تحسب الغطرسة الأميركية أن أي شعب في العالم – الثالث عشر تحديدًا – لا يعرف مصلحته ولا قيمة بلده مثلما تعرفهما هذه الغطرسة . لذا ، لا يستغرب أحد من تعامل المكارثي/اليانكي مع الآخرين مثل أي(بلطجي) لكنه يحمل (بلطة) نووية يهدد بها هؤلاء الآخرين من دون استثناء ، تحت شعار : من ليس مع أميركا ، فهو ضدها . لكأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هو ، وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية ! على الرغم مما في الشعار من تناقض فج وفاضح مع ما يدعيه هذا الأميركي البشع من دفاع عن قيم الحرية والديمقراطية . غير أن محمد سعيد عبدالله حاجب (محسن) – وبإباء المناضل الأصيل في أعماقه –ألقى بهذه الغطرسة تحت قدميه وجاءنا – وهو يدرك أنه يجيئ على أرض كلها أشواك وفخاخ وألغام – جاءنا الأسبوع قبل الماضي ، كي يقول كلمته من خلال صحيفتي الجمهورية (: 15449، الإثنين 26 مارس 2012) والثوري 2181:) ، الخميس 29 مارس (2012 في فضاء الحلم الجَمَْعي الجميل ب «النظام الذي نريد» والقابل للتحقيق . لكن لا ليمضي بعدها هذا المحسن بعيداً عن كلمته ، بل ليبقى عندها مع ضميره الذي لم يتخاصم معه قط . وليكون الحلم ذاته رسائل بالعربي الفصيح إلى من ألقى السمع وهو شهيد من اليمنيين داخل وخارج هذه البلدة «الطيبة» التي لاريب سيرفع رب العالمين عن أهلها – في وضعهم الراهن العصيب – لعنة «ومزقناهم كل ممزق» (سبأ :19 ) . فمحسن الثائر القديم ورجل الدولة العتيد حين يتكلم ، وهو الكتوم المتأني بالسليقة ، يتكلم معه مجد الكلمة والحياة الشريفتين دون أية مجافاة للحق ، مؤكدًا هذه المرة على أن الخلود لشهداء الثورات اليمنية كافة، وطوبى للغائبين الكبار الأوائل قحطان محمد الشعبي وعبد الفتاح إسماعيل وفيصل عبد اللطيف وسالم ربيع علي في حضورهم الأكبر والدائم . من هنا وإزاء كلمة محسن وحلمنا الجمعي ، لايسعني إلا أن أرجو الأعزاء الثلاثة الرؤساء علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس – على وجه الخصوص – إعادة قراءة المحسن في «النظام الذي نريد» قراءة متمعنة ، متعمقة ، واقعية واستراتيجية . إذ يكفي اليمنيين جميعاً – وأشدد على كلمة جميعاً – ما عانوه من لعنة «ومزقناهم كل ممزق» على يد عدوهم التاريخي ومن فوقه وخلفه – حالياً – المكارثيون واليانكيون الجدد.