لم يكن هذا الوصف مبالغاً فيه عندما قاله دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة في لقائه الأول بمحافظ محافظة حضرموت الأستاذ خالد سعيد الديني: "إن أبناء محافظة حضرموت يرسمون دائماً وأبداً صوراً من صور التسامح والإخاء والمحبة فيما بينهم، وإنهم يتسمون بثقافة الحوار التي يمتاز بها أبناء حضرموت عن غيرهم" وأكد أن حكومته ستولي حضرموت اهتماماً أكبر في المرحلة القادمة، وهي مقبلة على مشاريع استراتيجية في مجالات البنية التحتية. مثل هذا الرجل عندما يقول هذا التوصيف على أبناء حضرموت يقوله بعقلية رجل مخضرم وسياسي محنك يعي أهمية حضرموت وأبنائها من حيث المساحة الجغرافية والثقل الاقتصادي والعمق التاريخي والثقافي والعلمي لحضرموت. حضرموت مازالت بحاجة ماسة إلى مشاريع التنمية التي توقفت تماماً خلال عام 2011 م كإنشاء محطة جديدة تعمل بالغاز، وربط وادي وساحل حضرموت بخطوط نقل الكهرباء، وكذا مشاريع التمويل الخارجي وفي مقدمتها مشروع ميناء بروم ومركز الأمير سلطان لعلاج السرطان والمستشفى الجامعي الممولين من الصندوق السعودي للتنمية، فضلاً عن مشاريع الخطة الاستثنائية للمحافظة الخاصة بمشاريع إعادة الإعمار مع البنك الدولي، وسرعة تمويل المخصصات المالية من وزارة المالية للمحافظة ليتمكن صندوق الإعمار في المحافظة من الإيفاء بالتزاماته تجاه المتضررين، وإعادة تنفيذ مشاريع البنية التحتية المتضررة في محافظة حضرموت من كارثة الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة عام 2008 م، وإغلاق هذا الملف - ملف الإعمار - في حضرموت والمهرة الذي استمرأ البعض وجوده لأكثر من أربع سنوات دون أن يقوم هذا الصندوق بإعادة الجسور المهدمة والطرقات المغلقة في شارع الستين بمدينة المكلا إلى ما كانت عليه قبل الكارثة والتي آثارها ظلت مرتسمة في طرقات مدينة المكلا وبعض شوارعها الرئيسة ومداخلها الشرقية والغربية حتى الآن. حضرموت تعاني من المركزية المالية المقيتة كغيرها من المحافظات اليمنية، فمستحقات الشركات الاستثمارية العاملة بنظام شراء الطاقة الكهربائية في المحافظة تهدد بإيقاف تزويد الطاقة الكهربائية للمواطنين عبر المؤسسة العامة للكهرباء في حالة عدم سداد مستحقاتها المالية، ومحطة كهرباء الريان التي شب حريق فيها قبل عامين بحاجة إلى إعادة تأهيل، فيما ظلت مسألة إنشاء محطة غازية مع شركة (توتال) العاملة بالقطاع رقم (10) بقدرة خمسين ميجاوات تراوح مكانها. حضرموت بحاجة أن توليها حكومة الوفاق أهمية خاصة فلايزال الآلاف من شباب حضرموت خارج نطاق العمل والوظيفة العامة في شركات البترول التي لا تبعد عن مناطقهم سوى كيلومترات قليلة، ويشعرون أن التوظيف في هذه الشركات لا يستند على الكفاءة والقدرات والمؤهلات الدراسية وإنما يستند في معظم الأوقات إلى المحسوبية والوساطة وأوامر النافدين. حضرموت بحاجة إلى شقق سكنية للآلاف من شبابها تقوم الدولة ببنائها لذوي الدخل المحدود بأقساط شهرية ميسرة، أو يقوم ببنائها القطاع الخاص أو الرأسمال العربي أو الأجنبي، وهي بحاجة أيضاً إلى وقفات جادة لانتشال مرافقها الصحية من الأوضاع المزرية التي تعيشها وما يعانيه ويكابده المواطن من الحال المتردي لهذه المرافق الصحية (مستشفيات مراكز صحية عيادات) إلخ... وإعادة تأهيل مرافقها ومؤسساتها الإعلامية التي أكل منها الدهر وشرب، وهي بحاجة إلى صحيفة يومية تستقطب جميع الأقلام وتفتح آفاقاً رحبة من حرية الرأي والفكر في اليمن الجديد. ويتطلع أبناء حضرموت إلى إنشاء (قناة حضرموت الفضائية) التي غدت اليوم ضرورة موضوعية ومنحى إعلامياً وثقافياً مهماً لتعكس العمق التاريخي والثقافي والثقل الجغرافي لحضرموت خاصة واليمن عامة، ولتكون رافداً مهماً للقنوات اليمنية ولتعزز من ثقافة الحوار التي يتسم بها أبناء حضرموت ولترسم صوراً من صور التسامح والإخاء والمحبة بين أبناء اليمن عموماً. والله من وراء القصد. [email protected]