أتمنى لو يسمع ويقرأ مثل هذا الكلام أولئك الذين زعموا وهم “...” أن قطّاع الكهرباء وأنابيب النفط والغاز ليسوا منهم وليسوا أشراراً كما يصفهم ليس النظام السابق وإنما العهد القائم وأنصاره وهم مجموع الشعب بكل فئاته والذين يسألون اليوم وبمرارة: هل هناك سلطة على هؤلاء وأين هي ولماذا تأخر تنفيذ قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بضربهم دون هوادة أينما كانوا؟. فمنذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني ونحن نسأل أصحاب الوعود بعودة الكهرباء إلى عهدها الذي كانت عليه قبل عقد ونصف من الزمن وأن يفيش المتعهدون بوعودهم في المحافظة على كل ما هو ملك عام أو ملك خاص كونه ليس ملكاً لأحد بعينه وأن تخريباً يطال هذه المنشآت والممتلكات الاستراتيجية التي أصبح توفرها ضرورة كضرورة الماء والهواء للإنسان وأن كل الأعمال التخريبية من هذا النوع إنما هي حرابة وعقاب جماعي ليس له هدف سوى النزعة الشريرة التي لاتقيم وزناً للإنسان راعياً أو رعوياً. والذين توقعوا استمرار التخريب ضد الكهرباء والنفط والغاز ويزيدون من مضاعفة أعباء الحياة على اليمنيين في المدن والقرى لم يكذبوا ولم يبالغوا في تشاؤمهم بالنظر إلى ماسبق من هذه الأعمال وإلى الاتفاقات التي كانت تتم بينهم وعبر مشائخهم ووسطائهم وبين سلطات الكهرباء والبترول والداخلية رغم حصولهم على مطالبهم التي كانت مخالفة للقانون والعدالة ومثار انتقادات الجميع, كونها تدل على عنجهيتهم وأنانيتهم في أخذ حقوقهم المزعومة أيضاً بالقوة والابتزاز في أضعف الأحوال. إن توجيه رئيس الجمهورية الذي سمعنا عنه قبل أيام قليلة إلى الدفاع والداخلية باستخدام القوة لضرب المعتدين على محطة كهرباء مأرب وضرب أبراجها ومحولاتها داخل المحافظة تلك أو في نهم وأرحب وأينما كانت, قد أيده اليمنيون فور صدوره وينتظرون اليوم تنفيذ تلك التوجيهات كحملة كبرى ضد الإرهاب والتخريب سواء في أبين أو شبوة أو أرحب أو نهم, فالقاعدة هي القاعدة في الأهداف والتفكير والآليات وليس هناك مانع لدى الإرهابيين بين قتل الجندي والضابط في موقعة وكل من يساندهم من أبناء الشعب وبين مريض يختنق فوق سرير مرضه ويموت بسبب انقطاع الكهرباء والدواء الذي يحفظ بارداً باستمرار تحت درجة حرارة معينة. واذكِّر كل من دافع ويدافع عن المخربين والإرهابيين ويتهم غيرهم بارتكاب هذه الأعمال بأن الحقيقة والواقع يقول: إن بعض أبناء مأرب قد ضربوا الرقم القياسي في التخريب وتكبيد الدولة مليارات الدولارات ولن يتخلّوا عن سلوكهم الشاذ الذي يسيء إلى الآخرين وهم الغالبية في محافظة مأرب, لكن هذه الغالبية كما يبدو عاجزة عن فعل أي شيء بمساندة القوات المسلحة والأمن أو بدونها وهذا ما يحيّرنا ويضع أكثر من علامة استفهام جديدها كقديمها وحسبنا الله ونعم الوكيل.