نحن بشر مثل كل البشر في هذا الكون , نحلم , نأمل , نحس , نتألم , لنا أحلامنا , لنا آمالنا , أطفالنا مثل كل أطفال الدنيا , يريدون أن يضحكوا , ينطلقوا , يلعبوا , نريد لهم , الماء النظيف , الحديقة , الملعب , اللعبة التي تنمي عقولهم ولا تخربها , التي تعلمهم الإخاء, والحب , والسلام . ونحن الكبار من حقنا أن نحلم أيضاً بلقمة نظيفة , وفرصة عمل سهل الوصول إليها , وعمل نؤدي فيه ونبدع بغير سؤال: من أين نحن ولمن ننتمي؟ , شهادة الواحد فينا وقدرته , وعلمه , وكفاءته مفاتيح الأبواب المغلقة , تتوفر في حياتنا كل شروط العيش النظيف , نخرج من منازلنا صباحاً , فنجد المواصلات النظيفة بانتظارنا , وبيئة غير ملوثة , وشوارع نظيفة , وحدائق نلجأ إليها كلما أحسسنا بالتعب , وكهرباء لا تنقطع تسهل حياتنا , وسلعاً بمتناول أيدينا تكفي رواتبنا لأن نملأ بها مخازن بيوتنا بأسعار ثابتة لا شطط فيها ولا سعر يصعد يوماً إلى السماء الأولى , ويصعد اليوم الثاني إلى السماء الثانية , نريد لأولادنا باصات مدارس نظيفة تأتي إلى أبواب البيوت المرقمة , وشوارع مسماة ,تهتدي إليها بسهولة ويسر , نريد مدناً نظيفة , مخططة , يراعى في تخطيطها , المساحات الخضراء , والمواقف العامة, وأرصفة للمشاة , وذوي الاحتياجات الخاصة , ودور سينما , ومسارح , ومراكز ثقافية , ومتاحف , ومدارس نظيفة بساحات شاسعة يتحرك فيها الطالب فيكبر أفق تفكيره ,ومنها ينظر إلى الأفق الرحب , فلا تصطدم عينه بالألوان الفاقعة , ولا بتعدد مواد البناء , منازل بأسوار صغيرة , وحدائق ترسل خضرتها إلى العيون فتلون النفوس بلونها . نحلم بمدن لا تقتل المساحات الخضراء حولها فتظل متنفساً وهدفاً يسعى إليه من يحن إلى الهدوء والسكينة. نحن بشر لنا أحلامنا كالآخرين من حقنا أن نقضي إجازاتنا على سواحل هذه البلاد الطويلة بدون عائق وبإمكانات شخصية تمكننا من إمتاع عيوننا بجمال بلادنا , من حقنا أن نعرف سقطرة والمحويت وصعدة وحوف , من حق كل منا أن يكون له بيت , وسيارة , وحلم يكبر كل يوم , وكل يوم يمر يبشر بيوم آخر آت أجمل منه , لا نكرر أنفسنا , ولا نمل من حولنا , وإذا سئلنا : كيف سيكون الغد ؟ نقول: أجمل وأفضل , لا نظل نلعن الأيام والبلاد , ونلعن أنفسنا صباح مساء !! . أحلام متواضعة تحققت للبشر في العالم الذي وضع بناء الانسان هدفاً لكل خططه وبرامجه , ولمشروعه الأكبر , وانظر الى ماليزيا مثلاً وقارن بينها وكل العالم العربي, ستجد بلداً حلم ذات لحظة أن يكون وطناً متميزاً لكل الاعراق التي تعيشه وتعيش فيه فكان له ذلك , ليس بالحلم فقط بل بإرادة الانسان الذي يقوده صاحب حلم ومشروع , كان له مهاتير, فمن يكون لنا ؟؟ عام يذهب,عام يأتي ونحن في نفس النقطة نلهث , متعبين , بلا هدف ولا أمل , نكرر أنفسنا , أمس مثل اليوم , مثل الغد ,تلون ليالينا بنفس الألوان ونتنفس نفس الهواء الملوث , حتى كدنا أن نفقد ثقتنا بأنفسنا , أو قد فقدناها . ثمة أمل يكبر في النفوس إن أردنا أن يكون هذا العام عام أمل برغم كل المعاناة , وأسباب الاحباط , وبسبب من يردد ( ليس في الامكان أحسن مما كان ) ... لا .... بل إن بالإمكان أن يكون لنا صبح آخر ويوم أفضل , وغد اكثر إشراقاً , دعونا نحلم بعام أفضل يقود إلى أعوام أجمل وأروع , ولن يأتي ذلك إلا متى شمر اليمني عن يديه وشحذ الإرادة من جديد فهو قادر على أن يبني حياة أفضل , ما الفرق بيننا والآخرين ؟؟ وسر أهمس به مع دخول عام 2012 دعونا نحب بعضنا . [email protected]