قال لي أحد الأصدقاء مداعباً هل هذه صحيفة صوت العمال أم صحيفة الأيام قلت له بل صحيفة الجمهورية بحلتها وتوجهاتها الجديدة، جميل ورائع أن نشاهد التغيير يطال صحيفة الجمهورية الرسمية من خلال استقطاب وتنوع معارضين للنظام ليكتبوا ما يشاءون ويقدحون ينتقدون بضراوة ضد الرئيس الشرعي للبلاد مساندين ما أسموها بالثورة وشباب الساحات التي ملئت بالمشايخ ورجال القبائل والمليشيات المشكوك بأمرها ، عموماً نعود ونقول جميل أن نشاهد توجهاً جديداً لهذه الصحيفة التي كان قراؤها عادة هم مع النظام وبعض المهتمين بأخبار الرياضة والفن واليوم نشاهد نفاذ صحيفة الجمهورية من الأكشاك بعد وصولها بساعات للتهافت على شرائها من المعارضين قبل المؤيدين ويقودنا هذا المشهد هل الناس تواقون لصحافة رسمية أشبه بالمعارضة كي تسوق في الأكشاك ويقرأها معظم المهتمين بالصحافة رغم حدوث كساد في معظم الصحف بما فيها المعارضة ويعود السبب الرئيسي للإنترنت الذي أصبح اليوم أكثر استخداماً وسرعة لإيصال المعلومة والمواضيع المختلفة ولكن صحيفة الجمهورية اليوم حالة استثنائية في تزايد الطلب عليها ولعل السبب أيضاً هو وضع محافظة تعز الملتهب والتحولات الكبيرة في هذه المحافظة التي كنا نعدها الموطن الثاني لفخامة الأخ/ رئيس الجمهورية الذي عمل فيها في بداية مشواره ومنها انطلق إلى كرسي الرئاسة في ظروف حرجة يعرفها الجميع إضافة إلى أن نهج الصحيفة اليوم ملفت جداً من خلال الآتي: -1 إسقاط أخبار مهمة لرئيس الجمهورية وللنظام القائم الذي أصبح نصف حاضر في حكومة الوفاق الوطني. 2 استبعاد الأخبار التي اعتدنا عليها سنوات طويلة بالتجميد والتبجيل لرموز الدولة. 3 أسقط مربع الإضاءة من أقوال فخامة الأخ/ الرئيس واستبداله بمربع العد التنازلي لرحيل الرئيس من السلطة وهذه قراءة لما بين السطور أما لما في السطور فهو العد تنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها في فبراير القادم إنشاء الله. أقول التغيير مهم وحتمي ولسنا منزعجين وبالذات عندما يكون التغيير إيجابياً سواءً في مضمون الصحيفة أو شكلها أو هيئة التحرير وعلى ذلك نحن مع أي تغيير يحقق آمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني فنحن معه دون قيد أو شرط المهم أن تبقى الأخلاقيات وعلاقة المحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد وأن لا يكون مناصبة العداء للرئيس أو للمرؤوس من ضمن أجندة ومظاهر التغيير وأقصد يمكن للجميع أن يعبر عن رأيه ويوصل رسالته وبشكل مميز وبعيداً عن الإساءة أو التجريح والهجوم غير المبرر ضد من ظللنا نمدحهم طيلة ثلاثة وثلاثين عاماً فآداب الاختلاف لا يعني بالضرورة إسقاط صورة الرئيس أو تهميش قوى سياسية كبيرة في البلد مقابل إظهار قوى ومعارضين من أجل أن أثبت لهم بأنني مع التغيير وفوضى المؤسسات التي يحاول البعض فرضها لتحقيق التغيير بطريقته التي يرى أنها الصواب وغيره يرى أنها الفوضى بعينها وتأسيس لمرحلة خطيرة للغاية ومستقبل مبني على الانقلابات حتى على مستوى عدل القرية أو رئيس قسم في أي مرفق حكومي فهل نحن دعاة بناء دولة مدنية القانون هو مرجع الجميع والفصل في رغباتنا هو نصوص وروح القانون لا أهواؤنا وانتماءاتنا الحزبية والمناطقية أو المذهبية. ختاماً نسجل الشكر لقيادة صحيفة الجمهورية وبنفس الوقت محترمين لتوجهاتهم وآراء كل من يكتب فيها داعين وزير الإعلام للوقوف أمام هذه الظاهرة الرائعة التي ابتدأتها صحيفة الجمهورية كصحيفة رسمية خرجت عن النظام واتجهت نحو المعارضة وأقصد يجب أن نتعامل بمعيار واحد يا وزير الإعلام منعتم كل شيء عن الرئيس وحزب المؤتمر وحلفاءه أن ينشر في وسائل الإعلام الرسمية وبالذات القنوات الفضائية “اليمن، وسبأ وعدن” بحجة تجنيب الإعلام الرسمي من المهاترات ونحن معك جملة وتفصيلاً ولكن ماذا عن الصحف التي تصدر باسم الدولة وتأخذ منحى آخر علماً بأننا مع المساحة الحرة في كل شيء لكن بإنصاف وتوازن وأن لا يشعروا الآخرين بأن الإقصاء والهيمنة تطال حزباً أو عناصر دون الآخرين واعتقد بأن رسالتنا واضحة وعبر صحيفة الجمهورية التي نحن نحترمها وننتقد بعض الجوانب من منطلق الرأي والرأي الآخر. ونأمل من شركاء العمل السياسي اليوم ومن توافقنا معهم أن لا يتخلوا عن العهود والمواثيق وأن لا يقودنا نحن في المؤتمر الشعبي العام أن نطالب بالمواطنة المتساوية وإذا رأيتم بأن الماضي حمل هذه المشكلة فلا تقعوا بها أنتم وإلا ما فائدة دراسة الماضي وأخذ العظة والعبرة والوطن ملكنا جميعاً. * وكيل محافظة إب المساعد من المحرر: نستغرب إصرار البعض بأن هيئة التحرير قد عملت على إسقاط مربع إضاءة الرئيس واستبداله بمربع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية وعليه وجب التأكيد أن صحيفة الجمهورية منذ تأسيسها لم يتم نشر مربع إضاءة مطلقاً ولانفكر بنشر ذلك لإدراكنا أن ذلك يتنافى مع آداب وأخلاقيات مهنة الصحافة ويبدو ان الأخ علي لم يطلع على أعداد الجمهورية خلال الأشهر والأعوام والعقود الماضية واعتمد كما يبدو على الإشاعة المغرضة أما نشرنا لمربع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية هو إدراك منا لأهمية الانتخابات للخروج من الأزمة والانطلاق نحو البناء والتنمية.. ونتمنى أن يوافينا بالاخبار التي تم اسبعادها من النشر كما أننا في هيئة التحرير لا نضيق ذرعاً من الرأي الآخر ونؤكد للجميع أن صفحات الجمهورية تتسع للجميع في إطار حرية التعبير بعيداً عن التجريح أو التشهير .