ما إن أصدرت حكومة الوفاق الوطني قراراً بشأن تغيير موعد الراحة الأسبوعية لموظفي الدولة من الخميس إلى السبت وهو المقترح الذي كان قد تقدم به وزير الخدمة المدنية والتأمينات في حكومة الدكتور علي محمد مجور في عام 2008م وأحيل يومها للجنة الوزارية لدراسته..تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض للقرار الذي سيطبق من 2فبراير 2012م فالبعض بارك القرار من الناحية الاقتصادية والبعض خالفه من منظور ديني إلا أن لصناع القرار في”حكومة الوفاق “ نظرتهم الهادفة لتعزيز التواصل بين اليمن والعالم والرفع من المستوى الاقتصادي للوطن. مواكبة الاقتصاد العالمي د. حمود المليكي أستاذ إدارة واقتصاد في جامعة تعز أوضح لنا رأيه قائلاً: إن تبديل عطلة يوم الخميس بيوم السبت واعتباره إجازة رسمية لا يشكل أي مشاكل أو عوائق أمام الكثيرين، بل إنه من الجانب الاقتصادي يعد ضرورياً لكون البنوك العالمية تغلق يومي السبت والأحد فهذا القرار يعتبر خطوة صحيحة من الناحية الاقتصادية للبلاد؛ لكونه يتأثر بالاقتصاد العالمي، ويعمل على خلق توافق لإتمام المعاملات الاقتصادية وسد فجوة التوقيت الزمني ما بين بلادنا ودول العالم ونحن ندعم ونؤيد جميع القرارات التي ستنهض بالوطن والمواطن على وجه الخصوص. قرار صائب أحمد غالب العديني مدير عام الخدمة المدنية والتأمينات محافظة تعز: أشار إلى أن القرار صائب من الناحية الاقتصادية ومن الجانب الاستثماري والتجاري والبعثات الدولية العاملة في اليمن والتحويلات والاعتمادات البنكية والذي بدوره يساعد على رفع الاقتصاد الوطني، وقال: فاستبدال يوم إجازة الخميس بيوم السبت سنلتزم به بعد إقراره من مجلس النواب وسيطبق من 2فبراير وسنراقب جميع الموظفين الملزمين بالدوام الرسمي واعتبار يوم الخميس يوم دوام رسمي يجب الالتزام بحضوره من قبل جميع موظفي الدولة. قرار صائب ولكن!! سمية عبده السيد الشامي طالبة: قد يختلف البعض بالرأي من ناحية هذا القرار والذي لا يعد مهماً أو ضرورياً لاعتبار أنه توجد هموم ومشاكل تواجه الوطن في جميع المجالات وخاصة بعد الأزمة السياسية التي عانى منها الوطن وأبناءه وخاصة طلاب المدارس والجامعات منذ عشرة أشهر إلا أننا نعتبر هذا القرار صائب لكونه يهدف إلى تقريب التواصل بين اليمن والعالم، باعتبار أن يومي السبت والأحد إجازة في جميع الدول الأجنبية ويومي الجمعة والسبت إجازة في معظم الدول العربية والإسلامية فلا يوجد أي مشكلة أمام تنفيذ هذا القرار. يوافقها الرأي الأخ رفعت الأغبري مترجم في ديوان عام محافظة تعز: نحن نعتبر هذا القرار اقتصاديا بدرجة أولى ونؤيد الحكومة لاتخاذ هذا القرار والذي من شأنه يهدف إلى تطوير التواصل والتبادل بين الدول المرتبطة بالمصالح السياسية والاقتصادية وجعلها سهلة وسلسة لا أن تعطل مؤسسات بعضها حين يعمل الآخر والعكس والذي سيعود نتائجه علينا جميعاً بإذن الله، إلا أنه يوجد هناك أمور جسيمة وعصيبة يجب على الحكومة معالجتها وخاصة الجانب الأمني لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن. نحن أمة مستقلة محمد أحمد منصور الشوافي طالب: القرار تقليد لليهود في عاداتهم وعطلهم فيوم السبت يعد يوما تعظمه اليهود وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفة اليهود في كل شيء فنحن أمة مستقلة ونرفض حالة التبعية التي يعيشها البعض من قادة العرب والمسلمين للأسف والذي قد يعكس مدى الضعف الذي وصلت إليه هذه الأمة فالعالم الغربي حالياً هو من يتحكم بالاقتصاد والسوق العالمي لا العكس. الوطن بحاجة إلى النهضة وتحدثت إلى الصحيفة مروة محمد العريقي طالبة جامعية: ما نأمله جميعاً من حكومة الوفاق الوطني أن تصدر قرارات تخص الجانب التعليمي والجامعي وتعمل على إعادة هيكلة التعليم ومؤسساته وتنفيذ برامج وخطط تعليمية؛ لكي ننهض بالوطن من ناحية التعليم، فهذا الجانب هو أساس التقدم والتطور والازدهار. فنحن نعد هذا القرار مؤشر وعي وتغييرا في الجانب الاقتصادي من ناحية تلبية متطلبات القطاع الاقتصادي والاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية العاملة في اليمن لنحقق النهضة بالوطن من الناحية الاقتصادية. سد الفجوة الزمنية بدوره يرى مدير الشئون المالية والإدارية بالبنك المركزي اليمنيبتعز أن هذا القرار يهدف إلى سد الفجوة الزمنية بين اليمن والعالم وقال: نود التأكيد بأن القطاع المصرفي كان متأثراً جداً وبالتحديد في المعاملات المصرفية بين اليمن والعالم والشركات التجارية والتي تتعامل مع القطاع الاقتصادي والتجاري في اليمن..حيث إن العالم بشكل عام تتحدد فيه المعاملات التجارية والاقتصادية عبر التحويلات والاعتمادات البنكية لمدة لا تقل عن خمسة أيام في الأسبوع ولدينا في اليمن كان الدوام مرتبطاً بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع العالم بأيام الاثنين الثلاثاء الأربعاء أي ثلاثة أيام في الأسبوع وقد تسبب ذلك في كثير من الإشكالات في إتمام المعاملات التجارية والاقتصادية بسبب فجوة التوقيت الزمني لأيام الدوام بين القطاع الاقتصادي اليمني والشركات العالمية العاملة في نفس المجال...وهذا طبعاً يضر تماماً بالقطاع الاقتصادي لعجزه عن سد تلك الفجوة في إتمام ذلك العجز في فجوة التوقيت الزمني لأيام العمل.. كما أن القرار يعد خطوة إيجابية للأمام نحو تحقيق الوئام والتوافق مع المؤسسات الخليجية وخطوة من وجهة نظري متقدمة وضرورية لتحقيق الاندماج المبدئي لدول مجلس التعاون الخليجي وفقاً لشروط الاندماج التي وضعت على خارطة الاندماج الكلي لكسب عضوية مجلس التعاون الخليجي. وبالنسبة لسلبيات القرار قال السراجي: من وجهة نظر شخصية طبعاً فهي تتمثل طبعاً بالسيكولوجية الاجتماعية لنا كيمنيين يتطلب سنوات عديدة للتكيف على هذا القرار لطبيعة حياتنا وعاداتنا التي تميل للراحة والاسترخاء والقيلولة في كثير من الأوقات وأيام السنة وبالتالي فإن تنفيذ القرار خلال فترة قصيرة ستكون صعبة وسيواجه الكثير القرار بمزيد من الانزعاج المصاحب للانفلات. من ناحية السلبية الاقتصادية وزيادة النفقات العامة فإنني على ثقة لا تقبل الشك أن قرار إجازة السبت ودوام الخميس اتخذ في جلسة مقيل ولم يدرس تماماً من جميع جوانبه ومن وجهة نظري الشخصية فإن صعوبات جمة وعديدة ستصاحب تنفيذ القرار وتبعات مالية كبيرة سينتج عنها عند التنفيذ..فنحن شعب 90 %منه يتعاطون القات والكثير منا يميل للراحة والقيلولة ويكره الإنتاج والعمل خلال ساعات وأوقات القات التي تبدأ عندنا من الساعة الحادية عشرة والنصف وتنتهي عند السادسة مساءً عند أصحاب الهمم والعزائم والعطاء والبعض لا تنتهي فترة القيلولة عنده إلا الثانية عشرة ليلاً، وبالتالي فمعظم أوقات تنفيذ القرار سينشغل الجميع بتدبير حق القات ومن ثم مغادرة مقر العمل إلى سوق القات ومن ثم العودة للمنزل لتناول وجبة الغداء ومن ثم العودة لمقر العمل لإثبات عملية الانصراف من الدوام...ومن لم يخزن أو لا يخزن سترتفع تعريفة الاتصالات وتبدأ حملة الاتصالات لعائلاتهم وأولادهم للاطمئنان عليهم ومساعدتهم على التكيف مع الوضع الجديد وحرمان الأولاد من والدهم أو والدتهم الموظفة من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الثالثة والنصف عصراً..وبالتالي سيزيد استهلاك الكهرباء والتلفون والمواد البترولية لمن لهم مخصص معتمد نتيجة زيادة التحركات لتلبية الاحتياجات اليومية وعلى ذلك قس.. صحيح نحن معشر الرافضين للقات سيمثل القرار لنا طموحاً كبيراً وطيباً لمزيد من العطاء والبذل والإنتاج وسيحقق لنا طموحاتنا في إثبات الذات والإبداع وزيادة حجم الإنتاج وهو العكس لشريحة المخزنين وأنا على ثقة كبيرة جداً بأنكم تدركون ما أقصد لأن هذه طبيعتنا ولا يمكن الهروب منها أو تغطية قلب الشمس بمنخل...وأخيراً أتمنى أن يعي الجميع طالما وقبلنا اليهوده في أيام الدوام أن نتيهود في الإنتاج والعطاء وعدم إضاعة الوقت بما لا ينفع ولا يضر ..فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. موضوع فيه شبهه منصور محمد الصلاحي صحافي من جانبه قال: إن هذا القرار ليس هو القرار الذي كان ينتظره المواطن اليمني من حكومة الوفاق فهناك الكثير من المهام العاجلة أمام الحكومة الجديدة ولعل أهمها استتباب الأمن والاستقرار وعودة السكينة العامة لكل المدن وكذا توفير المواد النفطية ومشتقاتها وكذا الكهرباء والمياه أما موضوع الإجازة من الخميس إلى السبت فهذا موضوع ثانوي كان يجب أن لا يستحوذ على هذا الاهتمام من قبل حكومة الوفاق. الدين والقرار الوزاري وتحدث د.علي عبدالله حميد أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الآداب جامعة تعز حول هذا القرار من جانب ديني، حيث قال: بالنسبة لجعل السبت يوم راحة لموظفي الدولة ليس فيه أي محظور شرعي؛ لأنه لا يوجد دليل من القرآن والسنة يمنع ذلك وهذا من باب السياسة الشرعية المتروكة لولاة الأمر يرون فيه ما يتناسب مع أعمال الدولة وليس في ذلك تشبه باليهود؛ كون هذا اليوم يوم عيد لهم والناس اعتادوا أن يبدأوا أعمالهم من يوم السبت؛ ولذلك اتخاذ الحكومة اليمنية لهذا القرار يخالف عاداتهم مما حدا بالبعض أن يعتبره مخالفاً للدين، كما أن هناك من يتربص بهذه الحكومة فيرتاب في كل ما تقوم ويشكك في نواياها، وفي نظري أنه كان من الأفضل أن يكون يوم الراحة يوم الخميس؛ كونه يأتي آخر أيام الأسبوع بعد جهد وتعب، ولعل الذي دعا الحكومة اليمنية لجعل يوم السبت يوم راحة كون بعض الموظفين لا يلتزمون بالدوام في هذا اليوم؛ لأنهم يسافرون إلى قراهم فيعود يوم السبت من قريته ولا يستطيع أن يلحق الدوام، فكان يوم السبت راحة تخفيفاً عليهم. هذه الصفة من خلال ذلك التراشق الذي يشهده الوسط الشبابي في هذه المدينة والذي ينعت البعض منه باليهودي بالقول أصبحنا يهوداً ؛لأننا من أهل السبت وهذا ما دفع ببعض الأسئلة لأن توجه أمام أهل الشرع والفقه الإسلامي لإبداء آرائهم في هذا الأمر حتى لا تتحول تلك الاستنكارات إلى قضية لا يحمد عقباها وإن تدخل ما يسمون ب”المطاوعة” أمر مطلوب في هذه الحالة. العيب في الفساد لا في الزمن عبدالعزيز أحمد الجرادي طالب جامعي: يستوجب علينا كمسلمين أن نخالف اليهود فإذا كان يوم السبت يعتبر عيداً لهم فإننا لن نعتبره عيداً لنا، بل واحدا من أيام الأسبوع فلا نجعله يوماً مباركاً كيوم الجمعة لنرتاح فيه ونقضيه في إنجاز أعمالنا بعد أن قضينا اليوم الذي قبله وهو يوم الجمعة المباركة في العبادة والزيارات وغيرها من الواجبات ويرى بشير أن قرار الراحة الأسبوعية في يوم السبت لا يعني معالجة القضاء على الفساد في تغيير الزمن؛ لأن العيب في الفساد الذي عم أيام الأسبوع لمختلف السنوات. العدول عن القرار سمير عبدالرحمن عقلان ضابط أمن في الحديدة: هذا من التشبه باليهود وهذا يعتبر تطبيعا ونأمل من الحكومة العدول عن القرار؛ لأننا شعب مسلم.. ويضيف سمير: مدينة الحديدة يعرف أبناؤها بأهل الساحل وقد يبدو تذمرهم لهذا القرار أمرا طبيعيا؛ لأنهم يحبون الجمعة ويفضلون الخميس عن سائر أيام الأسبوع. قرار صائب يلبي طموحنا الاقتصادي أنيس عثمان التبيني موظف: هذا القرار موفق وكان لابد أن يتم إقراره وتكريسه منذ سنوات ماضية فهو يستوعب ويلبي احتياجنا الاقتصادي للنهوض به من واقعه المتقوقع إلى مكانة أعلى وأسمى وأعتبر هذا القرار صائبا وبداية حقيقية لحسن النية لحكومة الوفاق صوب العمل الفعلي للخروج بالبلاد والعباد من واقع ضيق إلى فضاءات أوسع في اللحاق بركب الآخرين والدخول معهم في شراكة سيكون لها تأثير قوي للنهوض الاقتصادي الذي ننشده وأما عن التشبه باليهود وما يصاحبه من مخاوف وتداعيات وتعليقات فإن هذا التذمر لن يستمر مع مرور الوقت والأيام سيعتاد الناس عليه. الوقت المناسب فضل أحمد سعيد الشرعبي «صحفي»: يتوقع أن تتغير عجلة الزمن ونمضي نحو تقدم وبناء يمن جديد وسيكون لهذا القرار وقع إيجابي يساهم في الرفع من المستوى الاقتصادي لبلادنا وسيعالج ذلك الوضع المعيشي المتدهور الذي يعاني منه الفرد والأسرة والمجتمع بأسره ويعتبر الإعلامي فضل أن هذا القرار جاء من أجل الارتباط بالمجتمعات الأخرى باعتبارها نجحت في ترسيخ هذا الإجراء وحققت الانسجام فيما بينها ونحن كنا بحاجة لهذا الجانب؛ لأنه سوف ينظم أسلوب التعامل والذي سيؤدي للرقي الاقتصادي وفتح المجال أمام المستثمرين ورفد الأسواق ببيوت الأعمال؛ لأنهم يعملون في التوقيت المناسب. مخالفة للعادات اليمنية عبدالغني ناجي عبده الحالمي موظف: الخميس يتميز عند الشعب اليمني بأنه يوم ترفع فيه الأعمال الصالحة لكل مسلم إلا المتخاصمين ويوم يستحب فيه الصيام ومنهم الموظفون.. ويحب أن يصومه، وهو بعيد عن المهاترات والخلافات وهو يوم ارتبط بالاحتفالات والمناسبات، بالإضافة إلى أنه يوم مشقة وعناء وسفر ويعود البعض إلى أهليهم وخاصة الذين يعملون خارج مدنهم وقراهم.. ونأمل من الحكومة أن تراعي ذلك.. يشاركه في الرأي أيوب محمد حسن موظف: بالنسبة لاستبدال السبت بيوم الخميس قرار لا يتوافق ولا يتم انسجامه معنا نحن المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا اليهود والنصارى ومن المعلوم لدينا كشعب مسلم بأن يوم السبت يوم مقدس عند اليهود وهو عيدهم ولا يمارسون فيه أي عمل وقد لا يحظى هذا القرار بالقبول من بعض فئات المجتمع، وخاصة من الناحية الدينية. دعم الاحتياجات الضرورية ياسر صالح الشرماني رئيس اللجنة الثقافية لتأهيل الشباب "منظمات المجتمع المدني" تحدث قائلاً: ما من شك بأن القرار بحاجة إلى إعادة نظر، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة والتي تتطلب منا جهودا مخلصة ووطنية لنتجاوز هذه الأزمة..إن أبناء الشعب ينتظرون من حكومة الوفاق السياسية قرارات بخصوص أولاً الإعلان عن دعمها للمواد الأساسية بما يلبي احتياجات ومتطلبات المواطن والتي يعاني منها، بعيداً عن المزايدات والمهاترات والتصعيدات السياسية. ثانياً الإسراع بوضع حلول استثنائية لمشكلة الانقطاع الدائم والمتكرر للكهرباء والتي مازالت تشكل أزمة بالنسبة للمواطن، ثالثاً المشكلة الكبرى لدينا في هذه المحافظة هي انعدام المياه والمشتقات النفطية والتي يعاني منها أبناء المحافظة. وأضاف: إن يوم السبت بداية أيام الأسبوع يشتهي الموظف فيه العمل بصورة متجددة ونشطة.. وما نأمل من أصحاب القرار هو الالتفات إلى ما يحتاجه المواطن ويلبي رغباته ومتطلباته المعنوية والمعيشية.