمرها الاثنين وعشرين عاماً في الصومال فقط كون إثيوبيا وإريتيريا وكينيا وجيبوتي قد شهدت حروبا طال بعضها وقصر البعض الآخر وكانت الخسائر مدمرة خاصة التي وقعت بين إثيوبيا والصومال على إقليم أوجادين أيام الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري من ناحية, وبينها وبين إريتريا على بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها والعالقة منذ استقلال إريتريا عن أثيوبيا عام 93م. وبحسب تصريحات يمنية رسمية لم تقفز المساعدات الدولية لا في هذا المجال ولا في ما يخص التنمية في اليمن لمواجهة البطالة وتحديات الصحة والغذاء والكوارث الطبيعية الأخرى ابتداء من كارثة الزلازل في محافظة ذمار التي وقعت عام 82م من القرن المناضي والسيول التي اجتاحت مناطق عديدة في المحافظات اليمنية الشرقية وفيضاناتها الجارفة إلى المستوى الذي تعهدت به تلك الدول في مؤتمرين حملا نفس العنوان “أصدقاء اليمن”. في حين أن الإمكانيات تدهورت وفرص العمل والوظائف قلّت والهجرات الافريقية غير الشرعية إلى اليمن تفاقمت وعلى امتداد المياه الإقليمية فكانت الفرق والمجموعات تسافر بمحاذاة الطريق الطويلة معظمها تتجه نحو العاصمة والأخرى تدخل المدن والمحافظات من عدة أبواب إلى أن أصبح منظر تجمعاتهم وتجوالهم في الشوارع والأحياء أمراً مألوفًا لكنه تحول من هاجس إلى كابوس من أن يكون لهذا التواجد الكثيف عواقب خطيرة كما نسمع اليوم ونلمس مع انشغالنا بأمور المصالحة الوطنية والوفاق وتطوير سلاح خفر السواحل والقوات البحرية كماً ونوعاً لمواجهة الغزو والحد من تدفق هؤلاء النازحين الذين توصي مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمراعاة ظروفهم الإنسانية قدر الإمكان.