تلقيت عبر صحيفة (الجمهورية) قصيدة شعرية للثائر المفعم بالتفاؤل عنتر الفتيحي، يرد فيها بنفس الأسلوب والمحاكاة لقصيدة نزار قباني على تشاؤم كنت قد أظهرته في أحد الأعداد السابقة تحت عنوان “ قارئة الفنجان والثورة اليمنية” أعربت فيها عن إحباطي لمنح حصانة للرئيس السابق وأقاربه وأعوانه دون اشتراط اعتزالهم العمل السياسي، وحذرت فيها الثوار الشباب من أن ثورتهم وتضحياتهم قد تنتهي بإعادة الحياة للتوريث، بعد أن كنا نظن أنه ذهب إلى غير رجعة. ورداً على هذه المعاني نظم الأخ عنتر الفتيحي بأسلوب أكثر إجادة وأكثر شاعرية أبيات مستوحاة من نفس قصيدة نزار قباني قارئة الفنجان، وتمكن بتفاؤله أن يسحق تشاؤمي بالضربة القاضية وليس بالنقاط. وفيما يلي النص الكامل لكلماته كما وردتنا منه: قارئة الثورة : عنتر الفتيحي إلى منير الماوري مع الاعتذار لنزار قباني نهضت والحب بعينيها لتُقبل رأس المحبوب قالت: يا ولدي : لا تحزن فنجانك مقروءٌ مقلوب. يا ولدي: قد عاش ذليلاً من ظن القهر هو المكتوب. أو يمشي في الثورة كرهاً أو يرضى عيش المغلوب. يا ولدي: أنقذت حياتي وكسرت القيد المضروب. يا ولدي: قد عاد شبابي وعاد الحق المسلوب. أهدافك دنيا آمنةً وحياتك إعمار لا حروب. ستثور كثيراً يا ولدي وستحيا كثيراً يا ولدي وسيعمل كل بغاة الأرض لترجع كالملك المغلوب. ***** بصمودك يا ولدي يمنٌ بحراها سُبحان المعبود. شطراها: شطرٌ دون حدود ثورتها أزهارٌ وورود وصدور تزحف عاريةً لتشق طريقاً مسدود يا ولدي ثورتك الأقوى والثائر في الساحة موجود الفرقة أعطت واجبها والحرس الجمهوري أسود! فحبيبة قلبك يا ولدي غيّبها عنك النمرود والبعد طويل يا ولدي عقودٌ وعقودٌ وعقودْ وأميرة قلبك يا ولدي من يمسس عفتها مفقودْ من يدنو وأنت بجانبها يا ولدي حتماً مفقودْ من حاول توريثي غصباً يا ولدي : مفقودٌ مفقودٌ مفقودْ ***** قرأتُ وحللت كثيراً لكني لم أقرأ أبداً إنجازاً يشبه إنجازك. لم أعرف يوماً يا ولدي أنصاراً تشبه أنصاركْ أيضاً لم أعرف يا ولدي أقلاماً تشبه أقلامك. **** مقدورك أن تبقى زمناً في الثورة.. في الشارع أكثر. وتظل رقيباً للأهداف. وتظلُ عصي الاستهدافْ. *** مقدورك أن تبقى أبداً تحمل للناس المشروع. وتحبُّ ملايين الشعب وتُقاضي “الرمز المخلوعْ”..