حينما نصطف جميعاً في طوابير الانتخاب صباح اليوم الثلاثاء ليضع كل يمني بصمته موثقاًً إرادته في التغيير وبناء دولة المواطنة والمساواة دولة النظام والقانون لامكان فيها للأسر الحاكمة وجيوب الفساد وفوضى الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية ،حينها نرى أن شمس الحرية ستغمر كل قمم جبال بلادي الشماء ووديانها ونكون حينها قد بدأنا بوفاء العهد الذي قطعناه على انفسنا للشهداء الأبرار.. حينما نقرر أيضاً نسيان الماضي نكون قد جعلنا اليمن قاب قوسين أو أدنى من استعادة سعادته من تلك الأحلام التي نسجت بدماء الشباب و حيكت بمغازل الثورة السلمية من طموحات المثقفين وآمال الساسة من يقين الثوار الذين عمدوا أهداف ثورتهم بالدماء المتدفقة من أجساد الشهداء وجروح الجرحى وقطعوا عهداً أن لايرجعوا إلّا بيمن جديد..والآن بات اليمانيون على موعد مع الحرية تلك التي من أجلها تصاعدت آهات الأمهات وأنين الأيتام وصراخ الحناجر التي لم يعد باستطاعة كاهلها الصمود أمام الفساد الذي عاث بالأرض حتى بلغ السيل الزبى..خرج الشباب يحملون الورود و يحلمون بيمن مزدهر مشرق لايقتات على فضلات المانحين ولامكان فيه للرشوة والفساد والمحسوبية , يمن خال من المتسولين والعاملين الذين تعج بهم دوارات الطرقات وأرصفتها, يواكب كل متطلبات العصر , بنهضة تربوية وتعليمية شاملة , يبني لبناته الأولى بقدرات ومؤهلات شبابه وشاباته وكوادره , لامكان فيه للاستبداد و ثقافة الإقصاء والتهميش والتخوين والتكفير , يعيش فيه المواطن بكرامة لايتجرع ويلات الاغتراب وفراق الأهل والأصدقاء ,يستطيع فيه الطالب الالتحاق بأية كلية يرغب فيها دون أن توصد أمامه الأبواب بالقدرة الاستيعابية للكلية أو تفتح أمامه ممرات الالتحاق بالنظام الموازي والنفقة الخاصة. نحن اليوم على مقربة من 21 من فبراير اليوم الذي يفتتح فيه اليمنيون جميعاً دون استثناء الباب على المستقبل يطلقون ماردهم المقيد يرسمون يمن جديد يواكب تلك الأحلام التي من أجلها دفعوا ثمناً باهضاً ومسيرة نضال لم تكل على مر السنين يتطلع اليمنيون اليوم إلى نسيان الماضي بكل تبعاته وتركته الثقيلة ودفن ذاكرة الانتقام إلى غير رجعة..يجب علينا اليوم أن نتحد ونذيب تلك الحواجز النفسية والمذهبية والطائفية والسياسية ونشمر السواعد لبناء اليمن الذي عرف على مر الأزمان بحضارته الشامخة ومكانته بين الأمم،نحن بحاجة فعلاً إلى أن نتوحد أكثر من أي وقت مضى،فما أمامنا ليس بالهين ، بل إنه لن يزول بمعونات ووعود الخارج دون أن نكون فيه النواة الصلبة لنؤسس ليمن يعيش فيه أبناؤنا حياة كريمة كغيرهم من الأمم..«نحن أولي بأس شديد».. نعم لقد تجلت الحكمة اليمانية و أدركنا حينها أن اليمن اليوم لن يكون بغير أبنائه وأبنائه فقط..كما أثبتت الليالي والأيام أن التغيير هو أول خطوات التطور والتقدم،فقد بات واضحاً أن يوم 21 من فبراير يوم النصر المؤزر الذي ينتصر فيه الشعب لإرادته غير القابلة للانكسار،نعم اليوم اليمن يبتسم ...وسيضحك قريباً ..وكما واكب فيلسوف اليمن البردوني الثورة من بداياتها حينما انضم إليها منشداً: غداً لن أصفق لركب الظلام ...سأهتف يا فجر ما أجملك ها هو اليوم يحتفل معنا بيوم 21 ويقول: أفقنا على فجر يوم صبي......فيا ضحوات المنى أطربي أتدرين ياشمس ماذا جرى؟ .....سلبنا الدجى فجرنا المختبي