انتهى العام 2011م الذي اتسم بانتفاضات شعبية في العديد من أقطار الوطن العربي، وبغض النظر عن صوابية وغدم صوابية هذه الانتفاضات، وسلامة البعض منها، وعدم سلامة البعض الآخر؛ فإنني في عمود سابق قد اعتبرت عام2011م هو عام ال(بوعزيزي) الذي أشعل الثورات العربية بإشعاله النار في نفسه في بداية العام «17يناير2011م» لتشتعل ثورة تونس وبقية الثورات التي تتالت خلال شهري يناير وفبراير. على أي حال الثورات لم تشمل الوطن العربي فقط لكنها أيضاً شملت الغرب أوروبا، والولايات المتحدة من خلال حركات على غرار حركة (احتلوا شارع وول استريت) وحركة احتلوا لندن وغيرهما من الحركات المناهضة للنظام الرأسمالي، والمطالبة بأنظمة تخدم اقتصاديات الشعوب، بدلاً من اقتصاديات الشركات الظالمة، وبدلاً من المؤسسات النقدية الفاسدة. ومع ذلك هناك العديد من الأحداث الهامة والبارزة في 2011م؛ لكن مع ذلك فهو عام بوعزيزي بجدارة، إنما كيف سيكون عليه الحال في 2012م العام الجديد الذي احتفل وفرح العالم بمقدمه، فهل سيكون عام الفرح والسعادة والاستقرار لشعوب العالم، أم أن الشر الإمبريالي الصهيوني سيظل يقلق العالم بالفوضى وإشعال الفتن والحرائق؟!. رغم تفاؤلي وثقتي بالله كبيرة إلا أن المؤشرات تقول إن العام الجديد سيظل مزدحماً بالفوضى العالمية «الربيع العربي الغربي الأمريكي»، فالتحولات والتغيرات لن تتوقف رياحها، أزمة الرأسمالية سوف تتواصل، والحركات المناهضة للرأسمالية سوف تتصاعد وتتسع، والتحولات ستشمل العديد من الأنظمة ليتسع مدى «الربيع العربي»، وسباق التسلح في أوجّه، وعدم الاستقرار سيظل يضرب العالم مادام هناك ظلم وفقر وقمع واستغلال وفساد وتصاعد في كل ذلك جنباً إلى جنب مع تصاعد نسبة البطالة، لكن لابد من خير، ونسأل الله السلامة.