لا يزال المئات ممن يطلق عليهم «البلاطجة» التابعين للرئيس علي عبدالله صالح وأبنائه يحاصرون مبنى مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر منذ الساعة الثالثة فجر اليوم الخميس، على خلفية إزالة صورة صالح وإضاءته من رأس الصفحة الأولى لصحيفة الثورة. وقالت مصادر في مؤسسة الثورة للصحافة والنشر ل«المصدر أونلاين» ان البلاطجة منعوا صحيفة الثورة من الصدور اليوم، بسبب إزالة صورة الرئيس وأهداف الثورة الستة من أعلى رأس الصفحة الأولى. ولأول مرة منذ أكثر من 35 عاماً تتوقف «الثورة» التي تعد الصحيفة الرسمية الأولى، عن الصدور. ورغم اعادة أهداف الثورة الستة الى مكانها المعتاد، فإن البلاطجة رفضوا السماح بطباعة وتوزيع الصحيفة، مصرين على إعادة صورة صالح التي كانت تقف الى يمين الترويسة ومعها مقتطفات من كلامه. وقال أحد العاملين في المؤسسة ان الحصار بدأ الساعة الثالثة فجرا، وقال ان البلاطجة كانوا يهتفون ضد وزير الاعلام علي العمراني، ومن بين تلك الهتافات «يا عمراني يا خسيس، اين صورة الرئيس» و«يا مسعودي يا خائن» في إشارة إلى رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير المكلف ياسين المسعودي. وأضاف ل«المصدر أونلاين» ان البلاطجة يرفعون صور علي عبدالله صالح, ويلوحون بالهراوات والعصي. وأرسل الأمن طقمين من الجنود لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء بسبب الوجود الكبير للبلاطجة. وكان مجموعة من المسلحين أغلقوا أمس مكتب الاعلانات التابع للصحيفة والكائن في ميدان التحرير بأمانة العاصمة ومنعوا من الموظفين من دخوله.
وكان المتحدث باسم حزب المؤتمر وحلفاؤه عبده الجندي قد هاجم يوم أمس الأربعاء رؤساء تحرير صحيفتي الثورة والجمهورية ولوح بالاستقالة بسبب إزالة صورة الرئيس صالح من الصحفتين.
ووصف تصرفات رؤساء تحرير الصحيفتين ب«الرعناء»، وقال إنهم حولوها من صحف حكومية إلى «وسائل استفزازية»، كما وصف خطوة إزالة إضاءة الرئيس ب«التصرف الهمجي» وقال إنه يستفز مشاعر جماهير اليمنيين «التي تكن لعلي عبدالله صالح كل الحب والتقدير والاحترام». وألغى الشكل الجديدة من رأس الصفحة فقرة «إضاءة» التي درجت الصحيفة على نشر صورة الرئيس صالح ومقتطفات من كلامه منذ عقود. وسبق أن حذفت صحيفة الجمهورية الصادرة من تعز «إضاءة» الرئيس صالح واستبدلتها بعد تنازلي للأيام المتبقية للانتخابات الرئاسية، ثم استبدلتها بعد تزكية البرلمان لعبدربه منصور هادي مرشحاً توافقياً وحيداً للانتخابات بتصميم لعد تنازلي مكتوب عليه «عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية.. الباقي 19 يوماً». ولم تقتصر التغييرات على وسائل الإعلام المكتوبة، بل وصلت إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي توقفت عن بث حشود المناصرين لحزب المؤتمر الشعبي كل جمعة من ميدان السبعين، وصولاً إلى مناقشة قضايا كانت محظورة في السابق كالقضية الجنوبية.
الصفحتان الأولى والأخيرة من صحيفة الثورة الممنوعة من الطباعة: