لعل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن تجعلنا ندقق في قراءة بعض الأقوال والأفعال التي تصدر بالذات من شخصيات أصبحت تحت مجهر الرأي العام ومن ذلك ما قام به الأخ العميد الركن/يحيى محمد عبدالله صالح الأحمر أركان حرب الأمن المركزي وهو يستحق الشكر لما قام به من جهود مع الأخ اللواء/ عبدالملك الطيب قائد قوات الأمن المركزي في بناء الأمن المركزي تأهيلاً وإعداداً لمنتسبيه وتوفير المعدات وبناء المعسكرات وغير ذلك. ويعد محسوباً كجوانب إيجابية ومشرقة تصب في مصلحة الوطن، ولكن تأتي الجوانب الأخرى وتصرفات العميد يحيى محل نقد وبالذات في مثل هذه الظروف ما قام به الأخ/ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس جمعية كنعان من زيارة إلى أسرة تشي جيفارا في كوبا والذي يعد أحد رموز النضال العالمي ضد القهر والظلم واضطهاد الإنسان وكان رمزاً للثورة الكوبية وهو ماركسي الانتماء وما نريد أن نصل إليه هو أن الرحلة إلى كوبا مضنية ومكلفة جداً والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كل هذا وفي مثل هذه الظروف، وماهي الرسالة التي أراد أخونا يحيى ايصالها ولمن توجه؟ أقول بصدق: مهما كانت المبررات والدوافع ومن وجهة نظري مبالغاً فيها بالفعل وكان يكفي الحفل الذي أقامته جمعية كنعان بصنعاء لتكريم رمز النضال جيفارا، وإلى هنا وكفى أما ان يقطع هذه المسافة إلى كوبا ورحلة يهدر فيها الملايين من الريالات إذ لم تكن دولارات من أجل صورة تلتقط مع أسرة جيفارا وارتداء فنيلة عليها صورته، ومع احترامي الشديد فهذا يعد سخفاً ومثاراً للجدل والتندر وأقول له وعبر صحيفة الجمهورية ومساحاتها الحرة: ألم تكن من باب أولى زيارتكم لأسر الشهداء والجرحى من أفراد الأمن المركزي الذين دافعوا عن كرامة وأمن هذا الوطن وتحديداً طيلة هذه الأزمة التي كادت ان تعصف بالوطن،ومنحهم تلك المبالغ التي أهدرت لزيارة جيفارا وصرفها لأسر الشهداء والجرحى للتخفيف من معاناتهم، وستكون محل إعجاب الجميع بدلاً من زيارة تثير الآخرين والمتربصين بنا جميعاً لينالوا من تماسكنا وصمودنا الأسطوري في وجه أعتى مؤامرة تعرض لها الوطن والقيادة بل والقوات المسلحة والأمن التي أثبتت صمودها وكم تمنيت ان يكون الخبر كاذباً والصورة المنشورة في النت مدبلجة كي أرد بشجاعة على المتقولين بأن رجالات المناضل الوحدوي الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مازالوا عقلاء ومدركين لأهمية وحساسية المرحلة وتتعامل مع معطيات الحاضر بجدية لا أن أرى شباب الساحات يرفعون صور جيفارا ويكتفون بذلك وفيما “يحيى” قام ومن أجل ان يثبت بأنه أممي ويقارع الظلم وينتمي لفصيلة الشباب الثوري كما يسمون أنفسهم ويحلو لهم ذلك وبصرف الملايين كي يلبس الفنلة وعليها صورة جيفارا وبين أسرته وفي كوبا الذي لا يذهب أحد لها إلا لعلاج الأطراف اضطرارياً. وختاماً أوجه دعوة للقائد والثأئر يحيى لنذهب سوياً لزيارة أسر الشهداء والجرحى من الجنود والصف والضباط وان نسأل الشباب أين كانوا لنخاطبهم بلغة التسامح ومد يد العون والمساعدة لتجاوز ظروفهم الصعبة ممن جادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية من منتسبي القوات المسلحة والأمن هم رموز النضال والتضحية والفداء وحدهم دون غيرهم من المسميات الأخرى التي أعجبتك يستحقون أن ترفع صورهم لأنهم جادوا بالدماء الزكية في الوقت الذي توارى فيه الكثير عن أداء الواجب ودع جيفارا أو صورته للشباب في الساحات وأنصحك بعدم مزاحمتهم وسيكون منك تفضلاً لا أمراً أن تترك لهم هذه الميزة مع اعتذاري واحترامي للجميع فالدافع حفاظ على الهوية الوطنية والنصح بالابتعاد عن مشاريع الطيش وإهدار الأموال فالمرحلة جديرة باليقظة والجدية وإلى اللقاء في ميدان البناء والتنمية واستثمار أوقاتنا وأموالنا بما يعود بالنفع على أبنائنا وكفى.