ثورة 11 فبراير 2011م كانت من أجل إسقاط النظام ، ورحيل رئيس النظام ، وبعد أكثر من عام لم يسقط النظام ولم يرحل رأس النظام وكل الذي جرى إنتخابات مبكرة ، تنحى بموجبها الرئيس السابق (صالح) للرئيس الجديد (هادي) ، والآن وبعد أكثر من شهر تقريباً من انتخابات الرئيس الجديد لم نلمس شيئاً جديداً ، فرئيس النظام السابق موجود ويمارس حياته الطبيعية ويقوم كل يوم بأعمال تشعر الناس أنه مازال موجوداً ، ومازال يوجه ، ويأمر ، ويظهر بالتلفزيون ، ، والحرس الجمهوري والأمن يحرسه ويرفع بعض البسطاء صوره هنا وهناك . إذاً ماالذي تحقق من أهداف الثورة ؟ وماالذي جناه الشعب من ثورته ؟ وماذا نقول لشهداء الثورة الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل نجاح الثورة ؟ الناس في كل مكان يتساءلون : ماذا يريد الرئيس السابق بالضبط ؟ وما الرسائل التي يريد أن يبعثها من تحركاته تلك ؟ هل يريد الشعب أن يفهم أنه مازال الحاكم الفعلي ؟ وأنه عائد إلى كرسي الرئاسة مرة أخرى ؟ كمايعتقد بعض السذج من أنصاره ، هل بتصرفاته تلك يريد أن يقول للرئيس المنتخب وهل يريد أن يقول لشباب الثورة إن ثورتكم قد فشلت ؟ وأنه لاتوجد ثورة في اليمن بل إنها حسب تعبيره ( ثورة بلاطجة ) ؟ هل يريد الرئيس السابق بتصرفاته تلك أن يوصل رسالة إلى دول الخليج يقول فيها « إنني ضحكت عليكم« وعلى مبادرتكم» ثم لماذا السكوت عن تلك المواقف المشاغبة للرئيس السابق من قبل دول الخليج ، والولايات المتحدةالأمريكية ؟ هل هذا السكوت يعنى علامة الرضا ؟ مماسبق يتضح أن لا أحد سيرغم صالح وبقايا نظامه على الرحيل إلا الثوار أنفسهم ، فكما قامت الثورة الأولى وأبعدت (صالح) عن كرسي الرئاسة فلا بد من قيام ثورة ثانية ترحل صالح وعائلته عن سدة الحكم . لن يتحرك المجتمع الدولي والإقليمي ومجلس الأمن مرة أخرى بالضغط على (صالح ) إلا إذا تحرك الشارع وشباب الثورة مرة أخرى وبقوة . لن يرحل (صالح) إلا بثورة ثانية أكثر قوة وأكثر وهجاً ، وتضحيات جديدة ، تلك حقيقة لاجدال فيها . إذا كانت فاتورة الثورة الأولى والتي أبعدت صالح عن كرسي الرئاسة (1200) شهيد ، و(20.000) وعشرون ألف جريح فما الثمن الذي يمكن أن تقدمه الثورة الثانية ، حتى يرحل صالح وعائلته نهائياً عن سدة الحكم ؟ إن الوضع الحالي في ظل حركات صالح (الفهلوانية) وفي ظل السكوت الدولي والإقليمي على هذه الحركات وعدم وجود رادع قوي سترجع الأمور إلى نقطة البدء .. على شباب الثورة أن يعلموا علم اليقين أن بأيديهم وحدهم الرد القوي على الرئيس السابق خاصة أننا لاندري ما التحركات القادمة التي ينوي (صالح) القيام بها في المستقبل ، وعلى الذين مازالوا يصفقون لرموز النظام السابق ويصدقون مسرحياته الهزلية ويحلمون بالعودة إلى الوراء عليهم أن يعرضوا أنفسهم على أقرب مركز طبي للعلاج النفسي لأنهم يسبحون ضد التيار ، والسباحة ضد التيار هي نوع من الجنون ، خاصة إذا كان هذا التيار هو تيار الشعب تحركه وتدفعه دماء غالية وزكية هي دماء الشهداء . # نائب عميد كلية التربية – جامعة تعز