أبدى المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام عبده الجندي انزعاجه الشديد من إزالة صورة الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح من رأس الصفحة الأولى بصحيفة الثورة الحكومية وهدد بالاستقالة من منصبه كنائب لوزير الإعلام. وشهدت الصحف الحكومية تغيراً ملحوظاً في سياسة تغطياتها الإخبارية منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني حيث صارت تنشر فعاليات وتصريحات الأطراف السياسية المختلفة بعدما كانت مقتصرة على حزب المؤتمر. وبحسب موقع «المؤتمر نت» فقد وصف الجندي خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء تصرفات رؤساء تحرير صحف «الثورة والجمهورية» ب«الرعناء»، وقال إنهم حولوها من صحف حكومية إلى «وسائل استفزازية». وأضاف إن «الاستقالة أشرف لي من أن أبقى في وزارة ليس لي فيها أي قرار». وتابع انه يعتزم الأسبوع القادم تقديم استقالته من الوزارة بسبب قيام صحيفة الثورة اليوم بإزالة الأهداف الستة لثورة ال26 من سبتمبر وكذا إزالة صورة الرئيس صالح من ترويسة الصحيفة. وأردف «فخامته ما زال رئيساً شرعياً لليمن ومنتخباً من الشعب ومعترف به لدى كل دول العالم». وأزاح الشكل الإخراجي الجديد الذي صدرت به صحيفة الثورة اليوم الأربعاء فقرة «إضاءة» التي كانت تنشر بها صورة صالح ومقتطفات من كلامه لأول مرة منذ عقود. ووصف الجندي هذه الخطوة ب«التصرف الهمجي» وقال إنه يستفز مشاعر جماهير اليمنيين «التي تكن لعلي عبدالله صالح كل الحب والتقدير والاحترام». وقال الجندي خلال المؤتمر الصحفي إنه تلقى منذ الصباح الباكر وحتى لحظة عقد المؤتمر «أكثر من 200 اتصال تلفوني تستنكر وتشجب مثل تلك التصرفات»، وتابع ان الهدف من تلك التصرفات و«الاستفزازات» هو «توتير الأوضاع إعلامياً وأمنياً». وخاطب المتحدث باسم المؤتمر وحلفاؤه رؤساء تحرير تلك الصحف «بأن يراعوا أن الحكومة هي حكومة وفاق وطني وإن المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس ولا زال يمتلك في هذه الحكومة 50% وأن المشير هادي المرشح التوافقي للرئاسة هو أمين عام ونائب رئيس المؤتمر». وقال الجندي «إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى أجواء خالية من الاستفزاز ليس في الصحف والقنوات الحكومية ولكن أيضاً في الصحف والقنوات الحزبية». مبدياً استعداد المؤتمر لإسكات أي «برامج استفزازية» لأحزاب المشترك، داعياً الأخير إلى تخفيف لهجته الإعلامية «المستفزة» التي قال إنها «لم تختلف عما كانت عليه في البداية». وألغت صحيفة الثورة الحكومية من الجهة اليمنى لرأس صفحتها الأولى فقرة «أهداف الثورة اليمنية» التي كان تضم أهداف وضعت لثورتي سبتمبر وأكتوبر واستبدلته بمنشور إعلاني يحث على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستختار عبدربه منصور هادي خلفاً لصالح. وسبق أن حذفت صحيفة الجمهورية الصادرة من تعز «إضاءة» الرئيس صالح واستبدلتها بعد تنازلي للأيام المتبقية للانتخابات الرئاسية، ثم استبدلتها بعد تزكية البرلمان لعبدربه منصور هادي مرشحاً توافقياً وحيداً للانتخابات بتصميم لعد تنازلي مكتوب عليه «عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية.. الباقي 19 يوماً» كما ظهر في عدد اليوم الأربعاء. ولم تقتصر التغييرات على وسائل الإعلام المكتوبة، بل وصلت إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي توقفت عن بث حشود المناصرين لحزب المؤتمر الشعبي كل جمعة من ميدان السبعين، وصولاً إلى مناقشة قضايا كانت محظورة في السابق كالقضية الجنوبية.