كشف البعض عن حقيقة أمره خلال الأزمة السياسية وخصوصاً عقب توقيع رئيس الجمهورية على مبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها المزمنة. فقد أظهر ذلك البعض تصرفات دلت على الحالة النفسية المريضة والفشل الذريع الذي يعاني منه في حياته الأسرية والعملية، ولذلك وجد في الأزمة السياسية نفسه, فترك عمله ومنزله وكل مسئولياته الوطنية والدينية وكرس جهده للانتقام من الحياة، وقد أظهر ذلك البعض حالة من الجنون عقب التوقيع على المبادرة وآليتها المزمنة، لأنه لا يريد أن تنتهي الأزمة السياسية حتى لا يظهر فشله في الحياة أمام الآخرين. ولئن كان البعض من الذين خرجوا إلى الساحات قد أدركوا أن الاستمرار في تأزيم الحياة السياسية خطر على الوطن وأمنه واستقراره ووجدوا في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة المخرج من هذا النفق المظلم ومدّوا أيديهم إلى كل الوطنيين الشرفاء ووصل الجميع إلى إنجاز تشكيل حكومة الوفاق الوطني فإن البعض المصاب بمرض الفشل الدائم لم يعجبه ذلك الإنجاز الوطني فهب في كل مؤسسة وفي كل منشأة لتخريب العمل وتعطيل الحياة ومنع استمرارها خوفاً على فضح أمره وإظهار فشله. إن الأزمة السياسية بكل مخلفاتها تحتاج من الجميع إلى وقفة جادة أمام التصرفات العدوانية التي يمارسها البعض ويسعى من خلالها إلى تعطيل الحياة العملية، ولا يجوز الرضوخ لتلك الأعمال التي أخلّت بالعملية الإنتاجية وأثّرت على سلوكيات الأداء الكلي لمؤسسات الدولة، وينبغي على الحكومة اتخاذ الإجراءات الرادعة دستورياً وقانونياً لمنع العابثين الراغبين الفوضى. إن عملية الإنتاج وحركة التنمية تحتاج إلى حماية تعمل على منع أصحاب الأهواء والنزوات العدوانية وتنصف المبدعين الذين ينجزون أعمالهم الوطنية على الوجه المطلوب، ولا تحتاج المرحلة إلى الأذن المفتوحة لسماع صوت الانتقام وإفشال العمل على الإطلاق. ولابد أن تتضافر الجهود الوطنية من أجل إنجاح المهام الماثلة أمام حكومة الوفاق الوطني، لأن المرحلة بأمسّ الحاجة إلى الجهد الوطني الذي يحقق آمال وتطلعات الشعب بإذن الله.