نحن بشر .. لذا نحبّ في لحظة .. ونكره في لحظةٍ أخرى .. والآخر وحده من يجعلنا نحبه لأفعاله ونبغضه لأفعاله أيضاً . والمسئول عن العامة هو الأكثر اختلافاً عليه ما بين محبين وكارهين ونعذر الطرفين في ذلك .. إلا إن كانت كراهية أحد الطرفين مبعثها مصلحة خاصة فيها اعتداء على كرامة وطن وحقوق شعب . وقائد النظام السابق علي عبدالله صالح .. أحببنا فيه بعض خصاله وأفعاله وكرهنا فيه ومنه حدّ الكفر ببعض خصاله وأفعاله حينما نتج عنها فساد أغلب مسئولي البلد .. وازدياد الظلم والقهر على غالبية المواطنين .. ونتج عن تدليله للمقربين من كافة الأطياف السياسية هذا البلاء الذي أدخل البلد في دوامة التفتت والكوارث المتتابعة حتى انتفض الشباب وخرج غالبية الكادحين للشوارع حاملين على عاتقهم ما تنوء بحمله كل شعوب المنطقة . إذن الحب لا يفي بشيء حينما لا يخلص المسئول لله ثم لوطنه ويحصر اهتمامه وهمومه في صالح الشعب الذي ارتبط به ومنحه شرعيّة الاتكاء على سواعد وجماجم الكادحين .. وهو وحده من يجعلهم متباهين برفعته على أكتاف أحلامهم. وها نحن ندرك جميعاً وقد خرج أغلب الشعب في الواحد والعشرين من فبراير .. ليمنحوا الرئيس هادي شرعيّة قيادة هذا الوطن لبرّ الامان والخروج من عنق زجاجة الغليان وبوادر الانفجار الكبير الذي إن حدث - لا قدر الله - ستصيب شظاياه كل بيتٍ وكل قلبٍ وكل ذاكرةٍ في هذا الوطن .. فضلاً عن تدمير ما تبقّى من بنية تحتية للبلد وبُنية فوقيّة للإنسان . ولعل القرارات الجريئة لفخامة الرئيس مؤخراً وما نتج عنها من أفعالٍ حمقاء لمن تبقّى من مُدللي النظام السابق بإغلاق مطار صنعاء الدولي بقوة السلاح لا المنطق .. وإغراق صنعاء وغيرها في مستنقع الظلام بإزهاق روح الكهرباء .. فإن ذلك دليل أكيد على فشل إدراكهم لقدسيّة روح الإنسان .. وتعميدهم على آخر سطرٍ في كتاب بؤس نهاية النظام السابق .. واستعداء المواطن البسيط لما تبقّى من أطروحاتهم وجرّ الشعب للوقوف مع خصومهم غير الشرعيين .. وإن لم نؤمن بحقيقة دفاعهم وحمايتهم للثورة .. قبل أن يثبتوا عملياً تجردهم وانتصارهم للوطن .. وقناعتهم الواضحة لمعطيات سنّة التغيير . [email protected]