“لن يكون الجنوب للقاعدة ولا صعدة للحوثيين” نعم.. يجب ألا نستسلم لكهنة الخراب، أو ننحني أمام عواصف المشاريع الصغيرة. وإذ لا معنى لليمنيين إلا بالتئام جرحهم الوحدوي، فإن النظرة الوطنية للبلاد هي الكفيلة الوحيدة بذلك، لذا يكفي استعلاء وتسلط وفاشية وإعاقة لمصالح الشعب يا هؤلاء. توسعات الحوثي في الشمال مثل توسعات ما يسمى بالقاعدة في الجنوب، استغلال لحال البلاد المرتبك، وهم يصبون في خدمة بقايا العائلة لاشك. ما يحدث في أبين من جماعة بهموم بدائية تضجّنا قرفاً في وعيها للدين هو أكبر من فضيحة بحق أحلامنا الوطنية جميعاً، أما ما يحدث في حجة فإنه بالتأكيد يدفع باتجاه القلق الذي لا يستريح من جماعة بلا جوهر مطمئن ترفض الانخراط في العملية السياسية وتدعي أن غايتها دولة مدنية.! هذه النماذج المتخلفة باسم الدين لا تحمل أي عمق غير الجناية على الدين، قوى مذهبية غير مسيسة تردينا إلى الرضوخ لوعيها المتدني ما قبل الوطني، بل ما قبل الإنساني. رؤوسهم محشوة بالهمجية، وخيالهم محدود عن الحب والسلم والتعايش، فيما أرواحهم فقيرة جداً عن استيعاب العصر. نفس المنبع الاستقوائي بالسلاح وفرض المفاهيم الأحادية المحدودة على الواقع المتعدد الرؤى والثقافات. مشكلة القاعدة تخلفها الذي سيخسرها الكثير، وعليها أن تعي أن اليمن في طور تحول كبير، ولن نسمح بإعاقتنا عن المستقبل مهما بلغ طغيانها الأخرق، بينما على الحوثيين أن يفصحوا من هم بالضبط حتى يتم استيعابهم كما يليق في الحوار الوطني، وأيضاً عليهم أن يستعدوا لمغادرة وعيهم كجماعة مسلحة من الآن وصاعداً إن كانوا صادقين فيما يذهبون إليه. تحتاج اليمن للإنقاذ السريع؛ لأن هذا الانفلات لن يبقي ولن يذر إذا تم التعامل معه باسترخاء، ولقد رضعوا من علي عبدالله صالح كما نعرف، ثم كبروا تماماً كجحافل شريرة.