اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2012م يوم تاريخي له ما بعده وعلى كل أبناء اليمن بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم ثواراً وصامتين ومؤتمريين أن يدركوا ذلك وأن ينطلقوا من مبدأ الهدف الأسمى لما بعد هذا اليوم وهو تأسيس الدولة المدنية ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، فإذا كنا جميعاً ننشد هذا الهدف فأعتقد أن إنجاح هذا اليوم بتوجيه الجميع إلى صناديق الاقتراع والتصويت للمرشح التوافقي عبدربه منصور هادي وأن نؤجل أية خلافات أو وجهات نظر للأيام التي تليه. ورغم احترامي لكل وجهات النظر فأنا أستغرب من يرفض الانتخاب وهو يرفع شعار إسقاط النظام رغم أن هؤلاء يمثلون نسبة بسيطة إلا أني آمل أن يدركوا خطأ هذا التوجه كونه لا يخدم التغيير الذي نسعى لتحقيقه، خاصة أن مطلبهم هذا يتوافق مع ما تسعى إليه بقية العصابة المستفيدة من بقاء النظام السابق وعليهم أن يدركوا أن هذا اليوم يشهد انتخاباً تنافسياً بين عهدين عهد ما قبل 21 فبراير بمآسيه وفساده وآلامه، والعهد الذي نتطلع إليه بعد هذا التاريخ والذي ضحى من أجله الشهداء وسالت الدماء الطاهرة البريئة.. ولولا هذه التضحيات التي قدمها شباب الثورة وكل فئات الشعب ما وصلنا إلى هذا الإنجاز التاريخي الذي يضعنا على أعتاب الغد المشرق، فأي تقاعس أو خذلان هو خذلان للثورة سواء بقصد أو بدون قصد، فعلينا جميعاً كثوار استشعار مسئوليتنا التاريخية.. كما أني أقول لمن تبقى من شرفاء المؤتمر الذين لم يتلوثوا بالفساد ولم تلطخ أيديهم بالدماء ويريدوا للمؤتمر أن يستمر كحزب سياسي أن تقاعسهم عن الإدلاء بأصواتهم اليوم لصالح عبدربه منصور هادي سيكو ن خذلاناً للمؤتمر نفسه كونه إذا لم يحصل عبدربه منصور هادي على نسبة مرتفقة من الأصوات فهذا لا يعني أن الشعب لا يريد عبدربه والتغيير ولكنه سيكون بمثابة رسالة بأن الشعب غير راغب في المؤتمر وأحجموا عن التصويت لعبدربه كونه أمين عام المؤتمر الشعبي العام.. فعلى شرفاء المؤتمر العمل بكل طاقاتهم لإنجاح هذا اليوم ورفع نسبة التصويت لصالح المرشح التوافقي خدمة للوطن بشكل عام وللحزب بشكل خاص.. أما الحراكيون الذين يريدون منع التصويت ومصادرة حقوق الآخرين بالقوة فأقول لهم إن مثل هذا التصرف لا يخدم القضية الجنوبية بأي حال من الأحوال، فالانتخابات محل إجماع محلي وإقليمي ودولي والوقوف ضدها سيخسركم الكثير ولا يخدم القضية الجنوبية التي هي محل إجماع من كل الأطراف وحلها العادل لن يكون إلا بالحوار الجاد والصادق. وبكل المقاييس هذا اليوم هو يوم الوطن يوم الخلاص والتحرر لإسقاط الشرعية المزيفة واستعادة الوطن من قبل الشعب. (*)عضو مجلس النواب