انتصرت اليمن يوم الحادي والعشرين من فبراير 2012م؛ حيث كان البعض يراهن على صناديق الاقتراع، ظناً منهم أن النسبة ستكون ضعيفة، وبذلك يظهرون للعالم أن لا ثورة أصلاً، وإنما هي أزمة سياسية، وأن جمهور اليمنيين مع النظام السابق؛ بدليل ضعف نسبة المرشحين، لكن حكمة اليمنيين فهمت المغزى، فزحفت نحو صناديق الاقتراع، حتى إنه في بعض الدوائر نفدت بطائق الاقتراع كما حدث في بعض الدوائر بتعز وذمار وأمانة العاصمة. لقد كانت اللجنة العليا للانتخابات تتوقع أن تكون النسبة 60%، وقد أذهلها أن المرشِحين كانوا فوق المتوقع، وبذلك تكون اليمن قد انتصرت، وأذهلت الجموع الزاحفة إلى صناديق الاقتراع المراقبين الدوليين، خاصة وأن أكثرهم من الشباب الذين بلغوا السن القانونية بعد انتخابات 2006م. كان البعض يراهن على تأجيل أو إفشال الانتخابات باختلاق الأزمات والاضطرابات المنية كدخول ما يسمى بأنصار الشريعة إلى رداع، والتحرك المسلح لبعض الحراكيين في المحافظات الجنوبية، وإحراق ساحتي عدن والمكلا، وتفجير بعض الدوائر الانتخابية في عدن، ومنع وصول الصناديق والمندوبين إلى بعض المديريات في صعدة وحجة، لكن بالرغم من هذا كله فإن دوائر قليلة هي التي تم نقلها إلى أماكن أخرى في كل من: أبينوعدن والضالع، وهذه الدوائر لا تتجاوز عدد أصابع اليد ومع كل هذا انتصرت اليمن. اليوم يعود الإعلام حراً بيد الشعب، واليوم يسقط التوريث والاستبداد والطغيان وقلع أو تصفير العداد، واليوم تنتصر اليمن؛ لأن الله كشف أصحاب المشاريع الظلامية النفعية الضيقة فاحترقوا وتقزموا ومجهم المجتمع. اليوم بداية الطريق لاجتثاث الفساد بكل صوره، واليوم تنطلق الثورة من جديد لتحقق بقية أهدافها، تصلح التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام والقيم المعوجة. إنها ثورة من أجل إتقان العمل والحفاظ على الثوابت وإسقاط رموز الفساد. اليوم بدأ العبء الثقيل في بناء النظام الجديد: بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون وفصل السلطات وبناء جيش وطني مهني محايد يحمي الوطن والمواطن وأهداف الثورة؛ فبناء النظام القويم - في نظري - أصعب من هدم النظام الفاسد. اليوم حق لأبناء اليمن أن يصرخوا في وجه كل مسؤول من الرئيس إلى أصغر مسؤول، ويقولون له كما قال الصحابة الكرام للخليفة العادل عمر: لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا. www.almaqtari.net