فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة الأمر بالمعروف- هل تنهي زواج متعة (الرفاق) و(الإخوان)
نشر في نبأ نيوز يوم 03 - 06 - 2008

في الوقت الذي جاء المشروع الذي طرحته مؤخراً قيادات من الجناح العقائدي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ‘والمتمثل بإنشاء (هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ليكشف مجدداً عن حقيقة التحالف الهش بين حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) والحزب الاشتراكي اليمني‘ فإنه في الوقت نفسه قد زاد من هشاشة ذلك التحالف الذي يرى كثير من المراقبين والمتابعين والمهتمين بالشأن اليمني أن قيامه لم يكن مبنياً على أسس موضوعية سليمة، ولكنها المصالح الحزبية الضيقة كانت هي المنطلق والدافع الرئيسي لتحالفهما، وذلك من منظور أن لكل من الحزبين أجندته وأهدافه الخاصة التي أراد تحقيقها من وراء هذا التحالف.
وبالتالي فإن مشروع (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) قد أعاد إلى الواجهة حقيقة ذلك العداء التاريخي والخلافات المستفحلة بين حزبي (الإخوان ) (والرفاق) والتي حاولت بعض الأطراف من قيادات الحزبين التستر عليها ومواراتها خلال الفترة الماضية تحت يافطة تحالف " المشترك"، بل وأكدت من جديد على حقيقة الانقسامات الداخلية التي طرأت منذ البداية داخل صفوف كلا الحزبين‘حيث لم يكن الجناح العقائدي في ( الإصلاح) راضياً عن التحالف مع ( الاشتراكي)، وكذلك الحال بالنسبة لهذا الأخير الذي لم تكن العديد من قياداته وكوادره مقتنعة بهذا التحالف.
ولعل ذلك ما يفسر ردود الأفعال الشرسة من جانب عدد من قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي ‘ تجاه مشروع (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذي يتبناه عدد من العلماء وعلى رأسهم القياديان الإصلاحيان الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ حمود الذارحي‘بحيث سارع عدد من الكُتاب الاشتراكيين على توجيه انتقادات حادة ولاذعة لهذا المشروع، فمنهم من اعتبر أن المشروع موجه بدرجة أساسية ضد الحزب الاشتراكي كامتداد لحملة سابقة قادها الجناح العقائدي في حزب (الاصلاح) ضد قيادات وكوادر الحزب (الاشتراكي) بما اشتملت عليه تلك الحملة من فتاوى تكفيرية وتحريضية‘ يرون أنها كانت وراء مقتل بعض القيادات الاشتراكية ومنها الشهيد جار الله عمر الذي قُتل أثناء حضوره المؤتمر العام الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح ‘ على يد احد الشباب المتشددين المنتمين (للاصلاح)، كما يرى البعض من هؤلاء أن الهدف من الدعوة إلى إقامة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‘هو استخدامها لتصفية حسابات سياسية بقالب ديني.
فيما يعتبر البعض الأخر أن الجناح العقائدي والجماعات المتشددة في حزب الإصلاح تسعى من خلال تبني هذا المشروع لفرض ارائها والعمل بما من شأنه تقييد الحريات في المجتمع وتطبيق نموذج حركة طالبان في هذا الإطار‘بما في ذلك العمل على تصفية الخصوم السياسيين عن طريق إحياء مبدأ الاحتساب.
وبالقدر الذي كان لإعلان مشروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن أعاد إلى الواجهة تلك الخلافات التاريخية المستفحلة بين ( الاشتراكي) و( الإصلاح) رغم محاولات بعض قيادات الحزبين أو بعض التيارات فيهما إخفاء ذلك، بالقدر الذي زاد إعلان هذا المشروع من حدة الخلافات والانقسامات داخل صفوف قيادات الحزب (الاشتراكي) من جهة وبين الحزب وجماعة الإخوان من جهة أخرى‘ فضلا عما احدثته تلك الدعوة من خلافات بين قيادات جماعة الاخوان.
وفي هذا السياق‘ووفقاً لما أوردته مصادر إعلامية يمنية فقد عقدت الهيئة العليا لحزب الإصلاح خلال اليومين الماضيين اجتماعاً استثنائياً كُرس لاحتواء تداعيات الخلافات الداخلية للحزب والتي تصاعدت في أعقاب الدعوة التي أطلقتها قيادات الجناح العقائدي‘لإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‘وهي الدعوة التي تفيد مصادر وثيقة أن جناح الإسلام السياسي) بحزب الإصلاح ممثلاً بمحمد اليدومي ومحمد قحطان وغيرهما يرفضها، وذلك من مبدأ أنها تتعارض مع التوجهات الجديدة لهذا الجناح والذي يسعى إلى تقديم الحزب وبخاصة للدول العربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بصورة تجعل منه حزباً سياسياً علمانياً أكثر منه إسلامياً، وذلك لغرض تحقيق بعض المكاسب التي يطمح إليها الجناح السياسي وفي مقدمتها الوصول إلى السلطة.
وأضافت تلك المصادر أن الخلافات الداخلية في حزب ( الإخوان ) تصاعدت خلال الاجتماع الاستثنائي الأخير عندما هاجمت قيادات من جناح ( الإسلام السياسي) دعوة القيادات الدينية في الجناح ( العقائدي) لإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. واعتبرت انجرار أغلبية أعضاء شورى (الإصلاح) وهيئته القضائية وراء دعوة إنشاء مثل هذه الهيئة من شأنه أن يعيق محاولات الحزب ومساعيه الرامية إلى التخلص من تلك الصورة المتشددة القاتمة التي لطالما أثرت على حضوره داخلياً وخارجياً.
وكما أفاد موقع (الوطن) على شبكة الانترنت، فإن قيادات ( إصلاحية) بادرت إلى طرح مقترح يقوم على أساس أن يتم إبراز تبني تشكيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة تعبر عن أصحابها وليس عن كيان حزب الإصلاح ، وهو ما رفض من عديد من أعضاء الهيئة العليا للإصلاح مشترطين الدعم الداخلي من جانب الحزب لهذه الهيئة قبل دعمها من خارج الحزب، باعتبار منهج الدعوة التي يتبناها (الاصلاح) تصب في تحقيق القيم التي ستقوم عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‘ والتي سيكون هدفها الأساسي وفقاً لهؤلاء هو محاربة التفسخ الأخلاقي من خلال العمل على الحفاظ على المنظومة الأخلاقية ومحاربة الرذيلة وتعميق القيم الإيمانية في أوساط المجتمع اليمني.
وحيث تحاول بعض القيادات في حزبي ( الإصلاح) و(الاشتراكي) التقليل من شان الخلافات التي أثارها موضوع هيئة المر بالمعروف والنهي عن المنكر بينهما‘وذلك انطلاقاً من حرصها على ما يبدو على استمرار تحالفهما في إطار أحزاب ( اللقاء المشترك) والصمود على الأقل في وجه الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، ألا أن حُقن التخدير (الموضعية) إضافة إلى مجمل حقائق الواقع ومعطياته على مدى المرحلة الماضية قد جعلت العديد من القيادات وكذا الكوادر في كلا الحزبين، غير قادرة على نسيان أو تناسي العداء التاريخي المستفحل بينهما في ظل تبايناتهما الفكرية والأيديولوجية الكبيرة، ومع حالة التغاضي لقيادات الحزب الاشتراكي اليمني عن ذلك العداء مع جماعة الإخوان، وما تسبب به من وسقوط عدد من مناضلي الحزب وكوادره على يد الآلة العمياء للتطرف الديني , إلا ان هناك فريقاً داخل اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، مازال يقف في وجه أية محاولات لتناسي حقيقة جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) أو امتصاص أو غض الطرف عن الدعوات المتطرفة التي تطلقها قيادات اخوانية بين الحين والآخر.
وأصبح تاريخ الحزب الاشتراكي مع جماعة الاخوان المسلمين، مصدرا رئيسا لقياس الخطورة على الحزب وكوادره، من خلال ما تطلقه أو تتبناه جماعة الإخوان من دعوات ومشاريع مغلفة بالدين، كما ترى بعض القيادات الاشتراكية.
وبالتالي فقد كان للدعوة التي اطلقتها قيادات ( إصلاحية) لإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ان رفعت مستوى الخطر لدى قيادات وكواد الحزب الاشتراكي إلى اللون ( الاحمر)، وخرجت كثير من قيادات الحزب عن طور الالتزام السياسي للتحالف‘ لتهاجم الأفكار المتطرفة لجماعة الإخوان، ومحاولة فرض القوانين الطالبانية على المجتمع اليمني، بل واعتبرت تلك القيادات الاشتراكية أن الدعوة لإنشاء مثل هذه الهيئة استهداف واضح للحزب وجزء من تاريخ الفتاوى الدينية التي كانت وراء تغييب هامات كبيرة من مناضلي ومفكري وكوادر الحزب، كما ترى أن ذلك يمثل شكلاً جديداً لتوجهات جماعة الإخوان التي ما فتئت في استهداف الحزب الاشتراكي من خلال التحريض عليه كفكر ومبادئ وأسس وتوجه .
وفيما يطالب قسم كبير من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي بإعادة النظر في تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين , يرى فريق أخر ان الحزب بات يتحمل تبعات كثيرة وخطيرة جراء المواقف المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين في حزب الاصلاح, ويقول هذا الفريق ان تلك الدعوات المتطرفة تتناقض مع الأسس التي يقوم عليها تحالف الحزب مع الجماعة في إطار اللقاء المشترك .
وعلى ضوء ما سبق فإن الدعوة إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الوقت الذي أثارت غضب الاشتراكيين ‘ فإنها في الوقت نفسه قد أدت إلى تزايد الأصوات المعارضة لتحالف الحزب مع حزب الإخوان المسلمين , وحسب تلك الأصوات فإن ما يسمى عملية الترويض السياسي لجماعة الإخوان لقبول الرأي الآخر في إطار الالتزام بأسس تحالف المشترك لم تنجح، وظلت عملية مستعصية وغير جدية، كونها تتناقض مع المبادئ العقائدية التي تقوم عليها جماعة الإخوان المسلمين، وهي المبادئ التي لا يمكن لتلك الجماعة التخلي عنها مهما كانت الظروف.
وتتهم قيادات في الحزب الاشتراكي ‘حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) بعدم الالتزام بالأسس والمبادئ التي قام عليها تحالف (اللقاء المشترك)، وترى أن القيادات المؤثرة وخصوصا في الجناح العقائدي بحزب الإصلاح , مازالت تغرد خارج سرب اللقاء المشترك,بل لديها أجندتها الخاصة وتعقد صفاتها السياسية دون الالتزام بقواعد العمل السياسي لتحالف أحزاب اللقاء المشترك والذي ينبغي عدم الحياد عنه.
هذا وكانت قد سبقت دعوة إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حملة هجوم قادها عدد من خطباء المساجد المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين,ضد الحزب الاشتراكي معتبرين أنه حزباً علمانياً ملحداً , ويشجع على الفجور والسفور، ويدعو الى مبادئ وأفكار هدامة , وهو ما كان قد اثار تخوف كوادر الحزب من موجه تكفير جديدة، تطير معها رؤوس عدد من قياداتهم كما حصل في السابق, خصوصا وان بعض تلك الفتاوى تسمي قيادات محددة في الحزب الاشتراكي ,وتتهمها بالكفر، وهو ما يعني من وجهة نظر الحزب أن ذلك دعوة جديدة لإهدار دم قياداته وكوادره, مما يستوجب معه الانسحاب من ذلك التحالف العقيم والهش مع جماعة الإخوان المسلمين، وهناك من يتهم بعض القيادات في حزب الإصلاح بأنها ما زالت تنظر إلى تحالف (الجماعة) مع الحزب على أنه زواج متعة (مؤقت)، سينتهي مع انتهاء الظروف والعوامل التي أدت إلى قيامه والتي تندرج في إطار تحقيق أهداف (الجماعة) المتناقضة كليا مع إيديولوجيا الحزب الاشتراكي وتوجهاته ورؤاه الفكرية.
- القيادي الإصلاحي الشيخ حمود هاشم الذارحي‘ وفي رد على الانتقادات التي وجهت لمشروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، استغرب تلك الانتقادات ‘مشيراً إلى أن ثمة ضجة إعلامية مفتعلة وغير مبررة حول هذا الموضوع.
وأكد الشيخ حمود الذارحي طرح مشروع إنشاء هذه الهيئة من جانب عدد من علماء الدين‘مشيراً إلى أنه عبارة عن مشروع " لحماية الفضيلة والتصدي للمنكرات لكي لا يتحسسوا من اسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وعندما سؤل من قبل صحيفة الوسط اليمنية إن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى قرار جمهوري؟
واوضح الشيخ حمد الذارحي عضو الهيئة العليا لحزب لإصلاح عند إنشائها ستقوم مقام هذه الأمة بالتصدي لحماية الأخلاق والمعتقدات.
وقال: " لقد تم تشكيل لجان عديدة لمحاربة الفساد وحماية الحقوق ومحاربة الظواهر السلبية فلماذا حين نأتي ونشكل هيئة لحماية الأخلاق تقوم قيامة الموالعة".
وإجمالاً فإن موضوع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما صاحبة من ردود أفعال ومواقف من جوانب مختلف الأطراف‘ قد أثار في حد ذاته تساؤلاً مهماً حول مستقبل العلاقات وكذلك التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح‘ حيث يرى كثير من المراقبين والمتابعين والمهتمين بالشأن اليمني ان كلا الطرفين ( الإخوان) و(الرفاق) يدركان ان تحالفهما إنما بني في الأساس على خلفية البحث عن مصالح وأهداف حزبية , ولا يوجد ما يجمعهما على أرضية واحدة سوى معارضة الحزب الحاكم , وان لكل من الطرفين أجندته وأهدافه الخاصة التي أراد تحقيقها من وراء هذا التحالف.
ومن ثم وبحسب رأي المراقبين فإن فشل وانهياره أمر حتمي مهما طال الزمن أو قصر ‘ وذلك من منظور أنه قيامه لم يتم وفقاً لأسس وقواعد مدروسة وسليمة‘ولكنه جاء بناء على قرارات متسرعة وحسابات خاطئة غلبت عليها لغة المصالح الحزبية والسياسية الضيقة، في ظل تباين كامل في الرؤى والتوجهات العقائدية والفكرية والإيديولوجية لكل منهما، حيث أراد الحزبان من وراء هذا التحالف تحقيق بعض الأهداف والمكاسب وفقاً لأجندة وحسابات خاصة بكل منهما، بحيث يمكن القول أن الهدف الرئيسي بالنسبة للحزب (الاشتراكي) في دخوله في هذا التحالف قد تمثل في السعي للخروج من كبوته التي تعرض لها في أعقاب حرب صيف عام 1994م، على اعتبار أن وجوده ضمن تحالف " اللقاء المشترك" يمكن أن يساعده في تجاوز أثار الانتكاسة واستعادة وضعه ومكانته على صعيد الخارطة السياسية في الساحة اليمنية.
لكنه وكما يرى المراقبون وجد نفسه أخيراً في وضع لا يحسد عليه‘ولم يجن من ذلك التحالف غير المزيد من الخسران، سواء على الصعيد التنظيمي أو على الصعيد الجماهيري‘ إضافة إلى ما يتعلق بدوره السياسي في الساحة اليمنية‘حيث كان لتحالف الحزب الاشتراكي مع ( الاصلاح) أن أوجد انقسامات وخلافات كبيرة ومؤثرة في صفوفه وبخاصة على المستوى القيادي، على اعتبار أن ثمة جناح في قيادات الحزب كان قد اتخذا منذ البداية موقفاً معارضاً ورافضاً للتحالف , مع حزب ( الإخوان ) باعتبار أن ذلك من وجهة نظر هذا الجناح خيانة لدماء الرفاق الذين سقطوا ضحية للتطرف الديني.
كما أن الحزب الاشتراكي خسر كثيراً من جراء ذلك على صعيد الحضور الجماهيري داخل الساحة‘وهو الأمر الذي أوصل الحزب إلى وضع صعب وحرج ‘وأدى بالتالي إلى إضعاف دوره السياسي بشكل أكبر وجعله غير قادر على التعاطي مع مجمل القضايا الوطنية وفقاً لتلك الأسس والقناعات الفكرية والتوجهات الأيديولوجية والمبادئ الوطنية والقومية التي كان قد نشأ على أساسها وناضل طويلاً في سبيلها..
ونتيجة لذلك يمكن القول أن الحزب (الاشتراكي)‘وفي ضل تحالفه مع حزب (الإخوان المسلمين) أصبح.. كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وخلافاً لما آل إليه الحال بالنسبة للاشتراكيين، فقد كان حزب ( الإصلاح) ربما هو الوحيد الذي استفاد من تحالفه مع الاشتراكي .. بحيث أن ( الاصلاح ) وكما يرى المراقبون نجح إلى حد كبير في تحقيق معظم تلك الأهداف التي سعى إليها من وراء هذا التحالف‘والتي من أبرزها هو أنه استطاع التمدد والتوسع في المحافظات الجنوبية والشرقية وأوجد لنفسه قاعدة جماهيرية لم يكن ليحصل عليها إلا من خلال تحالفه مع ( الاشتراكي) الذي اتخذ من مطية للعبور إلى تلك المناطق وبلوغ أهدافه التوسعية ‘فكان لذلك أن أدى إلى تقزيم الحزب الاشتراكي وتهميش دوره وحضوره الجماهيري في مناطق ظلت على مدى فترات طويلة تمثل معاقل اشتراكية ( مغلقة).
وختاماً يمكن القول أن الحزب الاشتراكي اليمني وكما يطرح المراقبون قد ارتكب خطاءً فادحاً عندما أقدم على اتخاذ قرار التحالف مع خصمه التاريخي اللدود (حزب الإصلاح)‘معتبرين أنه دفع الثمن غالياً نتيجة هذا التحالف الذي يتعارض أساساً مع تلك الرؤى والقناعات والتوجهات الفكرية والأيديولوجية للحزب الاشتراكي‘ولا مع رصيد تاريخه النضالي وأهدافه ومبادئه التي لطالما رفع شعارها وناضل من أجلها.
وكذلك الحال أيضاً بالنسبة لحزب (الإصلاح) والذي هو الأخر لم يكن هذا التحالف ليتفق مع أيديولوجيته وقناعاته الفكرية وهجه العقائدي كحزب إسلامي معروف بمواقفه العدائية المتشددة تجاه الحزب ( الاشتراكي) ويعتبره حزباً ماركسياً إلحادياً ‘وهي المواقف التي تشير معطيات الواقع إلى لأنها ما تزال راسخة ولم تتغير بالنسبة لبعض القيادات الإصلاحية ‘التي كثيراً ما حرصت على تعبئة قواعدها الحزبية بها من خلال فتاوى التكفير التحريضية ضد القيادات والكوادر( الاشتراكية).
ومن ثم فما كان التحالف مع الحزب (الاشتراكي) إلا من باب ما يعرف بزواج (المتعة) إن صح التعبير، وذلك كضرورة تقتضيها المصلحة الحزبية من وجهة نظر (الاصلاح) لغرض تحقيق بعض الهداف والمكاسب السياسية والتنظيمية.
عن/ اسرار برس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.