وما أدراك ما أصحاب السبت ومن منا لا يعرف من يكون أصحاب السبت وبغض النظر عن التطرق إلى قصة وحقيقة أصحاب السبت التي خلدها وذكرها القرآن الكريم وهي بالواقع منذ القدم.. ولكنها عادت مؤخراً في حديث الكثير من الناس في اليمن وبالطريقة اليمنية وكلاً يتكلم عن أصحاب السبت ويصف الآخرين “وكلاهما يمنيين” بأنهم من أصحاب هذا اليوم أحد أيام الأسبوع وترتيبه يقع بلا شك بعد يوم الجمعة عيد المسلمين وإجازتهم الأسبوعية.. ردود أفعال متفاوتة ما بين مؤيدة وأخرى ساخطة وهي ما كنت قد بدأت فيه مقالتي هذه وتلك لقرار مجلس الوزراء “حكومة الوفاق الوطني” بشأن تعديل القرار الخاص بأيام وساعات العمل “الدوام الرسمي” ولعل أهم ما جاء فيه هو تحويل يوم الراحة الأسبوعية من يوم الخميس إلى يوم السبت اعتباراً من شهر فبراير من العام الحالي والجديد 2012م وقد علل القرار هذا التحويل المفاجئ والغريب إلى ربط اليمن بالعالم الخارجي وتسهيل المعاملات والتعاملات مع مختلف السفارات والقنصليات والبعثات الأجنبية والخارجية داخل اليمن.. وهذا قرار نافذ بلا شك.. ولكنه قابل للتأجيل وربما الإلغاء. القرار الحكومي هذا لم يسلم من انتقادات من الوهلة الأولى واليوم الأول لإعلانه على مختلف وسائل الإعلام وخاصة المرئية وكان أهم ما حملته تلك الانتقادات والساخطين وما لفت انتباه الكثير هو ما أطلق على القرار وأصحاب القرار الوزاري بعبارة أصحاب السبت ولم يكتفي هؤلاء بهاتين الكلمتين بل زادوا وزايدوا وتمادوا كثيراً على أصحاب السبت “الجُدد” وهو مالا أحب ذكره وسأكتفي بعنوان انتقادهم وهو كفيل لمعرفة ذلك عن أصحاب السبت وإلى هنا لم ينته فهناك ما هو أخطر.. الموقف الديني بمختلف اتجاهاته الرافض لهذا القرار باعتبار أن يوم السبت هو عيد وخاص لليهود وحسب ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية أن أحد علماء الدين في اليمن قد كفر الحكومة ومجلسها الوزاري بسبب قرارهم هذا ومن ردود الأفعال الساخطة هي تلك التي تصدرتها مواضيع خطب إحدى الجمع الماضية في عدد من مساجد مدينة إب حيث ركز الخطباء في مجمل خطبهم على يوم السبت يوم الراحة الأسبوعية الجديد وفق قرار مجلس الوزراء وحكومة محمد سالم باسندوه واعتبروا أن ذلك القرار ما هو إلا تشبه بالغرب عامة واليهود خاصة رافضين ما عللته الحكومة في اتخاذها مثل هذا القرار لربط اليمن بالعالم الخارجي مستدلين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة متسائلين هل سيأتي يوم وزمن ويتم إلغاء إجازة الجمعة عيد المسلمين كما هو حادث في بعض الدول العربية وعلى رأسها المغرب العربي واعتماد يوم الأحد إجازة أسبوعية بدلاً عن يوم الجمعة. من الطبيعي أن يحدث تأييد ورفض لأي قرار يصدر من أي جهة ومكتب ومؤسسة كانت ولكن من الواجب أن يدرك الجميع أهمية وهدف ذلك القرار وذاك وأن يدرك أصحاب القرارات أهمية وعظمة معارضة ورفض قراراتهم والأخذ بها ومن ثم إعادة النظر فيها نحترم وجهات نظر هؤلاء أو العمل على إقناعهم بما يضمن عدم تجاهلهم.. هكذا عاودت قصة أصحاب السبت في الظهور وعلى الطريقة اليمنية الحديثة سياسياً وليس دينياً فهل سيفجر أهل وأصحاب السبت أزمة يمنية جديدة وهذا ما لا نتمناه؟.