يجب أن يتركز الاهتمام في اللحظة التاريخية الراهنة على الحفاظ على الوطن... وطن الجميع..من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي للشعب اليمني شماله وجنوبه شرقه وغربه ..فالوطن اليمني يمر بمرحلة دقيقة للغاية على جميع القوى السياسية والاجتماعية والوطنية العمل بروح الفريق الواحد الذي جلّ همه إخراج اليمن إلى بر الأمان..وعلى الجميع أن يتقبل فكرة التغيير الذي قد يطاله في هذا المنصب أو ذاك أكان هذا المنصب عسكرياً أو أمنياً أو في أي مؤسسة مدنية ..وليدرك الجميع أيضاً أن ثورة الشباب الشعبية السلمية لم تقدم التضحيات تلو التضحيات من دماء شباب ونساء وأطفال وشيوخ اليمن إلا من أجل إتمام عملية التغيير وإصلاح حال الدولة..وإعادة الاعتبار للمواطنة المتساوية ..والوحدة الوطنية التي تشوهت بفعل الفساد الذي استشرى في عهد الرئيس السابق..وعموم أبناء الشعب ينتظرون بفارغ الصبر أن يبدأ الرئيس الجديد وحكومة الوفاق الوطني بممارسة الصلاحيات الدستورية والقانونية ...واستكمال العمل بالمبادرة الخليجية لإتمام عملية التغيير الحقيقي الذي يلبي تطلعات الشعب كل الشعب بما يؤدي إلى تشكل الدولة المدنية الحديثة...دولة النظام والقانون ..دولة المواطنة المتساوية ...دولة الإنصاف والعدل..دولة البناء والتنمية...الدولة التي يقف الجميع سواسية أمام قوانينها وأنظمتها كانوا في قمة السلطة أو على الرصيف..الجميع ينتظر إشارة البدء بهذه العملية الإصلاحية الكبيرة من أجل ترسيخ مفهوم أن المصلحة الوطنية..فوق أي مصالح سياسية أو اجتماعية فئوية ..المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات والبدء بهذه العملية سيكون له مردودات على الصعيد الأمني والعسكري والصعيد السياسي وبالأخص عند البدء بعملية هيكلة القوات المسلحة وأجهزة الأمن ..وتخليص هذه المؤسسة الوطنية من أي سيطرة كانت أسرية أو مناطقية ..أو سياسية...بحيث يكون جيش اليمن حامي الوطن ..والمدافع عن الشعب في وجه أي اعتداء قد يطال بلدنا ...ويهدد أمتنا واستقرارنا..وأعتقد جازماً أنه إذا سارت الأمور بالشكل الصحيح..وتقبل الجميع فكرة التغيير التي أصبحت هي الفكرة القابلة للحياة..وهي الطريق الوحيد لإتمام هذه العملية التاريخية وهذه التسوية السياسية ..ستكون اليمن أحلى وسيكون الوطن أغلى عند الجميع حتى أولئك الذين قد تطالهم عملية التغيير ..الذي سيجهد لإعادة بناء اليمن الجديد الذي يصبو إليه الجميع... كلنا أمل أن يكون الجميع عند مستوى المسئولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع وحفظ الله اليمن وأهله ...وإلى لقاءٍ آخر.