بلغ الصراع أوجّه بين قيادات أحزاب اللقاء المشترك فيما بينها، وبين جماعة الحوثي وحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة ثانية.. الأمر الذي يؤكد دنو انفراط هذا الائتلاف الذي تأسس منذ البداية بين أجنحة مختلفة في الرؤى والتوجهات الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية، والتي من الصعب أن تلتقي وتتفق أبداً. صراع يحتدم سواء في ساحات الاعتصامات التي يهيمن عليها حزب الإصلاح أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، وما من يوم يمر إلا ونسمع عن مصادمات واشتباكات بين «الفرقاء» في الساحات، كما نقرأ عن المواجهات الكلامية التي اشتدت في الآونة الأخيرة ووصلت إلى الترويج لاتهامات متبادلة تعرّي هذه الأحزاب التي جمعتها المصلحة الذاتية، وتكشف عما يختبئ ويجيش في نفوس قياداتها من حقد وغل وكراهية تجاه بعضها البعض!. اختلافات برزت منذ البداية ورغم محاولات البعض إخفاءها من الظهور ولو على مضض نراها تخرج عن إطار السيطرة، وتلوِّح باقتراب نهاية الائتلاف لأحزاب أدخلت اليمن واليمنيين في أزمة طاحنة، وقد تقود إلى تأزيم الحياة السياسية بشكل أكبر مما هو عليه اليوم؛ نتيجة الصراعات التي نراها اليوم تتكشف عبر «الكلمة» وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة!.. صراع «الديكة» أو بعبارة أصح صراع «الإخوة الأعداء» يتجه نحو التصعيد في الوقت الذي فشل فيه بعض «الوسطاء» المتفائلين في تقريب وجهات النظر فيما بينهم، وإرجاء أو ترحيل تلك الصراعات إلى وقت آخر، حتى يتم الانتهاء من المهمة الرئيسة التي جمعتهم، وستقودهم في النهاية إلى التمزق والتشتت، لينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: «ومزقناهم كل ممزق» وقوله تعالى: «وجعلناهم آية للناس» صدق الله العظيم. حزب الإصلاح من جهته وهو العدو الأول للعديد من قيادات أحزاب اللقاء المشترك: «الاشتراكي، البعث، الحق» وأيضاً للحوثيين والشباب المستقلين يحاول ويسعى جاهداً لإلهاء الرأي العام المحلي عما يدور بين قيادات المشترك من صراع.. وذلك بالذهاب نحو استهداف قيادات المؤتمر ومحاولة الإيقاع بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر والترويج لأخبار وشائعات لا هدف من ورائها سوى وكما قلت إلهاء الرأي العام المحلي عن الصراع المحتدم بين أجنحة المشترك المختلفة، والذي تكشفه وتؤكده بعض التصريحات والبيانات التي تصدر من أكثر من طرف وكان آخرها بيان القيادي الاشتراكي سلطان السامعي الذي طالب فيه القيادي والموجه «الإصلاحي» حميد الأحمر بإعادة ما نهب من ممتلكات الدولة والناس ومنها منزل علي سالم البيض!.. وبدون أدنى شك فإن هذه الصراعات المحتدمة بين قيادات حزب الإصلاح وبقية أحزاب المشترك انعكست تلقائياً على التزاماتها تجاه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومحاولة تهربها وتنصلها بسبب الخلافات فيما بينها عن تنفيذها ووضع العراقيل التي تحول أمام استكمال ما تبقى من بنود المرحلة الأولى، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي يبدو أنها ستصطدم بهذا الصراع الذي لم يعد مخفياً، والذي سيدفع حزب الإصلاح إلى الاتجاه نحو وضع سيناريوهات أخرى تعتقد قياداته بأنها ستكون أجدى وأنفع للوصول إلى الأهداف الموضوعة على طريق الاستيلاء الكامل على السلطة!.. بالتأكيد لدى حزب التجمع اليمني للإصلاح طموحاته وخططه الخاصة والبعيدة عن طموحات «الفرقاء» في المشترك، لكن الجبهات المتعددة التي فتحها على نفسه لن تقوده إلى تحقيق تلك الطموحات، بل ستدخله في متاهات قد تؤدي إلى تناثر كل أوراقه دون أن يتمكن من تحقيق شيء يذكر. العداء القائم اليوم بين «الفرقاء» في المشترك وحزب التجمع اليمني للإصلاح هو نتيجة طبيعية ومتوقعة بسبب السياسات الخاطئة التي ينتهجها حزب الإصلاح ودفعته إلى إقصاء شركائه من اتخاذ القرار.. أو من خلال المواقف العدائية التي يكشفها تجاه حزب الحق الموالي لعدوهم اللدود الحوثيين أو حزب البعث الموالي للنظام في سوريا، وتجاه بعض القيادات الاشتراكية التي يراها متشددة في نظرتها لحزب الإصلاح وقياداته!. ويقيناً فإن الأيام القادمة ستكون حافلة بالكثير من المفاجآت التي ستقود بالتأكيد إلى تفكك هذا الائتلاف.. كما ستكشف عن تحالفات جديدة سواء بين حزب الإصلاح والتيارات الدينية الأخرى التي بدأت تتشكل في أحزاب سياسية.. أو بين أحزاب المشترك وبقية الأحزاب والتنظيمات السياسية المتواجدة في الساحة، والتي لن تقبل بهيمنة وسيطرة حزب الإصلاح وحلفائه الجدد على شؤون الدولة والحكم.