من المعروف أن شهر شباط تصاحبه رياح بشكل مستمر على مدار الشهر وقد تبلغ درجة كبيرة من القوة وزيادة في السرعة تتحول الى ريح صرصر عاتية .. تقتلع أشياء من جذورها وتجتثها من مكانها انتزاعاً بقدرة مالك الملك رغم ان لها عقوداً من الزمان وهكذا لتتحول الى أثر بعد عين لتدخل موسوعة خبر كان. وهذا الأمر ليس بغريب على كثير من اليمنيين وخاصة المزارعين منهم لا سيما وأن بلدنا الحبيب لم يرق الى قائمة الدول الصناعية . ومن البديهي أيضا أن المزارع اليمني بسبب خبرته المتراكمة واهتمامه بمعالم الزراعة في البذر والقلع يدرك أن رياح التغيير لها تأثير فعال وايجابي على التربة الوطنية وعلى الخيرات الإنتاجية بما فيها الصادرات و الواردات . وكذلك على مستوى المحاصيل الثورية فهبوب هذه الرياح تلقح أغصان الآراء وتنضج فاكهة الفكرة وبعملية النتح يتنفس الوطن من ثغور ساحات الحرية لينتج عنها الدولة المدنية «كثمرة للثورة» بدون بودرة النطام القاتل ويعم نفعها الجميع إن شاء الله . لكن بالمقابل على كل فلاح أو مزارع أن يكون حذراً ... فقد تثير هذه الرياح اذا تعارضت تياراتها لا سمح الله زوبعة من غبار الاختلافات وبعض قصاصات كداديف النزعات القبلية والطائفية وقراطيس المصالح الشخصية بسبب أن الأرضية التى يقف عليها بعض السياسيين هشة و ترابية وبها بعض التشققات والتصدعات نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام أو الاعتناء بها من قبل . وهنا لابد أن نلفت عناية كل من يهمهم سلامة الوطن واستقراره أن يكونوا عند مستوى المسئولية وحسن ظن الشعب بهم .. وان يتعاملوا مع هذه الرياح اي كان نوعها (شباطية أو تغييرية) على انها نسائم صبا تشتم منها عبير الدولة المدنية ونكهة الحرية . مفعمة بالأمل منعشة للمستقبل يتعافى معها جسم الوطن العليل . إذا هبت رياحك فأغتنمها فان لكل خافقة سكون ولا تنسى أيها الحر الثائر والوطني المناظل بحسب معالم الحرية والارصاد الثورية أن يوم ال (21) من شباط سوف تهب في جميع ارجاء الوطن رياح التغيير بقوة اعصار القانون لينتزع ملك المخلوع بالاستفتاء ويقلع جذور بقايا النظام وتلقى منظومة الفساد كلها في مزبلة التاريخ . والى ذلك الحين لك منا أيها الثائر الف.. تحية.. بنكهة الحرية .