يعتبر 8 من مارس من كل عام العيد العالمي للمرأة تقديراً وتكريماً للدور الحضاري والريادي المسئول للمرأة العالمية التي أسهمت بفاعلية منقطعة النظير بجانب رفيقها الرجل في تثبيت وترسيخ دعائم القيم الإنسانية منذ الأزل وكان لها ومازال وسيظل أبداً الحضور الانثوي الفاعل والمباشر في رسم وتحديد الملامح الاستراتيجية لإدارة شئون البشرية كشريك لابد منه في صنع ثقافة ومستقبل الأمم والشعوب عبر التاريخ من خلال الاستقراء والتتبع للأحداث والوقائع التاريخية الأصيلة والمعاصرة.. نلحظ بجلاء ان لهذا النصف الآخر الجميل الفضل الجزيل والأكبر في مسيرة نهضة الحياة الخلاقة والمبدعة باعتبارها الصانع النصفي للأجيال المتعاقبة والشريكة في صنع القرار في شتى مناحي الحياة.. حيث اثبتت المرأة في كل زمان ومكان انها القادرة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً على ان تدير شئون الحكم بكل كفاءة وحنكة واقتدار فكانت نفرتيتي وكيليوبترا وبلقيس وأروى واليزابيت وغيرهن كثر ممن تبوأن أعلى المراكز والمناصب القيادية العليا هؤلاء النماذج النسوية المثلى العنوان الابرز يؤكد أمامنا من خلال هذه المعطيات ان لا فرق ولا تمييز بين الرجل والمرأة على حدٍ سواء. إن لهذا اليوم الربيعي الأخاذ الذي يمثل ويجسد المعاني الجمالية للمرأة العالمية العاشقة للعمل والإنتاج بمدلوله المتزامن مع صيرورة الربيع الشبابي البهيج وديمومة انبثاق مهرجان التفتح والإيناع لأزهار وورود الميلاد الأبدي للحب والخير والجمال المؤسس ببهاء واخضرار نعمة السلام للأرض والإنسان. إن حب المرأة عبر كل الأديان السبيل المفروض والأمثل نحو بناء وتشييد الإنسان البشري الكامل .. المفعم بدفء الحرية والنابض بأنغام العدل والمواطنة المتساوية نريد من مجتمعنا اليمني الثائر ان يثور على مجمل التقاليد البالية التي تحد من حقوق ومكتسبات ومقدرات نصفنا الآخر الجميل والنبيل وان نمنحها المزيد من الحرية الحقيقية كي تتمكن من بناء ذاتها من أجل ذاتها المترعة بالعطاء والتجدد والتحديث والنماء جسر العبور إلى مستقبل يمنٍ جديد .. تحت قيادة الإنسان الثوري الواحد الخالي من فوضوية المشهد التقليدي البغيض الهادف إلى التهميش والتمييز تحية ثورية تحف المرأة العالمية والمرأة اليمنية بالذات التي طرزت سماء وأرض ساحات الحرية والتغيير جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل ليشكلا معاً اللوحة اليمنية للثورة الشبابية الشعبية السلمية المنقوشة بحبر ودماء احرار وحرائر يمن الثورة والتقدم والانعتاق .. سلام على شهداء وشهيدات ثورة 11 فبراير موصولة بالتهاني لكرمان ومنى صفوان بهذا العيد.