قلت في نفسي بمجرد سماع الخبر: إن كان و لابد ، فمدير عام شركة من شركات مجموعة هائل سعيد أنعم في الصومال أفضل له من هذا المنصب الحكومي «محافظ محافظة» وإن كانت تعز العز ، حسب المشغوفين جنوناً بهذا الاسم ، إشفاقاً مني على الرجل الذي هو في غنى عن هذا المنصب الذي سيكون مجبولاً به لخوض غمار مهام غاية في الصعوبة من وجهة نظري على الأقل. لكن الواقع يقول: إن المحافظة ليست في غنى عن هذا الرجل الجاهز وهذا المشروع الناجز ، لذا أرى أنه من مصلحة الآونة الحالية للوطن أن يعمل الجميع على العون لتشجيع الرجل وأمثاله لأنه بذلك ينجز بهم تطلعات موطنه ، بزمن قياسي كما أتصور، و يتجنب كثيراً من المعمعات التي قد يواجهها في حين كان آخرون مفروضين علينا باطلاً في مناصب كهذه. ولنا تجارب كثيرة مع مسئولين جاءوا من ظلمات الجهل والعمى والعصبية والتخلف فكانوا في مناصب كهذه ، سرحوا ومرحوا ، وكبروا في ممتلكاتهم وأموالهم ومناصبهم ونحن ننتظرهم يلتفتون إلينا، فما كان إلا نفضوا غبار حقدهم في عيوننا ومضوا إلى مناصب أعلى .. ها أيش؟؟؟ . وهكذا من مسئول كارثة ، إلى أخس، والأغلبية الموبوءة بالكذب والدجل تدعم بكل ما لها من قوى. وبقيت محافظة العز هكذا إلى أن جاء الربيع، ونحن غير جاهزين أصلاً للاخضرار.. كان لا بد لنا ، ربما ، أن نمر بفصول قبله من الوعي والتهيؤ لينقش الربيع بنا و فينا بهاءه. أقول: رجل ناجز ، ذلك لأني وجدت الانجاز تكامل فيه كشخصية قيادية من نواحٍ عدة ، فهو الشاب ، الجديد ، الذي يمثل الطموح الجديد للشباب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، قياساً على نجاحهم وتميزهم الإداري والقيادي ، وهذا لا يبدو فيه أيما شطط ، ولا مجازفة في قول ، فالإطراء لا يعنينا ولا يعنيهم هنا أو في مقام غيره . ليس شوقي هائل في حاجة إلى أن يتولى منصباً يجمع به مالاً وشهرة ونفوذاً.. فهو ليس بالمعوز الفقير الجائع ، ولا المؤدلج الناقم والحاقد ، ولا الجاهل المتمصلح الفارغ.. ليس بحاجة إلى مسئولية أكثر من التي بيديه، لكنه قدره أن يتم اختياره في مثل هذه الظروف لا ليعتلي عرشاً من الضوء فيدير مساحة من الأرض وصلت في ازدهارها حد النجوم ، لكنما ليستفاد مما لديه من وفرة إبداعية في الأخذ بيد هذه المدينة البائسة من المستوى الذي تحيا به الآن ، فهي أشبه بالتي لا حية فترجى ولا ميتة فتنسى. وإنه لمن حسن حظ محافظة تعز أن يتم اختيار محافظ لها من خيرة أبنائها الذين يتمتعون بالقدر الأعلى من الوعي والتجربة الإدارية والاشتغال بالتحضر والبناء والثقافة والنماء، أليس كذلك ؟! أمام الرجل مهام عويصة ومستقبل مبهم وخارطة متشعبة وبالمقابل بين يديه جدارة ومراس ودربة وكفاءة وثقة كبيرة من أبناء محافظته ، وأمل أن توليه الجهات المختصة وأولو الاختصاص الصلاحيات والمتاحات الممكنة لتأدية عمله بالشكل المطلوب من النجاح. ندرك جميعاً أن لو أتيحت لهذا المحافظ الإمكانيات اللازمة له في أداء عمله لكان من النماذج التي لا تقل شأناً عن المشهورة في العالم ، وليس اليمن وحسب . أمام المحافظ َأضع هذا المقترح : «تعز / ورشة عمل» يشتغل فيه كل أبناء هذه المحافظة، جنباً إلى جنب مع محافظهم، على الانجاز في الرؤى والمشروعات الخلاقة في العمل على النهوض والرقي بالمحافظة إلى أعلى عليين. ولعل حاجته تتمثل في تضافر جهود أبناء هذه المحافظة في إعانته على المضي بثقة عالية نحو إنجاز مهامه.. وما من أحد إلا وله ضد ، ولكني أتمنى على الأضداد مهما كانوا في تواجدهم أن يعيدوا النظر في آرائهم، مرجحين إن لم يصلوا إلى ما يبتغون الحل الأوسط المناسب، فهو غير كامل لكنه، على الأقل، ناجز وجاهز . إن محافظ تعز الجديد بحاجة إلى أن يقدم إليه الجميع رؤيته ومشروعه في التنمية ،وليس في العرقلة والهدم، كل في تخصصه واهتمامه، في المجال الذي يهم الشأن العام ، وعلى كافة الأصعدة والمحاور. وسأقترح عليه ، بكل محبة ، الاستقالة من عمله في إدارة المجموعة والترفع عن الانتماء السياسي إن وجد ونبذه تماماً من رأسه، ويتفرغ لما تحتاجه محافظة تعز من بناء وتنمية ورقي، مدعوماً بتشجيع أبناء المحافظة ودعم كل الجهات المعنية والدبلوماسيات. وعلى بركة الله. [email protected]